باريس: سيكون المنتخب الفرنسي بطل العالم أمام مواجهة مفصليّة، وذلك حين يستضيف نظيره الفنلندي في ليون في منافسات المجموعة الرابعة من تصفيات أوروبا المؤهّلة لمونديال قطر 2022.

ويدخل فريق المدرّب ديدييه ديشان مباراة الأربعاء على خلفيّة تعادلين على التوالي في هذه النافذة الدولية وبنتيجة واحدة 1-1 أمام كل من البوسنة وأوكرانيا.

ورغم ذلك حافظت فرنسا على صدارة المجموعة برصيد 9 نقاط من فوزين و3 تعادلات، لكن خصمتها المقبلة فنلندا تتخلّف عنها بأربع نقاط مع مباراتين أقل من أبطال العالم، ما يمنحها دفعاً إضافياً لمحاولة تحقيق المفاجأة الأربعاء في ليون.

ويدرك الفنلنديون الذين لم يسبق لهم المشاركة في كأس العالم لكنّهم حقّقوا تقدّماً كبيراً ما سمح بخوض نهائيّات كأس أوروبا هذا الصيف وذلك للمرة الأولى أيضاً في تاريخهم، أنّ الفوز على فرنسا في معقلها سيمنحهم فرصة كبيرة لمحاولة الحصول على البطاقة المباشرة عن هذه المجموعة إلى النهائيّات أو أقلّه خوض الملحق الذي يشارك فيه المنتخبات التي حلّت ثانية في المجموعات العشر بجانب منتخبين مؤهّلين من دوري الأمم الأوروبيّة لحسم البطاقات الثلاث المتبقّية للقارّة العجوز.

وتتقدّم فنلندا حاليّاً في المركز الثاني بفارق الأهداف عن أوكرانيا الثالثة التي تغيب عن هذه الجولة، لكن الأخيرة خاضت أيضاً مباراتين أكثر من المنتخب الإسكندنافي الذي حقّق المفاجأة في زيارته الأخيرة إلى فرنسا حين فاز على "الديوك" 2-صفر ودياً في سان دوني في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

هل فقد أبطال العالم هيبتهم؟

ولا يبدو أنّ المنتخب الفرنسي استفاق حتى الآن من صدمة الخروج هذا الصيف من ثمن نهائي كأس أوروبا على يد سويسرا بركلات الترجيح 4-5 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 3-3، إذ لم تذق طعم الفوز في مبارياتها الخمس الأخيرة على صعيد المسابقات الرسميّة، وذلك للمرّة الأولى منذ 2013 عندما فشلت في تحقيق أي انتصار في سلسلة من 5 مباريات أيضاً بين آذار/مارس وأيلول/ سبتمبر.

وبدأت هذه السلسلة بإنهاء الدور الأول من كأس أوروبا بتعادلَين مع المجر (1-1) والبرتغال (2-2) قبل الخروج على يد سويسرا ثم التعادل مرتين في هذه التصفيات.

وفي مقابلة له الأحد مع محطة "تي أف 1"، قال ديشان "إنّ مشوار التصفيات دائماً ما يكون معقّداً، وهذا ينطبق علينا مع هذه المباريات التي جعلتنا نتقدّم لكن ليس كثيراً بعد التعادل فيها".

ورأى أنّ منتخبه يمرّ "بفترة أقل نجاحاً وأقل ثقة"، مضيفاً "يجب القبول بذلك، لكن يجب القيام بكل شيء من أجل قلب هذا الواقع".

ويتخوّف الحارس القائد هوغو لوريس من أنّ منتخب بلاده فقد هيبته، قائلاً "لقد مرّت نشوة كأس العالم 2018 حيث شعرنا أنه في أي وقت يمكننا ترجيح النتيجة لصالحنا. كنّا في موجة نجاح رائعة لكنّها انحسرت قليلاً في الآونة الأخيرة".

البرتغال من دون رونالدو

وتُفتتح مباريات الثلاثاء بلقاء البرتغال ومضيفتها أذربيجان في المجموعة الأولى حيث سيلعب أبطال أوروبا 2016 من دون نجمهم وقائدهم كريستيانو رونالدو الذي أضاف الأربعاء إنجازاً جديداً إلى رصيده الشخصي بعدما بات أفضل هدّاف على الصعيد الدولي.

وسجّل رونالدو ثنائية الفوز على إيرلندا 2-1، رافعاً رصيده من الأهداف الدولية بداية إلى 110 وثم إلى 111 في 180 مباراة، متجاوزاً الرقم القياسي السابق الذي كان يتقاسمه مع الإيراني علي دائي (109).

وبعدما احتفل بهدفه الثاني في الدقائق القاتلة (90+6) في تلك الأمسية، عمد "سي آر7" البالغ 36 عاماً والعائد هذا الصيف إلى فريقه السابق مانشستر يونايتد الإنكليزي إلى نزع قميصه لينال بطاقة صفراء ستمنعه من خوض لقاء أذربيجان الثلاثاء والذي سيكون بالغ الأهميّة لفريق المدرّب فرناندو سانتوس في ظلّ تشارك الصدارة مع صربيا (10 نقاط لكل منهما) التي تحل بدورها ضيفة إيرلندا الشمالية الرابعة (نقطة واحدة كما حال إذربيجان مقابل 6 للوكسمبورغ الثالثة).

هولندا أمام الامتحان التركي

بعدما عادت الروح إليه السبت بفوزه برباعية نظيفة على ضيفه مونتينيغرو، يخوض المنتخب الهولندي بقيادة مدربه لويس فان غال الإختبار الأصعب له في منافسات المجموعة السابعة حتى الآن حين يستقبل نظيره التركي.

والمنافسة على أوجها بين منتخب "الطواحين" ونظيره التركي الذي فاز السبت 3-صفر على جبل طارق، إذ يتصدّر الأخير المجموعة بـ11 نقطة وبفارق نقطة فقط عن فريق فان غال الذي استعاد توازنه السبت بعد تعادله المخيّب في الجولة السابقة مع النروج (1-1).

ويدرك الهولنديّون القادمون من مشاركة مخيّبة في كأس أوروبا حيث خرجوا من ثمن النهائي بعد غيابهم أيضاً عن البطولتَين الكبريَين السابقتَين (كأس أوروبا 2016 ومونديال 2018)، أنّ مواجهة الأتراك ستكون شاقّة لاسيما أنّهم خسروا مرّتين (تصفيات كأس أوروبا 2016 بنتيجة صفر-3 والتصفيات الحالية 2-4) وتعادلوا مرة (1-1 في تصفيات كأس أوروبا 2016) خلال المواجهات الثلاث السابقة بينهما.

وتبدو المنافسة محتدمة جداً في هذه المجموعة، إذ لا تتخلّف النروج عن هولندا سوى بفارق الأهداف، فيما تحتل مونتينيغرو المركز الثالث بفارق ثلاث نقاط عن "الطواحين".

وتلعب كل من النروج ومونتينيغرو على أرضها الثلاثاء حيث تلتقيان جبل طارق (من دون نقاط) ولاتفيا (4 نقاط) توالياً.

الدنمارك لمواصلة التحليق

وفي المجموعة السادسة، تأمل الدنمارك مواصلة تحليقها والخروج بالإنتصار السادس من أصل ست مباريات حين تستضيف إسرائيل في مباراة ستقربها كثيراً من حسم بطاقة المجموعة إلى النهائيّات، لاسيّما أنّ الأخيرة تحتلّ المركز الثاني بفارق 5 نقاط عن المنتخب الإسكندنافي الذي يواصل مشواره بوتيرة بدأها في كأس أوروبا حين بلغ نصف النهائي قبل الخروج على يد إنكلترا (1-2 بعد التمديد).

وتتواجه في المجموعة ذاتها اسكتلندا الثالثة (8 نقاط) مع مضيفتها النمسا الرابعة (7)، فيما تلعب جزر فارو مع مولدافيا (نقطة لكل منهما).

وفي المجموعة الثامنة، تسعى كرواتيا وصيفة بطلة مونديال 2018 إلى مواصلة مزاحمتها لروسيا على الصدارة حين تستضيف سلوفينيا في مواجهة صعبة لاسيما أنّ الأخيرة لا تتخلّف عنها سوى بفارق ثلاث نقاط.

وتتصدّر روسيا الترتيب بعشر نقاط وبفارق الأهداف عن كرواتيا قبل مباراتها السهلة الثلاثاء على أرضها في موسكو ضد مالطا، فيما تحتلّ سلوفاكيا المركز الرابع بست نقاط قبل استضافتها لقبرص الأخيرة (4 نقاط).