أوقف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم معركته القضائية ضد أندية برشلونة وريال مدريد ويوفنتوس، المتعلقة بإعلانهم عن مشروع دوري السوبر الأوروبي.

وكانت الأندية الثلاثة من بين 12 ناديا "أسست" الدوري المنشق، ولكن المشروع لم ير النور.

ورفض برشلونة وريال مدريد ويوفنتوس التخلي عن المشروع، وهو ما دفع الاتحاد إلى التحقيق مع الأندية الثلاثة، بشهبة مخالفتها القواعد القانونية.

وقال الاتحاد الأوروبي: "إن القضية الآن كأن التحقيق لم يكن".

وجاء في بيانه أن لجنة الطعون في الاتحاد أقرت أن إجراءات التحقيق أصبحت "لاغية وباطلة".

وأعلن الاتحاد قراره بعدما قضت محكمة في مدريد بأن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لا يحق له معاقبة الأندية الثلاثة المتبقية.

وقال الاتحاد أيضا إنه لما يقرر جمع المبالغ التي بادرت بدفعها الأندية التسعة المنسحبة من المشروع، وهي أرسنال، تشيلسي، ليفربول، مانتشستر سيتي، مانشتستر يونايتد، توتنهام، أتليتيكو مدريد، أنتر ميلان وأي سي ميلان.

وقد وافقت الأندية الإنجليزية مجتمعة في يونيو حزيران على دفع مبلغ إحمالي قدره 22 مليون جنيه استرليني.

وأضاف الاتحاد الثلاثاء في بيان آخر أنه "أودع التماسا لتنحية القاضي المكلف بالتحقيق في القضية الحالية بعدما تبين وجود جملة من المخالفات الإجرائية".

وجاء في البيان: "نتوقع من القاضي التنحي فورا عن القضية حتى يتم النظر في الالتماس".

لماذا توقفت المعركة القضائية؟

يستند برشلونة وريال مدريد وبوفنتوس على قرار محكمة في مدريد قضت بأن الاتحاد لا يحق له اتخاذ أي إجراءات ضد الدوري السوبر الأوروبي لأن في ذلك مخالفة للقوانين الأوروبية المتعلقة بحرية التجارة.

ورفعت هذه القضية إلى محكمة العدل الأوروبية لتقرر ما إذا كان يحق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم اتخاذ أي إجراءات.

وفي انتظار قرار محكمة العدل الأوروبية، امتثل الاتحاد إلى طلب محكمة مدريد الأسبوع الماضي، بتعليق تحقيقها مع الأندية الثلاثة، فأوقف معركته القصائية.

وقال الاتحاد إنه "تصرف في قضية مشروع الدوري الأوروبي الممتاز، ليس فقط وفق قانونه الأسياسي وقوانينه الداخلية، وإنما أيضا وفق قوانين الاتحاد الأوروبي، والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، والقانون السويسري".

وأضاف أنه "واثق من صحة موقفه وأنه على استعداد للدفاع عنه في جميع الاختصاصات القضائية"، وأنه "سيواصل اتخاذ الخطوات المطلوبة، وفق القوانين الوطنية وقوانين الاتحاد الأوروبي، من أجل الدفاع عن مصالح الاتحاد وجميع شركاء لعبة كرة القدم".

هذه ليست النهاية

يتبين من محتوى بيانات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بخصوص قضية دوري السوبر الأوروبي أنه لا يثق في قاضي مدريد، ولا يعتقد أنه يتصرف بحياد في معركته مع برشلونة وريال مدريد ويوفنتوس.

ولكن هذا ليس إلا مجرد توقع، فالقضية كلها مرهونة بقرار محكمة العدل الأوروبية يوم 18 أكتوبر تشرين الأول وإذا كانت ستحكم في مسألة حق الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في اتخاذ إجراءات ضد الأندية التي أطلقت مشروع مسابقة منافسة له.

ويمكن أن تلغي المحكمة الأوروبية كل شيء وتقول إن "الاتحاد له سلطة اتخاذ الإجراءات، ويمكنها أيضا تنظر فيها وعليه فإن المعركة ستستمر شهورا أو حتى سنوات قبل البت النهائي في القضية. وهناك احتمال ثالث هو أن تقول المحكمة الأوروبية إن الأمر ليس من اختصاصها، وهو احتمال بعيد ولكنه ليس مستبعدا تماما".

ويعتقد الاتحاد الأوروبي أن موقفه قوي في القضية، ولكن المعارك القضائية لا يمكن الجزم بنتائجها.

ويرى الاتحاد أن امتثاله لقرار محكمة مدريد، على الرغم من عدم اقتناعه بفحواه، يجعله في موقف سليم إذا قضت المحكمة الأوروبية بأن المسألة ليست من اختصاصها.