قضى منتخب جنوب إفريقيا على أحلام ملايين المصريين بإحراز لقب بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم على أرضهم، بتحقيق مفاجأة كبرى وإقصاء الفراعنة من الدور ثمن النهائي السبت بهدف نظيف في الدقائق الأخيرة.

وأتى هدف الفوز في الدقيقة 85 عبر ثيمبينكوزي كريستوفر لورتش في المباراة التي أقيمت على ستاد القاهرة الدولي أمام زهاء 75 ألف متفرج، ليفشل النجم محمد صلاح وزملاؤه في مواصلة المسعى الى لقب ثامن في البطولة.

وتلاقي جنوب إفريقيا في ربع النهائي نيجيريا التي كانت قد أقصت في وقت سابق الكاميرون حاملة اللقب، بالفوز عليها في الاسماعيلية 3-2.

وساد الصمت والوجوم على عشرات آلاف المشجعين في ستاد القاهرة الذين لم يكونوا يتوقعون الخروج المبكر، بينما ارتمى العديد من اللاعبين المصريين على المستطيل الأخضر، وغطى آخرون وجوهم بقمصانهم. في المقابل، احتفل لاعبو جنوب إفريقيا بفخر بالانجاز غير المتوقع، ونالوا حتى تصفيق مئات المشجعين المصريين أثناء خروجهم من الملعب.

- شوط أول سلبي -

وعاد المدرب المكسيكي للمنتخب المصري خافيير أغيري الى تشكيلته الأساسية التي بدأ بها منافسات المجموعة الأولى، بعدما أجرى ثلاث تغييرات في الجولة الثالثة الأخيرة ضد أوغندا (2-صفر)، معولا على محمد الشناوي في حراسة المرمى، أحمد حجازي ومحمود علاء والقائد أحمد المحمدي وأيمن أشرف في الدفاع، ومحمد النني وطارق حامد وعبدالله السعيد في الوسط، ومحمد صلاح ومحمود حسن "تريزيغيه" على الجناحين خلف رأس الحربة مروان محسن.

في المقابل، أجرى مدرب جنوب إفريقيا ستوارت باكستر ثلاثة تغييرات على التشكيلة التي خاضت المباراة الأخيرة ضد المغرب (صفر-1) في المجموعة الرابعة، ودفع ببيرسي تاو وكريستوفر لورش ودين فورمان كأساسيين.

وانتهى الشوط الأول سلبيا على رغم الإيقاع السريع واستحواذ بنسبة 66 بالمئة للمنتخب المصري الذي عول بشكل أساسي على تحركات منسقة عبر الجناحين صلاح وتريزيغيه ومن خلفهما التمريرات المتقنة لطارق حامد، بينما شكل بيرسي تاو مصدر الخطر الأكبر من جهة جنوب إفريقيا.

وفي رابع مبارياتهم في البطولة، فشل الفراعنة لأول مرة في هز الشباك في الدقائق الـ45 الأولى.

وتبادل المنتخبان المحاولات وأحيانا بشكل متتال، مثل تسديدة مروان محسن من خارج المنطقة في الدقيقة الثانية بين يدي الحارس الجنوب إفريقي رونوين وليامس، أتبعها تاو مباشرة بتسديدة عالية عن مرمى الشناوي.

وبعد نحو دقيقة، هدد صلاح المرمى الجنوب إفريقي بتسديدة قوية من داخل المنطقة تحولت من الدفاع الى ركنية، قبل ركلة حرة مصرية لعبدالله السعيد علت المرمى (6).

وواصل تاو مغازلة الشباك المصرية من دون أن يهزها، واختبر الشناوي مجددا بتسديدة بعيدة أبعدها حارس النادي الأهلي بقبضتيه، أتبعها اللاعب الجنوب إفريقي بركلة حرة رائعة بيسراه اتجهت نحو المقص الأيمن للمرمى المصري، قبل تدخل حاسم وبارع من الشناوي (20).

وبعد ثلاث دقائق، رد المنتخب المصري بهجمة مرتدة سريعة أطلق من خلالها حامد زميله صلاح في منطقة منتخب "بافانا بافانا"، ليحولها نجم ليفربول الانكليزي الى تريزيغيه المتقدم على يمين منطقة الجزاء، لكن تسديدته الأرضية انتهت بتصد ناجح من حارس المرمى.

ولم تقتصر المحاولات الجنوب إفريقية على تاو، اذ كانت تسديدة أرضية لكاموهلو موكوتجو من خارج المنطقة الى يمين القائم الأيمن (35)، قبل أن يتدخل الشناوي ببراعة بعد ثلاث دقائق لقطع محاولة انفراد جنوب إفريقية.

ودفع أغيري مطلع الشوط الثاني بأول تغيير، بإخراج محسن الذي بدا خارج الخدمة في أوقات طويلة من المباريات المصرية، والدفع بأحمد علي.

- الهدف القاتل -

وبعد تسديدتين عاليتين عن المرمى في الدقائق العشر الأول من الشوط الثاني للنني وأحمد علي، أتيحت لمصر إحدى أخطر فرصها على مدى الشوطين، بتمريرة بينية رائعة من صلاح الى تريزيغيه المتفلت من الرقابة داخل المنطقة، لكن تسديدته احتضنتها يدا وليامس (56).

وبعد قرابة 20 دقيقة على انطلاق الشوط الثاني، دفع أغيري بعمرو وردة بدلا من عبدالله السعيد، في أول مباراة يعود فيها اللاعب البديل الى التشكيلة بعد الجدل الذي أثاره على خلفية "التحرش" والشريط الفاضح المنسوب إليه، وقرار الاتحاد المصري استبعاده من البطولة، قبل تخفيض عقوبته على اثر "تكاتف" اللاعبين مع زميلهم. ولقي دخول وردة تصفيق الجمهور في ستاد القاهرة.

وندرت محاولات الجانبين في ما تبقى من الشوط الثاني، وكانت أخطرها عبر بيرسي تاو مجددا في الدقيقة 71 لكن بين يدي الشناوي.

ودفع أغيري بآخر أوراقه بإخراج النني والدفع بوليد سليمان قبل أقل من عشر دقائق على النهاية، والتي شهدت صدمة تسجيل جنوب إفريقيا الهدف الوحيد، وذلك بهجمة مرتدة سريعة تمكن في ختامها ليبو موتيبا من إيصال الكرة الى لورتش الذي أودعها مرمى الشناوي لدى خروجه لملاقاته.

نيجيريا تقصي حاملة اللقب الكاميرون

أقصى منتخب نيجيريا منافسه الكاميروني حامل اللقب من الدور ثمن النهائي لبطولة كأس الأمم الإفريقية في كرة القدم، بفوزه عليه 3-2 السبت في الاسكندرية بعد مباراة حماسية تبدلت وجهتها أكثر من مرة.

ووفى اللقاء الكلاسيكي على مستوى القارة بين الكاميرون المتوجة خمس مرات آخرها 2017 في الغابون، ونيجيريا الفائزة باللقب القاري ثلاث مرات آخرها 2013، بما كان متوقعا منه على صعيد التنافس والندية.

وتقدم منتخب "سوبر إيغلز" ("النسور الممتازة") النيجيري عبر أوديون إيغهالو (19)، قبل أن يقلب منتخب "الأسود غير المروضة" النتيجة في ثلاث دقائق فقط، بهدفي ستيفان باهوكين (41) وكلينتون نجي (44).&

لكن لاعبي نيجيريا رفضوا رفع الراية البيضاء، وردوا بالأسلوب ذاته في الشوط الثاني بهدفين في ثلاث دقائق أيضا، عبر إيغهالو مجددا (63)، قبل أن يمنح هدف أليكس أيووبي (66) نيجيريا بطاقة الدور ربع النهائي.

ويلاقي منتخب "سوبر إيغلز" في الدور المقبل، الفائز من لقاء مصر وجنوب إفريقيا الذي يستضيفه ستاد القاهرة الدولي مساء اليوم.

وعلى رغم أن نيجيريا تعد من المنتخبات القوية قاريا، يبقى خروج حامل اللقب من هذه المرحلة المبكرة مفاجأة ثانية من نوعها في ثمن النهائي، تضاف الى إقصاء المغرب الذي كان مرشحا بقوة للقب وأنهى الدور الأول بالعلامة الكاملة في صدارة المجموعة الرابعة، على يد منتخب بنين المتواضع، والفائز الجمعة 4-1 بركلات الترجيح، بعد تعادل المنتخبين 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي على ستاد السلام في القاهرة.

ومقابل خروج الكاميرون بإشراف النجم الهولندي السابق كلارنس سيدورف، لحقت نيجيريا بقيادة الألماني غرنوت رور، ببنين والسنغال إلى ربع النهائي.

وبدت الرغبة كبيرة لدى النيجيريين من البداية لكن دون خطورة على المرمى رغم الاستحواذ، وسط محاولات من الجانبين للسيطرة على وسط الملعب.

وتمكن منتخب "سوبر إيغلز" من التقدم بعد أفضلية نسبية، حين لعب ولفريد نديدي تمريرة من الجهة اليسرى وصلت الى كينيث أوميروو داخل منطقة الجزاء، فسددها بقوة لتصل الى إيغهالو الذي سددها نحو المرمى، لترتد من الدفاع الى مرمى أندريه أونانا حارس أياكس أمستردام الهولندي.

وتحسن الأداء الكاميروني بشكل ملحوظ مع استحواذ واضح وخطورة أكبر، الى ان تقدم كريستيان باسوغوغ من الجهة اليسرى ومرر الى باهوكين داخل المنطقة، فحولها "على الطاير" في شباك الحارس دانيال أكبيي (41).

ولم تكد تمر ثلاث دقائق حتى قلبت الكاميرون الطاولة بعد تمريرة من باهوكين الى نجي، انفرد على اثرها بأكبيي وسجل هدف التقدم (44).

وكاد موزيس سيمون، لاعب ليفانتي الإسباني، ان يعادل النتيجة بتسديدة من داخل منطقة الجزاء لكن الكرة علت المرمى (45) لينتهي بها شوط أول يعد من الأكثر إثارة منذ النسخة الثانية والثلاثين من البطولة.

وفي الشوط الثاني، مال الاستحواذ لصالح الكاميرون بداية، وحصلت على فرصة لزيادة غلتها عندما سدد نجي كرة غيّرت مسارها بيد أن الحارس أكبيي أنقذها بصعوبة (51).

وسعى رور الى تفعيل الهجوم النيجيري بإخراج موزيس سيمون والزج بصامويل شوكويزي (60) بينما ارتأى سيدورف إخراج جورج ماندجيك وإدخال أندريه أنغويسا (62).

وما هي إلا دقيقة حتى عادلت نيجيريا إثر عرضية من الجهة اليمنى لأوازييم كولينز، استقبلها أحمد موسى، لاعب النصر السعودي، بصدره ومنه تمريرة ماكرة الى إيغهالو سددها "على الطاير" في الشباك وسط احتفال الأسطورة النيجيرية نوانكوو كانو المتواجد في المدرجات (63).

والهدف هو الثالث لإيغهالو في البطولة ليتساوى في صدارة الهدافين مع السنغالي ساديو مانيه.

وقلبت نيجيريا الطاولة على الكاميرون بعد ثلاث دقائق فقط بهدف التقدم لألكسندر (أليكس) أيووبي لاعب أرسنال الإنكليزي، الذي انفرد بالحارس أونانا إثر تمريرة ذكية من إيغهالو، وسدد الكرة من تحته في الشباك (66).

وكاد إيغهالو يحقق "الهاتريك" في الدقيقة 76 من تسديدة من داخل منطقة الجزاء تعملق أونانا في صدها، ومن رأسية أنقذها أونانا مجددا (83) قبل ان يخرج ويدخل مكانه بول أنواتشو (84).