الدوحة: يُقال إن لكلّ امرئ من اسمه نصيب. واللاعب الإيراني سردار آزمون الذي يعني اسمه "القائد تحت الاختبار"، سيكون محطّ أنظار في مونديال قطر 2022، بعدما أثار مهاجم "تيم ملّي" الجدل باصطفافه علناً إلى جانب الاحتجاجات المناهضة للنظام في بلاده.
تأهلت إيران إلى كأس العالم للمرة السادسة في تاريخها. لكن مذاك الحين، خيّمت على أداء المنتخب حركة احتجاجية اندلعت في الجمهورية الإسلامية في 16 أيلول/سبتمبر الماضي بعد وفاة مهسا أميني، وهي إيرانية كردية تبلغ من العمر 22 عاماً بعد ثلاثة أيام من اعتقالها لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في البلاد التي تُلزم النساء بشكل خاص بوضع الحجاب.
وأسفرت تلك التظاهرات عن مقتل ما لا يقل عن 342 شخصاً في كل أنحاء البلاد، وفقاً لمنظمة "حقوق الإنسان في إيران" التي تتخذ من أوسلو مقراً لها، في حملة قمع ضد أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ العام 2019.
قبل التوجه إلى قطر، التقى لاعبو المنتخب بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. ووجهت تلك الخطوة بسخط كبير من الإيرانيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقبل أيام قليلة، قال مدرب إيران البرتغالي كارلوس كيروش في مؤتمر صحافي بالدوحة لدى سؤاله عن إمكانية أن يحتج اللاعبون في المباريات، إن "للجميع الحق في التعبير عن آرائهم"، لكن اللاعبين يركزون أيضاً على "حلم التواجد في الدور الثاني".
تكهنات في انتظار صافرة البداية
بعده مباشرة، اعتبر قائد المنتخب الإيراني علي رضا جهانبخش أن عدم الاحتفال بالأهداف في حال سجلها "تيم ملّي" خلال مونديال قطر، "خيار" شخصي، مع الإشارة إلى ان مسألة أداء النشيد الوطني من عدمه لا تزال قيد النقاش.
لكن الاحتجاج الرياضي الإيراني لم يبدأ اليوم.
ففي أيلول/سبتمبر، سرت شائعات عن انقسام داخل الفريق، ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تختفي بظروف غامضة، ودعم للتظاهرات من أساطير سابقة في اللعبة.
الأبرز حينها، كان المهاجم سردار آزمون (27 عاماً) الذي يلعب لصالح باير ليفركوزن الألماني منذ 2022 والذي خاض معظم مسيرته في روسيا مع أندية روبين قازان وروستوف وزينيت سان بطرسبرغ.
بسترة سوداء من دون شعار، تخفي قميص المنتخب الإيراني، وقف آزمون وقت عزف النشيد الوطني خلال المباراة الدولية الوديّة بين بلاده والسنغال.
بدأ اللاعب الملقّب بـ"ميسي الإيراني" المباراة جالساً على مقاعد البدلاء، ما أثار شائعات عن احتمالية استبعاده. لكنه شارك في الشوط الثاني وسجل هدفاً برأسية متقنة أفرحت كيروش.
لم يحتفل آزمون بالهدف، على غرار زملائه في المنتخب. وجّه بعدها رسائل عدة عبر حسابه على "إنستغرام"، من بينها واحدة حُذفت، للتنديد بقمع الحركة الاحتجاجية في إيران، فبات صوت الناس أمام العالم.
كتب آزمون حينها "قلبي كُسر حقاً لمهسا أميني والأبرياء مثلها، لقد تركوا ألماً في قلب الأمة لن ينساه التاريخ أبداً".
تلك التصريحات، زادت من التكهنات حيال إمكانية استبعاد آزمون عن تشكيلة المنتخب المونديالية، إلى أن جاء وقت إعلانها.
كان لافتاً وجود المهاجم في قائمة كيروش، رغم تعرّض الأخير لضغوطات حكومية وفق مواقع إخبارية إيرانية.
الأكيد حتى الساعة أن آزمون يتواجد مع منتخب بلاده في قطر، حيث تلعب إيران في مجموعة ثانية لها طابع سياسي بامتياز مع الولايات المتحدة، إنكلترا، وويلز.
التعليقات