يواجه مدربو الأندية المتوجة بألقاب الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى انتقادات واسعة بنهاية الموسم الرياضي الحالي بسبب فشلهم في إحراز لقب دوري أبطال أوروبا .

وتؤكد الانتقادات التي وجهتها وسائل الإعلام والجماهير للمدربين الخمسة في إنكلترا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا ، بأن إحراز الألقاب المحلية واحتكارها كل موسم لم يعدا إنجازين&جديدين، على اعتبار ان هذه السيطرة المحلية لم يتم تمديدها لتصل إلى الساحة القارية ممثلة بمسابقة دوري أبطال أوروبا.

و يكشف تقرير "ماركا" الإسبانية عن المعاناة التي يمر بها مدربو الأندية أبطال الدوريات الأوروبية الكبرى بعدما عجزوا عن نقل الهيمنة المحلية إلى الملاعب القارية.

أليغري و يوفنتوس

اضطر المدرب الإيطالي ماسيميليانو أليغري إلى تقديم استقالته من الجهاز الفني بنادي يوفنتوس رغم قيادته الفريق لإحراز لقب الدوري الإيطالي للمرة الثامنة على التوالي في إنجاز تاريخي غير مسبوق في الدوريات الأوروبية و الخامس منذ توليه المنصب الفني ، مع الإشارة الى أنه نجح في بلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين عامي 2015 و 2017.

ولم تشفع هذه الإنجازات للفني الإيطالي في الحصول على ثقة مختلف مسؤولي النادي ، بعدما فشل في تجاوز عقبة اياكس امستردام الهولندي عندما خسر لقاء الإياب في الدور الربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا، رغم انه يضم في صفوف الفريق البرتغالي كريستيانو رونالدو افضل هداف في تاريخ المسابقة ، وهو ما زاد من متاعب اليغري الذي لم يجد بدا سوى بتقديمه استقالته في ظل ازدياد الضغوطات وترشيح باستمرار عدة اسماء لخلافته .

فالفيردي و برشلونة

يواجه المدرب إرنستو فالفيردي مدرب نادي برشلونة الإسباني ضغوطاً هو الآخر قد تنتهي برحيله عن النادي رغم إحرازه لقب الدوري المحلي وخسارة كأس الملك ، فالبطولات المحلية لم تعد مطلباً لجماهير النادي ، حيث ان الهدف الرئيسي يتمثل بإحراز دوري أبطال أوروبا .

وتسببت خسارة برشلونة أمام ليفربول بأربعة اهداف نظيفة في "الآنفيلد رود" في إياب نصف النهائي، في إثارة الشكوك حول قدرات وإمكانيات فالفيردي الفنية ، بعدما عجز عن إيجاد خطة لإنقاذ الفريق من الانهيار في المباريات المصيرية.

هذا وقادت الصحافة الإسبانية حملة ضد فالفيردي ، من خلال ترشيح عدة أسماء تدريبية لخلافته مع نهاية الموسم ، حيث طرحت هذه الأسماء أمام الجماهير في إستطلاع رأي على مواقعها الإلكترونية، &لاختيار افضلهم والضغط على إدارة النادي بإحداث تغيير على مستوى الجهاز الفني للفريق.

توخيل و باريس سان جيرمان&

يجلس المدرب الألماني توماس توخيل مدرب نادي باريس سان جيرمان الفرنسي على صفيح ساخن ، حيث بدا وكأن قيادته الفريق للتتويج بلقب الدوري المحلي ليست انجازاً ضخماً ، خاصة بعدما خسر نهائي كأس فرنسا امام نادي رين .

وكان بعض الخبراء والمتابعين قد وصفوا موسم توخيل الأول مع الفريق بـ "الفاشل" ، خاصة بعدما ودع المنافسات القارية مبكراً ، وكان على مشارف التأهل للدور الثمانية ، لولا خسارته المفاجئة في موقعة الإياب امام مانشستر يونايتد الإنكليزي بثلاثة اهداف لهدف ، بعدما كان قد فاز ذهاباً بهدفين نظيفين.

هذا وتم تحميل توخيل مسؤولية تراجع أداء ونتائج الفريق لكونه عجز عن التوظيف الإيجابي لعناصره الفنية ، رغم انه يضم في صفوفه ألمع وأفضل اللاعبين في مختلف المراكز .

و رغم تأكيدات إدارة النادي الباريسي على استمرار ثقتها في المدرب الألماني ، إلا ان الانتقادات قد تجبره على تقديم الاستقالة ، خاصة بعد رحيل المدرب اليغري عن نادي يوفنتوس ، والذي يراه الإعلام الفرنسي و الإيطالي الرجل المناسب لخلافة توماس توخيل في تدريب باريس سان جيرمان بعدما اصبح حراً من أي التزام وسيرته الذاتية مميزة، خاصة انه سبق له بلوغ النهائي القاري مرتين.

غوارديولا و مانشستر سيتي

وفي إنكلترا يواجه المدرب الإسباني بيب غوارديولا هو الآخر ضغوطاً شديدة، ففي الوقت الذي كان ينتظر الإشادة نظير إحرازه لقب &الدوري الإنكليزي بعد صراع شرس مع ليفربول ، إلا انه وجد نفسه تحت طائل انتقادات واسعة بسبب إخفاقه القاري بعد الإقصاء أمام توتنهام هوتسبير في الدور الربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا ، بسبب خياراته التكتيكية، التي اعتمدها في مواجهة الإياب والتي اظهرت ضعفاً في دفاعات الفريق كلفته ولوج ثلاثة أهداف في مرماه .

ورغم التقارير التي أشارت برحيل &غوارديولا عن مانشستر سيتي و الانتقال الى ايطاليا لتدريب نادي يوفنتوس ، إلا ان الفني الإسباني أبدى رغبة جامحة للبقاء وتحقيق حلم جماهير النادي بإحراز لقب دوري أبطال أوروبا .

كوفاتش و بايرن ميونيخ&

يمر المدرب الكرواتي نيكو كوفاتش مدرب نادي بايرن ميونيخ بموسم تعيس في ألمانيا ، بسبب الانتقادات التي طالته منذ تعيينه على رأس الجهاز الفني للفريق مطلع الموسم المنقضي ، خاصة بعد الانطلاقة المتعثرة للفريق ، ما منح الفرصة لبروسيا دورتموند لإعتلاء صدارة جدول الترتيب المحلي .

و رغم نجاح كوفاتش في قيادة الفريق لإحراز لقبي الدوري والكأس المحليين&، إلا ان اقصاءه من دور الستة عشر في مسابقة دوري أبطال أوروبا بخسارة مؤلمة امام ليفربول على ارضه بثلاثة اهداف لهدف جعل اللقبين المحليين من دون طعم او لون لدى الجماهير البافارية .

وكان كوفاتش قد تحول إلى مادة دسمة لوسائل الإعلام المحلية ، &حيث صنفته بأنه مدرب متواضع الإمكانيات التدريبية للإشراف على نادي مثل بايرن ميونيخ ، مطالبة إدارة النادي بالبحث عن مدرب كبير يوازي الطموحات ، إلا ان المسؤولين&البافاريين أكدوا على&استمرار المدرب الكرواتي، بعدما نجح في الجمع بين القبي الدوري والكأس .