غلاسكو : سعياً لتقليص عدد الوثبات الملغاة، يدرس الاتحاد الدولي لألعاب القوى تعديل قانون مسابقة الوثب الطويل، بحيث تُستبدل "لوحة الارتقاء" بـ"منطقة الارتقاء" بدءاً من 2026، ما أثار حفيظة بعض نجوم هذه الرياضة القديمة.

منذ انطلاق الألعاب الأولمبية الحديثة عام 1896 في أثينا، لم يتغيّر مبدأ الوثب الطويل: الانطلاق بسرعة والوثب إلى أبعد مسافة في الحفرة الرملية، دون الدوس على لوحة ارتقاء تُقاس منها أرقام الرياضيين.

وإذا كان الرياضي يتخطى اللوحة الخشبية البالغ طولها 20 سنتيمتراً، تُلغى وثبته ولا تخضع للقياس بعد أن يرفع الحكم العلم الأحمر.

لكن في شباط(فبراير)، قبل عشرة أيام من بطولة العالم داخل قاعة في اسكتلندا، أثار الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي لالعاب القوى جون ريدجون غضب الرياضيين. أعلن في تدوين صوتي ان الاتحاد الدولي يفكّر في الغاء لوحة الارتقاء واستبدالها بـ"منطقة ارتقاء" أكبر، بحيث يتم قياس الوثبة بدءاً من قدم الارتقاء الأمامية للرياضي إلى حيث يهبط، وليس بدءاً من اللوحة.

الهدف المزيد من الإثارة والقوة

وفيما يسعى الاتحاد الدولي إلى رفع جاذبية مسابقاته، في ظل تراجع أعداد المشاهدين، أكّد ريدجون "هذا يعني ان كل الوثبات ستكون محتسبة، ما يضيف الإثارة والقوّة".

أضاف "إذا تابعتم المسابقات، فان ثلث الوثبات قد ألغيت (مونديال بودابست 2023). هناك الكثير من الوقت المهدر".

بدوره، قال البريطاني سيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي الخميس "رياضتنا عمرها 150 سنة، وهناك أمور مقدّسة نريد حمايتها، لكن هناك أخرى لا تشوّق الجمهور".

معارضة الرياضيين

لكن الفكرة التي ستُختبر هذه السنة في مسابقات مغمورة، قبل التصديق عليها بدءاً من 2026، لا تغوي كثيراً الرياضيين المتعلّقين بالدقة الفنية لمسابقتهم.

انتقدت بطلة العالم الصربية المخضرمة إيفانا شبانوفيتش الراغبين بتغيير القواعد "من يتخذ هذا النوع من القرارات لا علاقة له بالرياضة"، معتبرة ان المعنيين لم تتم استشارتهم، علماً انهم يشتكون من الاصابات التي تسبّبها اللوحات الزلقة بدلاً من الوثبات الملغاة.

وقالت البريطانية جازمين سويرز ان "اللعبة قد لا تكون بحاجة" إلى هذه الخطة "لا أعتقد ان هناك أي خطأ في الوثب الطويل واللوحة هي جزء من الدراما".

وأسف الفرنسي جول بومّيري، حامل برونزية بطولة أوروبا 2022 "الوثب الطويل هو توازن بين المخاطرة والسيطرة، وهنا نلغي المخاطرة... ستصبح مسابقة مختلفة تماماً".

تابع "يريدون أن تصبح صديقة للاستعراض، لكن حظاً طيباً لكم في قياس المسافات، بحال لم يقفز أحد من المكان عينه".

يرى آخرون ان الارتفاع في عدد الوثبات الملغاة يعود إلى اصلاح آخر يمنع أن يتخطى الجزء الامامي من الحذاء الخط العامودي للوحة، حتى إذا لم يرتطم بها.

في المقابل، لم تعارض البطلة الأولمبية الألمانية مليكة ميهامبو الخطوة، معتبرة انها "مسألة ذوق": "بالطبع يمكنني الاعتياد عليها". تابعت "لم أفز في بعض المسابقات رغم تحقيقي الوثبة الأبعد".

"كذبة أول نيسان"

بالنسبة للأميركي كارل لويس، حامل تسع ذهبيات أولمبية بينها أربع متتالية في الوثب الطويل في الثمانينات والتسعينات، فان إزالة لوحة الارتقاء هي بمثابة "كذبة أول نيسان".

كان لويس في مونديال طوكيو 1991، أحد المرشحين البارزين لواحدة من أقوى المسابقات في التاريخ. كان قد سجّل الرقم الافضل في التاريخ 8.91 أمتار (لم يُحتسب رقماً عالمياً بسبب سرعة الرياح)، قبل أن يحلّق مواطنه مايك باول في محاولته الخامسة مسجّلا 8.95 أمتار.

وفيما لا يزال هذا الرقم العالمي صامداً مذذاك الوقت، شرح لويس "لن تعزّز منطقة الارتقاء الجديد مسافة الوثبات" كما يدّعي البعض "هل سترتفع وثبات 8.20 م إلى 8.60 م؟ يجب أن نتقبّل ان الرقم العالمي هو 8.95 م ولا نتجاهل ذلك".

تابع لويس "اعتقد ان هذا يدعم ما كنت أقوله، بان الوثب الطويل هي أصعب مسابقات المضمار والميدان. هذا من شأنه ازالة المهارة الأكثر صعوبة في الحدث".