إيلاف من دبي: ترتكب الأنظمة السياسة واحدة من أكبر الجرائم المثيرة للتوتر والقلق حينما تجهر بمعاداتها للنجوم الذين يتمتعون بمكانة خاصة لدى الشعوب، وهو الخطأ الكبير الذي يرتكبه النظام التركي بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان الذي أجبر النجم الكروي الشهير هاكان شوكور الذي نال عضوية البرلمان التركي عقب اعتزامه التحول من "ملك"، وهو اللقب الذي يشتهر به في بلاده، إلى سائق سيارة أوبر في الولايات المتحدة الأميركية.

عدو الدولة أم بطل جماهيري ؟
تعود بدايات المشكلة إلى اتهام شوكور بالإنضمام إلى جماعة غولن، ومعاداة الدولة، والمشاركة في الإنقلاب على نظام الحكم، وفي الوقت الذي يتمتع شوكور بشهرة كبيرة في بلاده، ومكانة خاصة في قلوب الملايين بعدما قاد تركيا للحصول على المركز الثالث في كأس العالم 2002، وهو الإنجاز الكروي الأكبر في تاريخ الأتراك، وسجل مع المنتخب 51 هدفًا، فقد كان هناك تعاطف كبير معه، خاصة أنه قام بنفي الإتهامات الموجّهة إليه، وصادر نظام أردوغان أموال اللاعب والبرلماني الشهير، وتم كذلك اعتقال والده، ومضايقة أولاده في تحركاتهم.

الملك المليونير سائق أوبر
هاكان شوكور الذي حصد الملايين في رحلته الكروية حينما كان نجمًا لفريق جالاطا سراي وكذلك أندية أوروبية، مثل إنتر ميلان، وكذلك حقق ثروة كبيرة من الإستثمارات التي قام بها عقب الإعتزال، وجد نفسه لا يملك شيئًا بعد مصادرة أمواله، وكذلك تجريده من الألقاب الكروية والرياضية التي حصل عليها، وشطبه من تاريخ جالاطا سراي، ولم يكن هناك أمامه سوى الفرار خارج تركيا، ليعمل سائق سيارة أوبر في واشنطن، وأجرى حوارًا مع الصحافة الألمانية، كاشفًا عن المعاناة التي يعيشها، وأكد أنه يعمل سائق سيارة أجرة، ولكنه يشعر بالإستقرار أكثر مما لو كان لا يزال موجودًا في تركيا.