طوكيو : سقطت صباحًا على مضمار جاف وأصبحت بطلة أولمبية مساء على أرضية رطبة. اجتازت الهولندية سيفان حسن خط النهاية في سباق 5 آلاف متر في المركز الأول في أولمبياد طوكيو الاثنين، آملة تكرار هذا المشهد في مناسبتين أخريين في مسعاها لثلاثية تاريخية، فيما منح سفيان البقالي المغرب ذهبيته الاولى في الألعاب بعد 17 عامًا بتتويجه بذهبية 3 آلاف م موانع.

وتصبو حسن (28 عامًا) لثلاثية تاريخية في سابقة في تاريخ الألعاب تتمثل بإضافة لقبي 1500 م و10 آلاف م الى إنجازها الأول.

أنهت السباق بزمن 14:36.79، أمام بطلة العالم مرتين الكينية هيلين أوبيري (14:38.36 د) والأثيوبية غوداف تسيغاي (14:38.87 د).

وكانت العداءة الأثيوبية الأصل، بطلة العالم في 1500 و10 آلاف م، قد تصدّرت مجموعتها وتأهلت صباحًا إلى نصف نهائي 1500 م بعد أن تعثرت بقدم منافسة أخرى وسقطت أرضًا على كتفها قبل أن تنهض وتقاتل ببسالة محرزة المركز الأول.

علّقت على ذلك بعد الفوز "لم أصدق ما حصل. استنزفت كل طاقتي هذا الصباح وكنت مرهقة. لم أصدق ما حصل. كان الامر مروعًا عندما سقطت".

وتابعت "كان شعوري مريرًا بعد ما حدث، لم أفكر أبدًا أني سأكون بطلة أولمبية (...) لم أكن أصدق ما شعرت به في قدماي، وكأني لم أعد أملك الطاقة".

بطلة بفضل .... القهوة

وشهد سباق 5 آلاف م سيطرة إفريقية في النسخ الأربع الأخيرة، مع تتويج ثلاث عداءات من إثيوبيا ورابعة من كينيا، قبل أن تجلب حسن اللقب لأوروبا.

في غياب الأثيوبية ليتسينبيت غيدي حاملة الرقم العالمي التي تركّز على سباق 10 آلاف م، انتظرت حسن حتى اللفة الأخيرة حتى ابتعدت بفارق مريح عن باقي المنافسات، واجتازت مع قميصها البرتقالي خط الوصول في يوم انهمر فيه المطر بغزارة على المضمار الأحمر في طوكيو.

وقالت حسن "قبل السباق هنا لم أكترث حقًا. كنت مرهقة. من دون القهوة لم أكن لأصبح بطلة أولمبية. كنت بحاجة الى كل الكافيين".

ومن أجل أن تحدّ من وهج الأضواء الّتي تلاحقها بشأن الثلاثية، قالت حسن الجمعة بعد تأهلها بسهولة إلى نهائي 5 آلاف م "لم أقل أنني سأخوض (السباقات) الثلاثة"، رغم انها تخالف واقع انها تسجلت لخوضها جميعها.

البقالي يعيد المجد للمغرب

بعد أن حلّ رابعًا في أولمبياد ريو 2016، قدّم البقالي أداء تصاعديًا محققًا فضية وبرونزية في آخر بطولتين للعالم عامي 2017 و2019، خوّله أن يهدي المغرب ذهبيته الأولى في الألعاب الأولمبية منذ 2004، بعد تتويجه في سباق ثلاثة آلاف م موانع بزمن 8:08.90 دقائق.

ونال الإثيوبي لاميشا غيرما الفضية (8:10.38 د) فيما أحرز الكيني بنجامين كيغن الميدالية البرونزية (8:11.45).

وقال في تصريح لوكالة فرانس برس بعد السباق "أنا سعيد جداً بهذا الفوز، هو لقب غالٍ جداً بالنسبة لي بعد سنوات من العمل الجاد التي لم تكن سهلة، خاصة بعدما حليت رابعًا في ريو، طمحت أن أكون بطلاً أولمبيًا وقد تحقق ذلك".

وتابع "أهدي هذا الفوز للشعب المغربي والشعب العربي".

وكان النجم السابق هشام الكروج آخر من منح المغرب ذهبية في الألعاب، عندما توّج في أثينا 2004 بذهيبتي 1500 و5 آلاف متر.

وهذه المرة الاولى التي يفوز فيها عداء غير كيني بهذا السباق منذ أولمبياد موسكو 1980 عندما كان من نصيب البولندي برونيسلاف مالينوفسكي.

وبات البقالي سادس رياضي يحرز ذهبية للمغرب التي رفعت رصيدها الى سبع ذهبيات أولمبية، الاولى لها في سباق 3 آلاف موانع بعد أن حقق علي الزين البرونزية في سيدني 2000.

وصل إبن مدينة فاس الى طوكيو بفورمة جيدة بعد أن فاز هذا العام بهذا السباق في لقاء روما محققًا 8:08:54 دقائق، وآخر في العام 2020.

"تتويج برشم حفزني"

وعن توقعاته وتحضيراته قبل المجيء الى العاصمة اليابانية، قال لفرانس برس "بعد فضية 2017 وبرونزية 2019، قلت لنفسي يجب أن أصبح بطلا أولمبيًا...خسرت سباقات سابقًا ليس لأنني لم أكن بمستوى جيد ولكن بسب جزئيات بسيطة التي عملت عليها وحسّنتها".

في العام 2019، فاز بلقاء باريس رغم إصابة في قدمه اليمنى لدرجة أنها نزفت خلال السباق.

ولم يخف البقالي أن تتويج العداء القطري معتز برشم بذهبية الوثب العالي الاحد منحه الدافع "تتويج برشم أعطاني دفعة قوية في السباق".

وعن استراتيجيته خلال السباق، قال لفرانس برس "هناك العديد من الاستراتيجيات التي فكرنا فيها خصوصًا ان العدائين الاثيوبيين غير اقوياء كثيرًا في السرعة النهائية ولكن في ضبط الايقاع، لكن انا شخصيًا تمكنت ان اكون جيدًا في الجانبين. حتى آخر لفة كنت متفقًا مع مدربي أني لن أقوم بأي عملية تنوير إلا آخر 200 متر وحسمت اللقب قبل البركة المائية الاخيرة".

وعن إنهاء هيمنة كينيا التي دامت تسع دورات تواليًا، قال البقالي "كنت أسعى لتحقيق ذلك منذ سنوات لأظهر أن المغرب قادر على الفوز باللقب أمام الكينيين (...) حاولت مرات عدة مقارنة نفسي بالكينيين والاثيوبيين لأرى ما إذا انا قادر على تحقيق الذهب وها أنا حققته".

ذهبية أولى لبورتو ريكو في ألعاب القوى

وأهدت الأميركية فالاري أولمان الولايات المتحدة أولى ميدالياتها الذهبية في ألعاب القوى خلال دورة طوكيو بتتويجها بمسابقة رمي القرص.

ومنحت البورتوريكية جاسمين كاماتشو كوين ثاني ذهبية لبلادها في تاريخ الأولمبياد والأولى في ألعاب القوى بتتويجها بسباق 100 م حواجز، لتستمر عقدة الأميركية كندرا هاريسون مع البطولات الكبرى. فيما انتزع اليوناني ميلتياديس تينتوغلو ذهبية الوثب الطويل من الكوبي خوان ميغل إيتشيفاريا في الرمق الأخير.

وتأهلت الجامايكية إيلاين تومسون هيراه التي احتفظت السبت بلقب مئة متر، بسهولة الى نهائي سباق 200 م حيث تنوي الدفاع عنه أيضًا الاربعاء بزمن 21.66 ثانية. كما تأهلت مواطتنها شيلي آن فرايرزر برايس لكن بخامس أفضل زمن في الدور نصف النهائي.