لندن: تصدّر نادي نيوكاسل يونايتد الذي يصارع للبقاء في الدوري الإنكليزي لكرة القدم، عناوين الصحف المحلية والعالمية مع تأسيسه لحقبة جديدة مع مالكيه الجدد السعوديين وذلك عندما يستضيف توتنهام الأحد، فيما يحلّ مانشستر يونايتد المثقل بالإصابات ضيفاً على ليستر سيتي في أبرز مباريات المرحلة الثامنة.

يحلم عشاق نيوكاسل أن يستعيد النادي أمجاده عقب استحواذ صندوق الإستثمارات العامة السعودي، الذي يرأسه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على صاحب التاريخ الكبير والجماهيرية العريضة لكن المتعثّر كروياً منذ سنوات، ما أثار احتفالات صاخبة لجمهوره وصلت حدّ رفع بعضهم علم السعودية أمام ستاد سانت جيمس بارك في شمال شرق إنكلترا.

السماء حدود نيوكاسل

وبات بإمكان نيوكاسل أن يتطلّع إلى مستقبل مشرق بعدما تم ضخ 418 مليون دولار لشراء 80 بالمئة من أسهم النادي، خصوصاً مع رحيل المالك القديم مايك آشلي والقدرة المالية الكبيرة للمالكين الجدد المستعدّين لانفاق الملايين لجعل الفريق قوة لا يستهان بها في السنوات المقبلة.

ولكن قبل أن يحذو نيوكاسل حذو مانشستر سيتي المملوك من الإماراتيين، يتوجّب عليه بداية تحقيق انتصاره الأوّل في "بريميرليغ" خلال الموسم الجديد والتركيز على تفادي الهبوط إلى الدرجة الأدنى حيث يحتل المركز الـ 19 قبل الأخير برصيد 3 نقاط من 3 تعادلات و4 هزائم.

ومن المتوقّع، أن يفسح المدرّب الحالي لنيوكاسل ستيف بروس الطريق أمام قدوم مدرّب من العيار الثقيل، غير أنّ النادي ألمح الخميس إلى "وقف تنفيذ حكم الإقصاء" بمدرّبه، بعدما أكّد أنّه سيكون متواجداً للرد على وسائل الإعلام قبل المواجهة المنتظرة أمام توتنهام.

ومقابل انتقاد منظّمة العفو الدولية عملية الإستحواذ، متّهمة المملكة العربية السعودية بتلميع السامعة عبر الرياضة لسجلّها في مجال حقوق الإنسان، أكّد لاعب وسط نيوكاسل جونجو شيلفي أنّ ما حصل كان دفعة كبيرة طالبت بها الجماهير التي طالت معاناتها حيث يعود آخر لقب للنادي إلى عام 1969 والفوز بكأس الإتحاد الأوروبي (يوروبا ليغ حالياً).

قال شيلفي "هذا أمر لا يُصدّق للنادي. أتفهّم ما يريده المشجّعون... يريدون (الفرنسي كيليان) مبابي و(الأرجنتيني ليونيل) ميسي".

وأضاف "هذا لن يحصل بين ليلة وضحاها، يجب أن نكون واقعيين. لكن هذا النادي يمكنه تحقيق أي شيء يريده الآن. السماء هي الحد الأقصى".

حقيقة يونايتد المؤلمة

وفي وقت يعيش نيوكاسل على الأحلام، يمرّ مانشستر يونايتد بفترة صعبة برغم استرجاعه لنجمه القديم الجديد البرتغالي كريستيانو رونالدو، حيث باتت الحقيقة داخل المستطيل الأخضر مؤلمة.

حرّرت أهداف "سي آر7"، المتألّق مع قميص منتخب بلاده حيث سجّل هدفه الـ 115 أمام لوكسمبورغ في النافذة الدولية الأخيرة، في عودته الثانية إلى ملعب "أولد ترافورد" بعد رحيله عن يوفنتوس الإيطالي، فريق المدرّب النروجي أولي غونار سولشاير الساعي إلى إحراز لقبه الأوّل منذ عام 2017، عندما أحرز كأس الرابطة.

ويعيش يونايتد في ظلّ تراجع مستوى الدفاع والهجوم، حيث لم يتمكّن من الفوز سوى في مباراتين من مبارياته الست الأخيرة في مختلف المسابقات، مقابل 3 هزائم، منها في مستهل حملته الأوروبية في مسابقة دوري أبطال أوروبا أمام يونغ بويز السويسري المتواضع على أرضه بنتيجة 1-2 في المرحلة الأولى لدور المجموعات.

ويأمل فريق "الشياطين الحمر" أن يتجاوز "لعنة" الإصابات التي تلاحقه والعودة إلى سكّة الإنتصارات عندما يخوض رحلة محفوفة بالمخاطر إلى ملعب "كينغ باور ستاديوم" في ليستر أمام حامل لقب الكأس المحلية في الموسم الماضي.

ويغيب الوافد الجديد المدافع الدولي الفرنسي رافايل فاران عدّة أسابيع بسبب إصابة في الفخذ، بينما من غير المؤكّد أن يعود زميله في قلب الدفاع هاري ماغواير أمام ليستر بعد إصابة في ربلة الساق.

ولم يعد يونايتد صاحب المركز الرابع برصيد 14 نقطة، يملك ترف إهدار النقاط إذ تنتظره مواجهات صعبة أمام كل من ليفربول وتوتنهام ومانشستر سيتي الشهر المقبل.

تشلسي واختبار برنتفورد

في المقابل، يحلّ تشلسي ضيفاً على الوافد الجديد لدوري الأضواء برنتفورد السبت أيضاً، في مواجهة تبدو على الورق سهلة لمتصدّر الدوري برصيد 16 نقطة متقدّماً بفارق نقطة عن وصيفه ليفربول الذي يحل على واتفورد.

خارج الملعب، يبدو جلياً مدى اتساع الفجوة المالية بين أبطال أوروبا وجاره في غرب لندن، لكن المباراة الأولى بين الفريقين في الدوري منذ 74 عاماً قد تكون داخل المستطيل الأخضر متقاربة أكثر بكثير ممّا تبدو عليه على الورق.

وبينما بإمكان فريق "بلوز" الإعتماد على كوكبة كبيرة من أبرز النجوم في القارة الأوروبية، عاد برنتفورد إلى "بريميرليغ" للمرة الأولى منذ عام 1947 بفضل تعاقدات ناجحة في سوق الإنتقالات وتكتيكات مدرّبه الدنماركي توماس فرانك.

فرض برنتفورد نفسه سريعاً من دون أن يخشى كبار الدوري الممتاز، فتغلّب في مستهل بداياته على أرسنال 2-صفر، وأتبع هذا الفوز بتعادل مثير أمام ليفربول 3-3 في المرحلة السادسة، ليحتل المركز السابع مع 12 نقطة من 3 انتصارات ومثلها تعادلات وخسارة.

يأمل تشلسي أن يبني على فوزه أمام ساوثمبتون 3-1 في المرحلة السابعة وتناسي خسارتيه توالياً أمام حامل اللّقب سيتي صفر-1 في المرحلة السادسة في الدوري وثم يوفنتوس بالنتيجة ذاتها في الجولة الثانية من دوري الأبطال، للحفاظ على صدارة الترتيب.

وبإمكان مدرّب تشلسي، الألماني توماس توخل الإعتماد على خدمات لاعب وسطه المتألّق الدولي الفرنسي نغولو كانتي المتعافي من إصابته بفيروس كورونا.