الكويت: لم يكن الكويتي بدر المطوع يعي عند انطلاق مسيرته في كرة القدم بأن تاريخ 25 حزيران/يونيو 2021 سيحمله إلى التربع على عرش العالم كروياً، ليكون أكثر اللاعبين خوضاً للمباريات على الصعيد الدولي.

وخلال المباراة أمام البحرين التي استضافتها قطر الجمعة في إطار الدور التمهيدي لبطولة كأس العرب 2021 التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بات "بدران" عميداً للاعبين حول العالم متفوقاً على أسماء لامعة.

بلغ عدّاد المطوّع لاعب القادسية 185 مباراة دولية، متجاوزاً الدولي المصري السابق أحمد حسن الذي توقف رصيده عند 184 بعدما سبق للنجم الكويتي أن عادله في المباراة الأخيرة لـ"الأزرق" أمام تايوان ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى مونديال قطر 2022 وكأس آسيا 2023 في الصين، واستضافتها الكويت بنظام التجمع مطلع الشهر الحالي.

عميد العالم

وصحيح أن المطوّع، الذي سيبلغ 37 عاماً في كانون الثاني/يناير المقبل، بكى على أرض استاد جابر الأحمد الدولي إثر التعادل السلبي مع الأردن في التصفيات نفسها وإضاعة المنتخب الكويتي لفرصة الوصول إلى الدور النهائي الحاسم من تصفيات كأس العالم، غير أنه يعتز بلقب "عميد العالم" ولطالما اعتبر أنه في حال كُتب له، فسيكون مدعاة فخر له وللكويت.

ولم يتخذ "بدران" حتى الساعة قراراً في شأن استمراره مع المنتخب، وثمة إجماع لدى الجماهير الكويتية بضرورة بث روح الشباب في الفريق سعياً لإعادته رقماً صعباً على الساحة الخليجية والعربية والقارية، غير أن المطوّع يبقى خارج هذه الحسابات لأنه يفرض نفسه حتى اليوم العلامة الفارقة بين زملائه والملهم والقائد، ويشكِّل، ربما بمفرده، الجيل الثالث من النجوم الذين عرفتهم بلاده.

راموس خارج السباق

فمن "العصر الذهبي" الذي عاشه البلد الخليجي الصغير بمساحته الكبيرة بمواهبه مع أسماء مثل جاسم يعقوب وفيصل الدخيل وفتحي كميل وأحمد الطرابلسي وعشرات غيرهم، نجحت في التتويج بكأس آسيا 1980 والتأهل إلى أولمبياد موسكو في العام نفسه وكأس العالم 1982 في إسبانيا وترسيخ الكويت رقماً صعباً في بطولة كأس الخليج، مروراً بجيل التسعينات مع بشار عبدالله وجاسم الهويدي وعصام سكين وفواز بخيت وحسين الخضري وأيمن الحسيني وحمد الصالح وغيرهم، عرفت الكويت جيلاً ثالثاً من النجوم قد يكون المطوّع فارسه الأول لدرجة اعتباره "أسطورة حيّة" استحقت التواجد في زمن آخر.

الكويت زعيمة الخليج

وتعتز الكويت بكونها الزعيمة المطلقة للخليج مع 10 ألقاب على مستوى البطولة الإقليمية المحببة على قلوب مواطني ذاك الحيز من العالم العربي.

بدأ المطوّع المسيرة الحافلة مع المنتخب في سنغافورة، في 4 أيلول/سبتمبر 2003، ضمن تصفيات كأس آسيا 2004، وافتتح يومها وهو في سن الـ18 عاماً و237 يوماً، سجله التهديفي الدولي بإحراز هدفين.

واجه خلال مسيرته الدولية 44 منتخباً وسجل 54 هدفاً، لكنه يعي بأن "عمادة العالم" تبقى تكريماً موقتاً لأن ثمة العديد من الأسماء الكبيرة المتربصة.

ولا شك في أن المطوّع، الذي خاض تجارب خارجية عدة أبرزها مع النصر السعودي، كان أكثر المستفيدين من قرار مدرب منتخب إسبانيا لويس إنريكي باستبعاد القائد سيرخيو راموس عن بطولة كأس أوروبا 2020 المقامة راهناً بعد تأجيلها عاماً كاملاً بسبب تفشي فيروس كورونا.

عداد راموس كان مؤهلاً لتعزيز أرقامه بيد أن القرار المفاجئ لإنريكي جمّده عند 180 مباراة دولية.

رونالدو والأرقام القياسية

ولا يبدو أن راموس (35 عاماً) سيعود إلى صفوف "لا روخا" في المدى المنظور، لأن إنريكي عقد العزم على الاستمرار في مسيرته مع المنتخب معتمداً على اللاعبين الشباب أكثر منه على عناصر الخبرة.

ويتمثل الخطر بالنسبة لرقم المطوّع، الذي يعمل في السلك العسكري، بالبرتغالي كريستيانو رونالدو (36 عاماً) الذي يبدو أنه لا يشبع تحطيم الأرقام القياسية مهما كان نوعها.

ويخوض رونالدو غمار بطولة كأس أوروبا 2020 وفي رصيده 178 مباراة دولية سترتفع إلى 179 في ثمن النهائي عندما تلتقي البرتغال مع بلجيكا الأحد.

وربما يعزز رونالدو عداده إذا استمر "برازيليو أوروبا" لفترة أطول في "العرس القاري" علماً بأن رونالدو لم يبدِ أي رغبة في الاعتزال دولياً بعد نهاية البطولة التي توج بنسختها السابقة في فرنسا وعلى حسابها عام 2016.

هذا وتبدو "عمادة اللاعبين" في السنوات الأخيرة مسألة عربية خالصة، بدليل أن حسن انتزع زعامتها من مواطنه حسام حسن (170)، فيما شغلها حارس المرمى السعودي محمّد الدعيع (178) لفترة ليست بالقصيرة، علماً أن العُماني أحمد مبارك "كانو" (36 عاماً) يتشارك المركز الثالث مع راموس (180) غير أنه لم يخض أي مباراة دولية منذ نهاية 2019.