دبلن: هو أوّل لاعب مولود في إفريقيا يدافع عن ألوان منتخب جمهورية ايرلندا: نجح شيدوزي أوغبيني في التأقلم مع دولة احتضنته صغيراً قبل ان يصبح احد ممثليها على الصعيد الكروي، حيث يستعد لمواجهة فرنسا وصيفة بطلة العالم الاثنين في دبلن ضمن التصفيات المؤهلة الى كأس اوروبا 2024.

وقال اوغبيني لصحيفة "أيريش إكزامينر" قبل خوضه باكورة مبارياته الدولية في صفوف منتخب ايرلندا في حزيران/يونيو 2021 "أنا مولود في نيجيريا، لكني نشأت في كورك (جنوب ايرلندا) وبالتالي أرى نفسي أيرلندياً".

لكنه اصيب بالصدمة عندما استدعاه مدرب المنتخب ستيفان كيلي لمعرفة ما اذا كان مستعدا لتمثيل المنتخب الوطني، في الوقت الذي كان والداه يحلمان بدفاع ابنهما عن ألوان منتخب نيجيريا.

ينحدر أوغبيني الذي يلعب في مركز الجناح، من محافظة إينوغو ذات الاغلبية المسيحية (500 كلم شرق لاغوس)، لكن والداه تركا نيجيريا لممارسة عملهما في التمريض في ايرلندا.

وكشف الجناح البالغ 25 عاماً لصحيفة "أيريش تايمز" في أواخر كانون الثاني/يناير 2022 عن سنواته الاولى "لم أكن امارس كرة القدم كثيراً، كنت فقط اتابع شقيقي يلعبان على الملاعب الترابية".

وتابع "لكن عندما انتقلت الى ايرلندا بدأت امارس الكرة في الشوارع مع الجيران. لم تكن لغتي الانكليزية جيدة، لكني لم أشعر وأنا طفل بأني منبوذ".

واوضح "انا ممتن لسكان كورك الذين ساعدوني، كان من الممكن ان يجعلوا حياتي صعبة لكنهم اعتبروني واحدا منهم".

تمثيل جمهورية ايرلندا
بدأ اوغبيني ممارسة كرة القدم الايرلندية المحلية (غايليك) التي تلعب بين فريقين من 15 لاعباً على ملعب مستطيل الشكل. لكن في عمر السابعة عشرة وعلى الرغم من اختياره أفضل لاعب في احدى المباريات في هذه اللعبة، قرر عدم المشاركة في مباراة الاياب مفضلا اللعب لفريق تحت 19 عاما لنادي كورك ليربط نفسه نهائيا باللعبة الاكثر شعبية في العالم.

لم يتردد في مفاتحة مدرب نادي ليميريك للانتقال الى صفوف الفريق. بدأ اللاعب يحرق المراحل حيث اختير لاعب الشهر ثلاث مرات خلال عام واحد ليلفت انظار بعض الاندية قبل ان يحط الرحال في برنتفورد في كانون الثاني/يناير عام 2018. لم يحصل على فرصة كبيرة للعب في صفوف فريقه الجديد، فعرض خدماته على مدرب روثرهام بعد احدى المباريات ضد ويمبلدون.

وعلق اوغبيني الذي يلعب منذ صيف عام 2019 في النادي الواقع في جنوب منطقة يوركشير وتنقل في السنوات الاخيرة بين الدرجتين الثانية والثالثة على تلك الحادثة بقوله "لا يزال (المدرب) يسخر مني حتى اليوم".

أوغبيني ليس نادما على اختيار تمثيل جمهورية ايرلندا الذي دافع عن الوانها 14 مرة حتى الان، بينها مباراة قدم فيها اداء لافتا في مواجهة بلجيكا متصدرة تصنيف فيفا حينها عندما سجل هدفا وقام بتمريرة حاسمة خلال تعادل فريقه 2-2.

كما دخل اوغبيني احتياطياً ضد لاتفيا الاربعاء وسجل هدف الفوز 3-2 في مباراة ودية.

رأى في مؤتمر صحافي السبت بأنه لا يشعر بأي عقدة نقص لمواجهة قائد فرنسا الجديد كيليان مبابي وزملائه بقوله "اذا لم نكن نتمتع بالثقة، فلا معنى لخوض المباراة. لن نخوض المباراة ونحن نهدف الى التعادل بل نتطلع الى الفوز".

وختم "انها مباراة كبيرة للبلاد، نشعر ببعض التوتر في البطن، لكنها اشارة جيدة لان الحلم هو الذهاب الى المانيا (مستضيفة كأس أوروبا 2024) وهذا ما نحاول تحقيقه خلال المباراة".