تعيش الجماهير الأرجنتينية حالة من التناقضات التي تعرفها كرة القدم في بلادها على مستوى المنتخب الأول في ضوء المعطيات الفنية التي تعيشها في السنوات القليلة المنصرمة.
وكان إعلان الاتحاد الأرجنتيني عن تجديد عقد المدرب ليونيل سكالوني على رأس الجهاز الفني للمنتخب الأول حتى نهاية تصفيات كأس العالم 2022 بقطر قد تزامن مع إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن قائمة المدربين العشرة المرشحين لجائزة افضل مدرب في العالم لعام 2019 و التي ضمت ثلاثة مدربين من الأرجنتين هم ماوريسيو بوكيتينو مدرب نادي توتنهام هوتسبير الإنكليزي و ريكاردو غاريكا مدرب منتخب بيرو ، و مارسيلو غالاردو مدرب نادي ريفر بليت الأرجنتيني.
ولم يكن تجديد عقد سكالوني مع منتخب الأرجنتين حلاً اختيارياً ، ولكنه جاء اضطرارياً لجأ اليه الاتحاد الأرجنتيني و رئيسه كلاوديو تابيا ، بدليل انه ينتهي بنهاية تصفيات كأس العالم ، بعدما كانت أغلب عقود &اتحاد اللعبة مع المدربين تمتد حتى نهاية المونديال.
وأعطى الاتحاد الأرجنتيني إنطباعاً من خلال هذا الإعلان ، بأنه لا يثق في كفاءة سكالوني ، وان الاستعانة بخدماته كانت لظروف قاهرة في أعقاب الانتكاسة التي منيت بها الكرة الأرجنتينية في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا.
هذا وسئمت الجماهير الأرجنتينية من انصاف الحلول التي لجأ اليها اتحاد اللعبة عند اختياره مدربي المنتخب الأول منذ عام 2014 ، بعدما استقال أليخاندرو سابيلا بعد قيادته أبناء "التانغو" لبلوغ نهائي كأس العالم في قلب البرازيل.
ومنذ ترك سابيلا لمنصبه ، فقد تحول الجهاز الفني للمنتخب الأرجنتيني إلى حقل تجارب للمدربين المغمورين في صورة جيراردو مارتينو و ادغاردو باوزا وخورخي ساوباولو و ليونيل سكالوني ، والذين سجلوا نتائج غير مرضية مع المنتخب الأول في بطولتي كوبا أميركا و كأس العالم ، رغم ان التشكيلة ضمت ترسانة من النجوم المميزين على رأسهم الهداف ليونيل ميسي.
ولم يحصل المنتخب الأرجنتيني على أي لقب منذ إحرازه بطولة كوبا أميركا عام 1993 ، حيث يبرر الخبراء هذا&الفشل المتواصل إلى غياب مدرب محنك مثل كارلو بيلاردو و سيزار مينوتي و الفيو بازيلي.
ومما زاد من غضب الجماهير الأرجنتينية هو تواجد اسماء وطنية كبيرة بصدد تحقيق إنجازات ونجاحات باهرة مع أندية و منتخبات أخرى ، ولكن &اتحاد القدم فشل في التعاقد مع احدهم سواء الثلاثي المرشح لجائزة افضل مدرب في العالم او اسماء اخرى على غرار دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد الإسباني.
ومن اللافت للنظر بأن الاسماء الثلاثة التي رشحها الاتحاد الدولي لجائزة أفضل مدرب في العالم ، كانت قد طرحت سابقاً على طاولة الاتحاد الأرجنتيني ، وتحديداً عقب الخروج من كأس العالم بروسيا ، إلا ان تابيا و المقربين منه قد اختاروا المغمور ليونيل سكالوني وبعقد موقت.
وإن كان التعاقد مع بوكيتينو مهمة صعبة من الناحية المالية ، إلا ان الامر يختلف مع مارسيلو غالاردو على اعتبار انه متواجد على رأس الجهاز الفني لفريق أرجنتيني لن يعارض في توليه الإدارة الفنية للمنتخب الأول.
يشار الى أن الأرجنتين قد ظلت تختار الافضل والاكفأ بين مدربيها لتولي الإشراف على المنتخب الوطني غير ان الضائقة المالية وتراكمات الفشل والفساد ، قد قلبت الامور رأساً على عقب ، واصبح الافضل يفضل الابتعاد عن المنتخب لتفادي الفشل وتشويه سمعته بعدما اصبح تدريب المنتخب مغامرة خطرة.
التعليقات