لوزان: دعا رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ الأربعاء إلى "التحلي بالصبر" بشأن دورة الألعاب الأولمبية المؤجلة والتي لا تزال استضافتها في طوكيو الصيف المقبل موضع شك، بسبب جائحة فيروس كورونا.

وقال باخ عقب اجتماع المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية "علينا فقط أن نطلب الصبر والتفهُّم، هذه هي الرسالة الرئيسية"، مضيفاً "أعتقد أنه من السابق لأوانه تقرير أي شيء آخر".

وكان من المقرر أصلاً إقامة الألعاب الصيف الماضي، لكن تم تأجيلها في مواجهة الموجة الأولى من جائحة "كوفيد-19"، لتصبح أول دورة أولمبية تعاني من هذا المصير في أوقات السلم.

وقامت اللجنة الأولمبية الدولية والمنظمون اليابانيون بإعادة جدولة الألعاب لتقام بين 23 تموز/يوليو والثامن من آب/أغسطس هذا العام.

لكن تقارير إعلامية عدة زعمت أن الألعاب لا يمكن أن تقام، وهو أمر سارع باخ الغاضب إلى التقليل من شأنه.

وقال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية "لا نضيِّع الوقت أو الطاقة في التكهنات (...) بشأن ما إذا كانت الألعاب ستقام".

وتابع "نحن نعمل على كيفية إقامة الألعاب".

وأردف باخ قائلاً إن "مهمتنا هي تنظيم الألعاب الأولمبية، وليس إلغاء الألعاب الأولمبية (...) ولهذا لن نزيد الوقود على هذه التكهنات".

وكانت اللجنة الأولمبية الدولية أصدرت بياناً عقب الاجتماع الأخير للمجلس التنفيذي في 12 كانون الأول/ديسمبر، وهو نفس اليوم الذي تمت فيه الموافقة على لقاح فايزر في الولايات المتحدة، معربة عن "التزامها الكامل" بتنظيم الألعاب.

منذ ذلك الحين، أثار ظهور المزيد من السلالات المعدية ومشاكل التلقيح العالمية الجدل حول ما إذا كان من الممكن إقامة الألعاب، كما أن منح الأولوية للرياضيين في تلقي اللقاح يثير مشكلة أخلاقية لأن ذلك يمنحهم أفضلية على سائر المواطنين.

- "لا يوجد أي مخطط" -

وشدد باخ قائلاً "لقد أوضحنا دائمًا أننا لا نؤيد تخطي الرياضيين لقائمة الانتظار ومنحهم الأولوية"، مشيرا الى ان اللجنة الأولمبية الدولية تراكم باستمرار المعرفة حول كيفية تنظيم مثل هذا الحدث الضخم في ظروف استثنائية.

وأوضح أن تعقيد إقامة دورة الألعاب الأولمبية تضاعف بسبب فيروس كورونا. وقال "لا يوجد مخطط، نحن نتعلم كل يوم"، مضيفاً أنه يتفهم كيف أن الأشخاص الذين يعيشون في العزل وربما غير القادرين على زيارة حتى أحد المطاعم، يجدون صعوبة في تصور إقامة الألعاب.

وتابع "مسؤولية الحكومة (اليابانية) واللجنة الأولمبية الدولية هي النظر إلى ما وراء هذا الوضع".

وأكد باخ إنه من المناسب أن تواصل اللجنة الأولمبية الدولية السعي لاستضافة الألعاب، معللا قراره ببطولة العالم لكرة اليد المقامة حاليا في مصر، وهي الدولة التي قال رئيس اللجنة الاولمبية الدولية إنها تعتبر عالية الخطورة للإصابة بالفيروس.

وأضاف "نحن قادرون وفي وضع يسمح لنا بتقديم تدابير مضادة. إذا كنا نظن أنها ليست مسؤولة، أو لا يمكن أن تكون الألعاب آمنة، فلن نذهب إليها".

- "دليل الألعاب" للوقاية من كورونا -

كما أعلن باخ عن إصدار النسخة الأولى من "دليل الالعاب" الذي يشرح "العديد من الإجراءات التي يمكننا تصور تطبيقها في (تموز) يوليو و(آب) أغسطس في طوكيو".

وقال إن الكتاب كان "مهمة ضخمة تخضع للمراجعة اليومية" وتناول قضايا أساسية مثل الهجرة والحجر الصحي المحتمل والنقل في طوكيو والعيش في القرية الأولمبية والتباعد الاجتماعي.

ولطالما طرح المسؤولون فكرة أن الألعاب يمكن أن تستمر بدون جماهير، وهو ما أيده العديد من الرياضيين، في ظل سعيهم إلى التتويج بميدالية أولمبية.

وقالت نجمة كرة الطاولة اليابانية ميما إيتو لوكالة "فرانس برس": "أريد أن يكون المشجعون حاضرين لكن أهم شيء بالنسبة للاعب هو أن يستمر الحدث وأن يتمكن من اللعب".

وأعلنت أستراليا وكندا اللتان سحبتا وفديهما قبل تأجيل الألعاب، والولايات المتحدة دعمهما للألعاب الأولمبية التي أعيدت جدولتها.

وأيّدت حاملة لقب مسابقة القفز بالزانة اليونانية كاتيرينا ستيفانيدي إقامة أولمبياد طوكيو في موعده الجديد وذلك بعد نحو عام من مطالبتها بتأجيله.

وقالت ستيفانيدي لوكالة "كيودو" الاخبارية اليابانية انه سيكون من الافضل إقامة الالعاب دون جماهير على أن تلغى بسبب تداعيات فيروس كورونا، مضيفة ان الرياضيين تواقون للمشاركة في الالعاب.

أما نجمة الجمباز الأميركية سيمون بايلز، فاعتبرت أن القرار يجب أن يستند إلى "ما هو آمن للعالم"، لكنها أعربت في الوقت نفسه عن أملها "في إمكانية إقامة الألعاب الأولمبية، حتى لو كان ذلك يعني أننا في فقاعة".

لكن نبرة نجم اللعبة الياباني كوهي أوتشيمورا جاءت تحذيرية بالقول إنه "لا يمكن إقامة الحدث إذا لم يشعر الرياضيون والناس بالشعور نفسه".