الدوحة: باليمنى واليسرى والرأس وكعب القدم. هكذا نوّع التونسي سيف الدين الجزيري أهدافه في كأس العرب لكرة القدم المقامة في قطر، ليتربّع على عرش قائمة المسجّلين مساهماً في وصول "نسور قرطاج" إلى الدور نصف النهائي.
أربعة أهداف سجّلها نجم الزمالك المصري البالغ 28 عاماً حتى الآن في كأس العرب، وستكون الفرصة متاحة أمامه لتعزيزها حينما يواجه الأربعاء في نصف النهائي المنتخب المصري الذي يضمّ لاعبين يعرفهم ويعرفونه جيداً، وخصوصاً محمود حمدي "الونش" زميله في نادي "القلعة البيضاء".
ومنذ بداية كأس العرب، كان الجزيري واضحاً: "أريد إنهاء البطولة على رأس الهدافين، لأنني سجّلت ثنائية في أول لقاء وأطمح للأفضل في المباريات المقبلة".
لم يمرّ وقت طويل على انتقال ابن تونس الخضراء إلى الزمالك من المقاولون العرب، لكنه رغم ذلك سجّل اسمه بين الكبار هناك.
بدأ الجزيري مشواره في النادي الإفريقي عام 2011، ثم تنقل على سبيل الإعارة محلياً بين ناديي حمام الأنف والاتحاد الرياضي ببن قردان، قبل أن يحطّ في مصر مع نادي طنطا عام 2017 لموسم واحد.
حينها، فرض الجزيري نفسه في بلاد الفراعنة عندما أصبح هدافاً للفريق بسبعة أهداف في 28 مباراة، عاد بعدها إلى تونس في تجربة مقتضبة أيضاً مع نادي الملعب القابسي، فلعب معه تسع مباريات وسجل هدفين.
ويبدو أن مصر حفرت في نفس التونسي ما حفرت، وجعلته يعود إلى أرض النيل وهذه المرة من بوابة نادي المقاولون العرب الذي خاض معه موسمي 2019 و2020 وسجّل 18 هدفاً في 55 مباراة، ووصل معه إلى المركز الرابع في الدوري قبل موسمين.
من هناك، عاد الجزيري إلى المشاركات القارية من خلال كأس الاتحاد الإفريقي وبدأ في لفت الأنظار، ليخطفه الزمالك سنداً في الهجوم بعد رحيل نجمه حينها مصطفى محمد إلى غلطة سراي التركي.
هل تتحقق الأمنية؟
وبالفعل، انتقل التونسي إلى الزمالك معاراً لفترة ثلاثة أشهر، قبل أن يصبح انتقاله رسمياً، ليكون فاتحة خير له عند المدرّب التونسي لـ"نسور قرطاج" منذر الكبيّر الذي استدعاه في قائمته المشاركة أمام منتخبي غينيا الاستوائية وليبيا ضمن منافسات تصفيات كأس الأمم الإفريقية المقبلة.
هناك، كان الجزيري على مستوى التوقعات، وسجّل ثلاثة أهداف مع منتخب بلاده في المباراتين.
وسبق للجزيري أن أقرّ بأن انضمامه إلى الزمالك سيفتح أمامه أبواب منتخب تونس، وكان له ذلك، وبات رصيده الآن مع منتخب بلاده ثمانية أهداف، منها هدف أمام موريتانيا ضمن التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى مونديال قطر 2022 في تشرين الأول/أكتوبر الماضي (فازت تونس 3 صفر).
ومثل ذلك الهدف، كان افتتاح حملته التهديفية في كأس العرب، حينما سجّل أول أهداف تونس أمام موريتانيا بعد تمريرة من مواطنه لاعب مانشستر يونايتد الإنكليزي حنبعل المجبري، ليقوم بمجهود فردي ويسجّل بكعب قدمه.
وتوالت بعدها الأهداف، بثان أمام موريتانيا، وآخر في مرمى الإمارات، ورابع في الشباك العمانية في ربع النهائي.
لن تكون المباراة سهلة أمام مصر، لكن الجزيري كان أعرب سابقاً عن أمله في مواجهة جارته الجزائر في النهائي.
وأكّد اللاعب المكنى "جاز" في تصريحات للموقع الرسمي للاتحاد الدولي (فيفا) "هدفنا في هذه البطولة هو التتويج باللقب، الشعب التونسي يحتاج إلى فرحة سنحاول أن نمنحهم إياها من خلال هذه البطولة".
وأضاف حينها عندما سئل أي من المنتخبات يرشح للذهاب بعيداً في البطولة التي تقتم بنسختها العاشرة تحت مظلة فيفا وتعتبر بروفة مهمة قبل عام من انطلاق المونديال في قطر، قال "نتمنى مواجهة الجزائر في المباراة النهائية".
التعليقات