طالبت السلطات القضائية البرتغالية الأربعاء بتمديد مذكرة الاعتقال الأوروبية بحق روي بينتو، المقرصن المرتبط بتسريبات "فوتبول ليكس" التي كشفت عن فساد مزعوم في عالم كرة القدم، والتي من شأنها توسع التحقيق، بحسب مصدر في النيابة العامة.

وقال متحدث باسم النيابة العامة لوكالة فرانس برس أن القضاء "سبق له طلب تمديد مذكرة التوقيف الأوروبية" التي تستهدف روي بينتو.

ويوجد "المقرصن" رهن الاعتقال منذ أربعة أشهر في البرتغال بعد تسليمه من المجر.

وسيسمح تمديد مذكرة التوقيف للقضاء البرتغالي بمتابعة روي بينتو بجرائم أخرى غير تلك التي تم تسليمه على أساسها.

وتتهم النيابة العامة بينتو، إبن الثلاثين عاما المقيم في العاصمة المجرية بودابست،&بـ"محاولة الابتزاز الشديد، الوصول غير المشروع وسرقة البيانات من بعض المؤسسات بما في ذلك الدولة".

واتهمت النيابة العامة بينتو في البداية بالدخول إلى أنظمة الكمبيوتر الخاص بنادي سبورتينغ لشبونة وصندوق الاستثمار الرياضي "دوايان"، ثم طالب الأخير بدفع مبلغ يتراوح بين 500 ألف يورو ومليون يورو مقابل التوقف عن نشر هذه الوثائق.

لكن وبحسب وسائل الاعلام البرتغالية، فإن المحققين يتهمونه أيضا بالدخول إلى حسابات البريد الإلكتروني للنيابة العامة، وزارة الداخلية البرتغالية، الاتحاد الدولي لكرة القدم، والشرطة ومكاتب المحاماة.

في المقابل، يقدم محامو روي بينتو موكلهم على أنه "عنصر مهم جدا في إطلاق شرارة تنبيه أوروبي" سمح للنيابات العامة في العديد من الدول بينها فرنسا وبلجيكا، بفتح تحقيقات في الممارسات الخاطئة المزعومة في عالم كرة القدم.

وكان العضوان السابقان في البرلمان الأوروبي إيفا جولي وآنا غوميش، وكذلك مؤسسة "ذا سيغنال نيتوورك" التي تعمل على تسهيل تبادل المعلومات بين وسائل الإعلام والمبلغين عن المخالفات من خلال توفير الحماية لهم، دعوا الثلاثاء في لشبونة لإطلاق سراح روي بينتو من أجل تعزيز التعاون مع القضاء في بلدان أخرى.

وتساءلت جولي في تصريح لوسائل الإعلام عقب لقائها وزيرة العدل البرتغالية فرانشيسكا دونين "لماذا يوجد الشخص الذي نَبَّهَ إلى جرائم مهمة، داخل السجن وليس المجرمين؟".

وكانت تسريبات "فوتبول ليكس" كشفت عن نظام التهرب الضريبي المتبع في عالم كرة القدم، وخصوصا في قضية للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عندما كان يدافع عن ألوان نادي ريال مدريد الاسباني.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أشارت تسريبات جديدة إلى فضائح طالت فريقي باريس سان جرمان الفرنسي ومانشستر سيتي الانكليزي بشأن مخالفتهما قوانين اللعب المالي النظيف بغطاء من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا)، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جاني إنفانتينو حيث حامت الشكوك حول وجود "صداقة مريبة" تجمع بينه والمدعي العام لمنطقة هو-فاليه السويسرية رينالدو أرنولد.

وكان بينتو صرح لدى اعتقاله في المجر قبل أربعة أشهر أن بلده الأم يريد "تخريب" التحقيقات التي يساعد فيها السلطات في مختلف الدول الأوروبية. وكشف "كنت أتعاون مع السلطات الفرنسية، وبدأت بالتعاون مع السلطات السويسرية، وربما البدء بتعاون أوروبي اخر، وفجأة خربت البرتغال كل شيء".

وحاول بينتو مواجهة تسليمه لبلاده دون جدوى، وهو يواجه احتمال السجن لعشرة أعوام.

ويصف محامو بينتو موكلهم بأنه "شاب برتغالي يحب كرة القدم، وبسبب اشمئزازه من الممارسات المعروفة تدريجا، قرر أن يكشف للعالم حجم الممارسات الإجرامية التي لا تؤثر فقط على كرة القدم بل تعرض صورتها لضرر كبير".

وبحسب الصحف البرتغالية، خضع بينتو، أحد عشاق نادي بورتو ورونالدو، لدروس شخصية في برمجة الحواسيب، وهو يتحدر من فيلا نوفا دي غايا إحدى ضواحي بورتو ويعيش في بودابست منذ 2015.

وصل الى المدينة ضمن برنامج تبادل كجزء من دراسته في التاريخ، ويرى أن بلاده لم تعد تمنحه "أية آفاق بسبب الأزمة الاقتصادية".

وبعد تثبيت نفسه في المجر، حيث يكسب قوته ويساعد والده صانع الأحذية المتقاعد، من خلال عمله في الآثار القديمة، أنشأ بينتو موقع التسريبات في 2016. بدأ بتحميل عقود لاعبين ومدربين من نادي سبورتينغ لشبونة والفرع المالطي من صندوق الاستثمار "دوايان"، المثير للجدل في سوق انتقالات اللاعبين.