الدوحة: يواصل نجوم كرة القدم العالمية التقاطر على العاصمة القطرية الدوحة من أجل المشاركة في نهائيات كأس العالم الأولى في منطقة الشرق الأوسط ودولة عربية. فبعد وصول نجوم المنتخبين الفرنسي والأرجنتيني الأربعاء، حط نظراؤهم الألمان والإسبان الرحال الخميس وسط استقبال حماسي من قبل الجماهير من جميع أنحاء العالم.

في أعقاب وصول أبطال العالم 2018 بقيادة النجم كيليان مبابي، و"ألبيسيليستي" مع أسطورته ليونيل ميسي الأربعاء، واصلت المنتخبات العالمية المشاركة في المونديال القطري التوافد على مطار حمد الدولي ومقرات معسكراتها في الدوحة.

تنتظر الجماهير العالمية وصول بلجيكا ونجمها إيدن هازار وكرواتيا وصانع ألعابها لوكا مودريتش، المتوقع الجمعة، وكذلك البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو والتي تخوض الخميس مباراتها الإعدادية الأخيرة ضد نيجيريا في لشبونة، بينما ستكون البرازيل ونجمها نيمار آخر الواصلين السبت في ختام معسكرها الإعدادي في مدينة تورينو الإيطالية.

وحلت بعثة المنتخب الألماني الذي حقق فوزا بشق النفس على نظيره العماني (1 صفر) الاربعاء في مباراتها الإعدادية الأخيرة، ظهر الخميس لتقيم في الرويس، في منتجع زلال الصحي، في الطرف الشمالي من شبه الجزيرة الخليجية.

أما إسبانيا التي تواجه الأردن في عمان مساء الخميس قبل التوجه إلى قطر ليلة الخميس الجمعة، فهي تستعد لمباراة صعبة جدا ضد ألمانيا في الجولة الثانية لمنافسات المجموعة الخامسة في 27 تشرين الثاني/نوفمبر.

بانتظار ذلك، وفي ظل ناطحات السحاب في الدوحة حيث يتم عرض صور النجوم الرئيسيين في البطولة، يتدفق المشجعون من مختلف أنحاء العالم لحضور هذا الحدث العالمي الكبير، الأول في العالم العربي، والذي تحيط بها العديد من الإشكاليات غير الرياضية: حقوق الإنسان للعمال المهاجرين، ومسألة التمييز ضد مجتمع الميم أو حتى التأثير البيئي للبطولة.

شكوك حول أبطال العالم

وواكب عشرات المشجعين، معظمهم من المقيمين في الدوحة من لبنان أو فرنسا أو الهند، مجهزين بالأعلام والقمصان والأبواق والطبول، إقامة المنتخب الفرنسي في معسكر في نهاية يوم الأربعاء، قبل ستة أيام من مواجهته نظيره الاسترالي في الجولة الأولى.

ويدخل الفرنسيون البطولة بالعديد من الشكوك حول حظوظهم في الدفاع عن اللقب بعد سلسلة الإصابات التي ضربت صفوفهم آخرها مهاجم لايبزيغ الألماني كريستوفر نكونكو (الركبة)، واستبدله براندال كولو مواني الذي انضم إلى صفوفه صباح الخميس.

وتواجه فرنسا منافسة قوية على اللقب من البرازيل، المصنفة الأولى عالمياً، وجارتها الأرجنتين التي سحقت مضيفتها الإمارات بخماسية نظيفة الأربعاء بينها ثنائية لأنخل دي ماريا وهدف لميسي، موسعة عدد مبارياتها المتتالية دون خسارة إلى 36، وباتت على بعد مباراة واحدة من الرقم القياسي في عدد المباريات دون خسارة وهو 37 والذي حققته إيطاليا عام 2021.

وهناك أيضا هولندا الوصيفة ثلاث مرات (1974، 1978، 2010) والمرشحة الأبدية على اللقب العالمي.

خلافات ومشاهد ابتهاج

مدربها لويس فان غال، المعروف بصراحته، لم يتفادى الخلافات التي صاحبت مونديال قطر. قال الأربعاء إن المشجعين الذين لا يرغبون في القدوم إلى قطر أو حتى متابعة كأس العالم 2022 "على حق" إذا كانت هذه هي قناعاتهم.

من جانبه اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن تسييس الرياضة "فكرة سيئة جدا".

وقال على هامش قمة آسيا والمحيط الهادئ في بانكوك "هذه الأسئلة، يجب طرحها عندما تمنح شرف الاستضافة"، رافضا دعوات مقاطعة البطولة العالمية.

قال بعض المشجعين إنهم يترددون في السفر إلى قطر، بين الجدالات غير الرياضية وتكلفة الرحلة التي تقدر بعدة آلاف من اليوروهات لمدة شهر.

ومع ذلك، بدأت الإثارة في الظهور حول منطقة المشجعين الرئيسية لكأس العالم، الواقعة في حديقة البدع، وسط الدوحة والتي من المقرر افتتاحها رسميًا السبت، عشية المباراة الافتتاحية بين قطر المضيفة والإكوادور.

وأكد بعض المتطوعين المتواجدين عند أحد مداخل المنطقة الأربعاء خلال حدث تجريبي في المساء، أنها "كانت ممتلئة".

كما ظهرت أولى مشاهد الابتهاج بقدوم لاعبين من إنكلترا وفرنسا والأرجنتين مع العديد من المشجعين، بعضهم من شبه القارة الهندية الذين تنافسوا على قرع الطبول والأغاني والقمصان والأعلام.

وعبّر هنود في قطر عن استيائهم من تقارير إعلامية ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تحدثت عن "المشجعين الوهميين" في الدوحة.

وقال المشجعون لوكالة فرانس برس "لا إطلاقا"، معتبرين أن هذا الشك "مهين ومحبط جدا".

وفي فيديو بثته وكالة الأنباء القطرية، نفى ناصر الخاطر الرئيس التنفيذي لكأس العالم شائعات "لا أساس لها" و"تشهيرية" بأن قطر دفعت عمال أجانب للعب دور "مشجعين مزيفين".