تأمل الأميركية المخضرمة سيرينا وليامس في أن تشكل بطولة أستراليا المفتوحة، أولى البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب التي تنطلق الاثنين، محطة لدخول التاريخ من أوسع أبوابه ومعادلة الرقم القياسي للأسترالية مارغريت كورت مع 24 لقبا في الغراند سلام، بعد فشلها في أربع محاولات سابقة.

تقف وليامس (38 عاما) على عتبة هذا الباب منذ تتويجها بلقبها الثالث والعشرين في ملبورن عام 2017، إذ خسرت بعدها أربع مباريات نهائية (في ويمبلدون الإنكليزية وفلاشينغ ميدوز الأميركية في 2018 و2019) في البطولات الكبرى، لم تتمكن خلالها حتى من الفوز بأي مجموعة.

لكن البوادر بدت ايجابية للمصنفة أولى عالميا سابقا وتاسعة راهنا، حين رفعت كأس دورة أوكلاند النيوزيلندية الأسبوع الماضي. وكان هذا اللقب الأول لسيرينا منذ أستراليا 2017، البطولة التي ابتعدت على إثرها عن الملاعب لوضع مولودتها الأولى في أيلول/سبتمبر من العام ذاته.

لكن مهمة وليامس لن تكون سهلة لمعادلة رقم كورت التي حققت ألقابها ما بين العامين 1960 و1973. وستواجه سيرينا في مسعاها الجديد، منافسات مثل الأولى عالميا الأسترالية الأسترالية آشلي بارتي واليابانية ناومي أوساكا حاملة اللقب في ملبورن.

وقالت الأميركية عقب تتويجها في أوكلاند أن الفوز "كان مهما جدا بالنسبة لي وأريد أن أبني عليه".

رفعت وليامس في أوكلاند رصيدها من الألقاب الى 73 في مسيرتها الاحترافية الموزعة على أربعة عقود من الزمن. وعلى رغم انها خفضت عدد الدورات التي تشارك فيها، لكنها لم تقدم أي مؤشر على امكانية اعتزالها قريبا.

وتعود آخر هزيمة لسيرينا في نهائي بطولة كبرى الى صيف العام الماضي في فلاشينغ ميدوز، على يد الكندية الشابة بيانكا أندرييسكو.

وتسعى الأميركية للتقليل من شأن مطاردتها لرقم كورت، اذ أكدت في تصريحات سابقة انها تحاول "فقط الفوز ببطولات الغراند سلام".

وهي تدرك على الأقل انها لن تضطر لمواجهة الكندية في أستراليا بعد انسحاب ابنة الـ19 عاما من المنافسات بداعي إصابة في الركبة.

- الضغط على بارتي -

في المقابل، سيكون محتما على بارتي، إحدى أبرز المرشحات للقب، التعامل مع الضغط على أرضها وبين جماهيرها.

وحققت بارتي (23 عاما)، التي تخلت عن كرة المضرب وخاضت منافسات الكريكيت بين 2014 و2016، لقبها الأول والوحيد في البطولات الكبرى في رولان غاروس الفرنسية العام الماضي.

وبعدما بدأت الموسم الحالي بطريقة سيئة بسقوطها في ظهورها الأول على أرضها كمتصدرة للتصنيف العالمي بخسارتها في الدور الثاني لدورة بريزبين أمام الأميركية الصاعدة من التصفيات جنيفر برايدي، عوضت الخيبة بتتويجها بباكورة ألقابها على أرضها السبت، قبل أقل من 48 ساعة على انطلاق منافسات أستراليا المفتوحة، بفوزها بلقب دورة أديلايد.

وقالت بارتي بعد التتويج "كان من الجيد خوض المنافسات هذا الأسبوع، أنا متحمسة لانطلاق المنافسات في ملبورن الأسبوع المقبل".

ورأت ان هذا الفوز شكل "بداية رائعة للعام. أشعر أنني أظهرت منافسة قوية... لقد استمتعت بالمنافسة هنا وقدمت كل ما لدي خلال الاسبوع".

احتلت الأسترالية الى صدارة التصنيف في حزيران/يونيو وحافظت على مركزها منذ ذلك الحين، وختمت العام الماضي بفوزها في بطولة الماسترز الختامية على حساب الأوكرانية إيلينا سفيتولينا.

من جهتها، تبدأ أوساكا المصنفة ثالثة عالميا حملة الدفاع عن لقبها تحت إشراف البلجيكي تيم فيسات الذي عينته في كانون الأول/ديسمبر الفائت، وهو المدرب الرابع لها في أقل من عام.

وفرطت اوساكا ابنة الـ22 عاما بفرصة لحسم المباراة لصالحها حين خسرت في الدور نصف النهائي من دورة بريزبين الأسبوع الماضي أمام التشيكية كارولينا بليشكوفا المصنفة ثانية عالميا.

وقبل انطلاق المنافسات في ملبورن، أقرت أوساكا ان عام 2019 كان "الأصعب" في حياتها. فهي بدأته بالتتويج في أستراليا، محققة لقبها الثاني في البطولات الكبرى بعد فلاشينغ ميدوز الأميركية 2018 وارتقائها الى صدارة التصنيف، لتخرج بعدها من الدور الثالث في رولان غاروس والأول في ويمبلدون والرابع في نيويورك 2019.

وقالت اليابانية انها في موقع أفضل الآن مما كانت عليه قبل 12 شهرا معتبرة أنه "قبل تحقيقي النجاحات، لم تكن الصحافة لتكتب في حال خسرت مباراة. أما الآن، عندما أخسر، ينتشر الخبر".

وتابعت ابنة الـ22 عاما "كان من الصعب علي التعامل مع ذلك"، مضيفة "العام الماضي كنت أشعر وكأنني صغيرة في السن... هدفي كان الفوز ولم أكن لأسمح لأي شيء بايقافي. أشعر الآن أنني أقدّر كل فوز أحققه لأني أعرف الجهد الذي تطلبه لتحقيقه".

وستكون بليشكوفا تحت المجهر أيضا في ملبورن، بعد تتويجها بلقب دورة بريزبين بفوزها في النهائي على الأميركية ماديسون كيز. لكن التشيكية لا تزال تبحث عن لقب غراند سلام، وتعود أفضل نتيجة لها لعام 2016 حين بلغت نهائي فلاشينغ ميدوز قبل أن تخسر أمام الالمانية أنجليك كيربر.

وتتجه الأنظار أيضا الى المصنفة أولى عالميا سابقا الدنماركية كارولين فوزنياكي التي توجت بلقبها الوحيد في البطولات الكبرى في أستراليا منذ عامين، والتي تنوي اعتزال اللعبة بنهاية البطولة عن عمر 29 عاما.

وأكدت فوزنياكي أنها ترغب "في القيام بشيء مختلف. أريد أن أحاول تحقيق انجازات وأمور أخرى في الحياة".