باريس: رفضت البولندية إيغا شفيونتيك أن تضع نفسها تحت الضغط عقب تتويجها السبت بلقب بطولة رولان غاروس الفرنسية، ثانية البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب، بتأكيدها أنها ستقارب بطولة ويمبلدون الإنكليزية المقررة بين 27 حزيران/يونيو و10 تموز/يوليو "من دون توقعات"، رغم سلسلتها الرائعة التي بلغت 35 مباراة متتالية بلا هزيمة.

وأحرزت شفيونتيك السبت لقب رولان غاروس للمرة الثانية في مسيرتها بعد هيمنتها على المباراة النهائية وفوزها على الأميركية كوكو غوف 6-1 و6-3.

وباتت البولندية البالغة 21 عاماً أول لاعبة منذ الأميركية فينوس وليامس عام 2000 تصل الى 35 فوزاً متتالياً، لكنها ما زالت بعيدة جداً عن الرقم القياسي المسجل باسم التشيكوسلوفاكية-الأميركية مارتينا نافراتيلوفا (74 فوزاً متتالياً عام 1984).

وبعد القرار المفاجئ للأسترالية آشلي بارتي باعتزال اللعب عقب تتويجها بداية الموسم بلقب بطولة أستراليا المفتوحة، فرضت شفيونتيك نفسها النجمة الأبرز في ملاعب الكرة الصفراء، محققة السبت لقبها السادس توالياً.

في 2020، شكّل وصول البولندية الى نهائي رولان غاروس مفاجأة مدوية، لاسيما أنها كانت تشارك في البطولة الفرنسية للمرة الثانية فقط في مسيرتها ولم يسبق لها أن ذهبت الى أبعد من الدور الرابع في أي من مشاركاتها السابقة في البطولات الأربع الكبرى.

توّجت شفيونتيك مشوارها الرائع بإحراز اللقب على حساب الأميركية صوفيا كينين بالفوز عليها 6-4 و6-1، معلنة عن نفسها كأحد أبرز الوجوه الصاعدة في عالم الكرة الصفراء.

لكنها دخلت نسخة هذا العام من البطولة الفرنسية وهي في وضع مختلف تماماً عما كانت عليه في 2020، إذ باتت المصنفة أولى عالمياً بعد قرار بارتي الاعتزال.

وفي ظل المستوى الذي تقدمه هذا الموسم، بدا جلياً أنه سيكون من الصعب على أحد الوقوف في وجه مسعاها لإحراز لقبها الكبير الثاني ومواصلة مسلسل انتصاراتها.

ولم تذق شفيونتيك طعم الهزيمة منذ منتصف شباط/فبراير، حين سقطت في الدور ثمن النهائي لدورة دبي على يد بطلة سابقة لرولان غاروس بشخص اللاتفية يلينا أوستابنكو.

وأظهرت البولندية أن قوتها ليست محصورة بنوع معين من الملاعب، فبعد تتويجها بطلة على الملاعب الصلبة في دورتي إنديان ويلز وميامي الألف بحسب تصنيف "دبليو تي أيه" لتضيفهما الى لقب الدوحة، فرضت هيمنتها على الملاعب الترابية بتتويجها بطلة لدورتي شتوتغارت وروما والآن رولان غاروس.

وعليها الآن أن تظهر تطورها على الملاعب العشبية التي اكتفت فيها بأربعة انتصارات مقابل أربع هزائم من دون احتساب التصفيات.

"الملاعب العشبية صعبة"

وأقرت "لكن بصراحة، الملاعب العشبية دائماً من تكون صعبة (عليها)"، متطرقة الى بطولة ويمبلدون التي خرجت من دورها الأول عام 2019 ومن الرابع العام الماضي، بالقول "بصراحة، أحبذ مسألة ألا تكون هناك توقعات (بفوزها) هناك. إنه أمر مريح الى حد ما".

وصولها الى الدور الرابع في ملاعب عموم إنكلترا العام الماضي، حيث خرجت على يد التونسية أنس جابر، أظهر تحسناً ملحوظاً، على أمل أن ينجح مدربها في تكرار سيناريو 2012 حين قاد مواطنتها أنييشكا رادفانسكا الى النهائي الكبير الوحيد في مسيرتها على ملاعب ويمبلدون بالذات.

بالنسبة لشفيونتيك "كل ما سأفعله هو أن أتحضر بأفضل طريقة ممكنة. ربما بفضل خبرته (مدربها) مع +أغا+ رادفانسكا التي كانت (العشب) ملاعبها المفضلة، قد يعطيني بعض النصائح التي ستساعدني. سأحاول الاستمتاع أكثر باللعب على العشب".

تخطي سيرينا "أمر مميز"

الفوز على غوف السبت، سمح لشفيونتيك بالتفوق على الأسطورة الأميركية سيرينا وليامس من حيث عدد الانتصارات المتتالية والذي بلغ 34 عام 2013.

وكانت البولندية سعيدة بالتفوق على الأميركية الفائزة بـ23 لقباً في البطولات الكبرى، قائلة "أعتقد بصراحة، وقد يبدو الأمر غريباً، أن هذا الانتصار الـ35 توالياً الذي جعلني أحقق شيئاً ما أفضل من سيرينا، يعتبر أمراً مميزاً".

وأوضحت "لطالما أردت... أن أحقق رقماً قياسياً من نوع ما. في كرة المضرب هذا أمر صعب بعد المسيرة التي حققتها سيرينا. بالتالي، تأثرت بهذا الأمر (التفوق على سيرينا)، وبطبيعة الحال باحراز لقب في البطولات الكبرى. لكن هذا الأمر (35 فوزاً متتالياً) يجعلني أشعر بأني حققت أمراً لم ينجح أحد في الوصول اليه وقد يصبح أكبر (مع المزيد من الانتصارات المتتالية)".

وخرجت شفيونتيك منتصرة من المباريات النهائية التسع الأخيرة التي خاضتها، فيما يعود النهائي الوحيد الذي خسرته في مسيرتها الى عام 2019 حين كانت في السابعة عشرة من عمرها في دورة لوغانو السويسرية على يد السلوفينية بولونا هيرتسوغ.

وكشفت البولندية أنها تحاول التعامل مع المباريات النهائية "كأي مباراة أخرى، وهو أمر صعب وغير ممكن الى حد كبير لأنه سيكون هناك دائماً كم أكبر من الضغط".

وتابعت "أدرك بأن التوتر سيكون مسيطراً أيضاً على منافساتي، بالتالي أحاول ألا أصاب بالذعر وأن أكون أقل توتراً منهن".

ورفعت شفيونتيك عدد انتصاراتها في رولان غاروس الى 21 مقابل هزيمتين فقط، لكنها ما زالت بعيدة جداً عن رقم مثالها الأعلى الإسباني رافايل نادال الذي حقق حتى الآن 111 فوزاً مقابل 3 هزائم في طريقه الى 13 لقباً في البطولة التي يخوض لاحقاً مباراتها النهائية للمرة الرابعة عشرة في مواجهة النروجي كاسبر رود.

وتطرقت الى رقمها مقارنة بنادال، قائلة "كانت هناك لديه فرص أكثر بكثير لكي يخسر (نتيجة مشاركاته التي بلغت 18 فيما خاضت هي البطولة للمرة الرابعة فقط)، وبالتالي أعتقد أن احصائياته أفضل بكثير (منها)".