في غضون شهر واحد، ستعود ويلز إلى المسرح الأكبر في كرة القدم العالمية، لأول مرة منذ 64 عاماً.

سيكون منتخبها ضمن 32 منتخباً يتنافسون في كأس العالم في قطر، وهي النسخة الأولى التي تقام في الشرق الأوسط.

أحاط الجدل بالبطولة منذ فوز قطر بالعرض في عام 2010، وأثير عدد من القضايا حولها.

في حين أن العديد من المشجعين متحمسين، قرر آخرون عدم الذهاب لأسباب "أخلاقية" أو بسبب التكلفة.

تابعت شارون باركر، من ميرثير تيدفيل، منتخب ويلز لمدة 30 عاماً، وشاهدتهم وهم يصلون إلى نصف نهائي بطولة أوروبا في عام 2016.

تستعد الآن للتوجه مع زوجها إلى قطر، ولكن مع ارتفاع التكاليف، فإنها تبدو قلقة من أن تتسبب رحلتها لدعم الفريق، في تبديد أموالهما.

تقول: "لم نغادر المنزل بعد، وأنفقنا نحو 13 ألف جنيه إسترليني، وذلك يشمل تذاكر المباريات والإقامة والرحلات، ولكن لا يشمل الوجبات والمشروبات".

وتضيف أن إنفاقهما قد يصل إلى 15 ألف جنيه إسترليني إجمالاً.

وبقول زوجها روب إنه بحلول الوقت الذي تأهلت فيه ويلز، كانت جميع الفنادق قد امتلأت تقريباً.

ويقول السيد باركر: "بعض الفنادق كانت تقدّم عرض 25 ألف جنيه استرليني مقابل إقامة لمدة 10 ليال للغرفة فقط".

وأضاف: "لقد تحلينا بالصبر ووجدنا فندقاً في الدوحة. سنطير في عطلة نهاية الأسبوع قبل المباراة الأولى ونعود بعد مباراة إنجلترا".

يقول: "لم تتأهل ويلز منذ 64 عاماً، فهل سيحدث ذلك مرة أخرى في حياتنا؟ لم يكن أمامنا خيار آخر". بالنسبة له، فإن "ارتداء قمصان ويلز مع شارة التنين على صدورنا في الشرق الأوسط في كأس العالم، ورؤية غاريث بايل يقود الفريق يستحق كل قرش".

ريان ديفيز، من لانسيلين، بويز، عضوة ملتزمة في "ريد وول" وستذهب إلى قطر مع أصدقائها، بينما يبقى زوجها برين في المنزل.

تقول: "إن موقف قطر من حقوق الإنسان يبقى في صميم تفكيرك، ويقلقك بالمعنى الأخلاقي"، آملة أن "يغير اهتمام العالم بقطر هذه الأشياء ويطورها".

وتقول ريان إنها تشعر "بالأمان" لوجود رجل ضمن مجموعة المشجعين الذين ترافقهم، يعدما تحدثت إلى أشخاص زاروا قطر سابقاً.

ينصح أحد مواقع الويب التي تروج للسياحة في قطر الزوار، بعدم احتضان بعضهم البعض في الأماكن العامة.

قالت ريان إنها غير متأكدة من تداعيات ذلك على مشجعي كرة القدم.

"إذا كان أداء ويلز جيداً وربما إذا تناولت مشروباً، فأنا أعلم أنني سأرغب بطبيعة الحال في أن أعانق كل من أراه من ويلز، لذلك سيكون هذا غريباً بالنسبة لنا".

ريان ديفيز
BBC
"نحن الويلزيون نحب العناق والغناء"، تقول ريان ديفيز

تبع كيفن ديفيز، من كيرفيلي، منتخب ويلز في كل رحلة خارجية منذ عام 2006، لكنه اتخذ قراراً بعدم الذهاب إلى قطر لأسباب "أخلاقية".

وقال: "لست مرتاحاً للذهاب بسبب الفساد والنظام". وأضاف: "لعب المال دوراً عندما فازت قطر بالملف، سأشاهد المباريات لكني لست متحمساً لذلك".

يقول ديفيز: "أريد أن تكون (البطولة) فاشلة تقريباً، لكنني لا أريد أن يشعر المشجعون بخيبة أمل". ويضيف: "الطريقة التي تعامل بها النساء وعدد المهاجرين الذين قتلوا في بناء الملعب. أنا لا أتفق مع ذلك، ولكني لا أنتقد الجماهير المشاركين لأنه حدث لن يتكرر مرة أخرى".

وقال بول كوركري من اتحاد مشجعي كرة القدم في سيمرو، إنه من "المحزن" أن بعض المشجعين لا يستطيعون تحمل النفقات، أو يختارون عدم حضور كأس العالم.

وأوضح أن الإعلانات في الأسابيع الأخيرة تشير إلى تخفيف القواعد في قطر، لكنه يعتقد أن المشجعين لا يزالون بحاجة إلى مزيد من التوضيح حول ما سيحدث إذا "خالفوا القانون القطري".

السن القانوني لشرب الكحول في قطر هو 21 عاماً، ولا تتوفر الكحول إلا في أماكن محددة مرخصة.

ستتوفر الجعة خارج الملاعب، لكنها قد تكلف 15 جنيها إسترلينياً.

ستكون هناك مناطق خارجية رسمية للمعجبين. المنطقة الرئيسية ستكون على طول كورنيش الواجهة البحرية، حيث تقدّم المشروبات الكحولية من الساعة 18:30 حتى 01:00.

'معقول في كارديف ولكن ليس في قطر'

قال كوركري: "نسمع من اللجنة العليا، أنهم سيخصصون مساحات للأشخاص الذين تناولوا مشروبات كحولية، كي تزول عنهم حال السكر، ثم يعيدونهم إلى أماكن إقامتهم".

"لذلك، لن يكونوا (السلطات القطرية) متشددين حيال موضوع الكحول، ولن يسجنوا الناس لأنهم أفرطوا في الشرب".

وأضاف أنه قد تم الإشارة إلى أن الناس سيكونون قادرين على الإمساك بأيدي بعضهم البعض في الأماكن العامة وارتداء قبعات قوس قزح، لكنهم بحاجة أيضاً إلى التحلي بالاحترام. "لكن رغم ذلك لا يزال الأمر غير قانوني. لذا، نحتاج إلى توضيح".

يقول: "الأمر مقلق بعض الشيء لأن البلد بعيد، ونحن بحاجة إلى أن نكون مستعدين".

"سيكون ممكناً مخالفة بعض القوانين في كارديف ولكن ليس في قطر".