طالبت الجماهير المغربية من اتحاد كرة القدم إسناد مهمة الجهاز الفني للمنتخب الأول إلى مدرب وطني يحل محل الفرنسي هيرفي رونار المستقيل مؤخراً من منصبه .

وترى الجماهير المغربية وجود أكثر من اسم وطني جاهز لتولي المهمة الصعبة بالنظر إلى سقف الاهداف المنشودة في المرحلة القادمة ، ممثلاً في التتويج بلقب بطولة كأس أمم إفريقيا التي ستجرى عام 2021 بالكاميرون ، بالإضافة إلى بلوغ نهائيات كأس العالم 2022 بقطر.

وتحرص الجماهير المغربية على إيصال صوتها لرئيس الاتحاد فوزي لقجع واعضاء اللجنة الفنية لاختيار المدرب الجديد للمنتخب الأول، حتى انها لجأت لمواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام من أجل الضغط على اتحاد القدم بتعيين مدرب وطني &.

وكشفت تعليقات الجماهير المغربية ونتائج استطلاع الرأي عن رفضها التعاقد مع مدرب اجنبي ، مفضلة تعيين مدرب&مغربي، حتى ان وجد اتحاد القدم في المرحلة الحالية التي تمر بها الكرة المغربية أمراً يتطلب من خلاله اسناد المهمة إلى مدرب اجنبي ، فإنها - الجماهير- ترفض ان يكون فرنسياً ، حيث تفضل ان يكون من مدرسة أوروبية اخرى او من مدرسة برازيلية ، والتي سبق لها ان تألقت مع "أسود الأطلس" في كأس العالم 1986 بالمكسيك تحت إشراف الراحل مهدي فاريا.

وكشفت نتائج استطلاع للرأي نظمته صحيفة "المنتخب" بأن 75% من الجماهير المغربية يفضلون إسناد مهمة الجهاز الفني لمدرب مغربي يحل محل هيرفي رونار ، إذ يعتبر الوطني حسين عموتة الذي قاد الوداد البيضاوي للتتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا عام 2017 ، هو الاسم المفضل يليه بادو زاكي الذي قاد المنتخب المغربي لبلوغ نهائي كأس أمم إفريقيا عام 2004 و الذي خسره أمام تونس صاحبة الضيافة.

و زادت قناعة الجماهير المغربية بضرورة التعاقد مع مدرب وطني في اعقاب التجارب الفاشلة التي مني بها "أسود الأطلس" في مختلف الاستحقاقات تحت إشراف مدربين أجانب ، بعدما رصد لهم رواتب خيالية اثارت جدلا في الأوساط الشعبية و الإعلامية ، وصلت حتى أروقة البرلمان بمن&فيهم المدرب الاسبق رونار وقبله البلجيكي ايريك جيريتس و الفرنسي روجي لومير و آخرون.

وتسود لدى المغاربة قناعة راسخة بأن المدرب الاجنبي يأتي لتدريب منتخب بلادهم من اجل تقاضي راتب سنوي ضخم لا يمكن ان يحصل عليه في بلد إفريقي آخر دون ان يحقق الأهداف المطلوبة منه.

وترسخت فكرة الاستعانة بالمدرب المحلي اكثر لدى المغاربة في اعقاب بطولة كأس أمم إفريقيا الأخيرة التي اقيمت في مصر، وشهدت خلالها تألق المدرب الوطني الجزائري جمال بلماضي والمدرب الوطني السنغالي اليو سيسي ، حيث نال الأول لقب البطولة و الثاني وصافتها ، في مقابل فشل ذريع للمدربين الأجانب مثل هيرفي رونار مع المغرب و المكسيكي خافيير اغيري مع مصر ، والهولندي كلارينس سيدورف مع الكاميرون.

هذا وبدا واضحا بأن الاتحاد المغربي تجاهل مطالب الجماهير ، مكتفياً بترشيح اسماء محلية سرعان ما تخلى عنها مكلفا إياها بمهام بقية المنتخبات الوطنية ، حيث عين حسين عموتة على رأس الجهاز الفني لمنتخب اللاعبين المحليين ، فيما سيفاضل بين الفرنسي لوران بلان و البونسي وحيد خليلوزيدش لتدريب المنتخب الأول ، على ان يكون وليد الركراكي مساعداً لأحدهما.

وتشير كافة المعطيات الى أن البوسني خليلوزيدش سيكون المدرب الجديد للمنتخب المغربي بعدما قدم استقالته قبيل ايام من تدريب نانت الفرنسي ، كما انه يمتلك خبرة مع منتخبات القارة الإفريقية بعدما سبق له ان درب منتخبي ساحل العاج و الجزائر ، محققاً معهما نتائج مرضية ، كما يمتلك تجربة متميزة نادي الرجاء البيضاوي المغربي عندما قاده إلى نيل لقب دوري أبطال إفريقيا عام 1997.