إيلاف من القاهرة: قد يتوقف نشاط كرة القدم حول العالم في أي لحظة بسبب اضراب اللاعبين اعتراضاً على عدد المباريات الكبير الذي يخوضونه في كل موسم، فالأندية الكبيرة في بطولات الدوري الكبرى على سبيل المثال تخوض ما لا يقل عن 70 مباراة في كل موسم.

وبعض من عناصرها، وخاصة كبار النجوم وبالإضافة إلى هذا العدد الكبير من المباريات يخوضون مباريات دولية مع منتخباتهم، وهو الأمر الذي يهددهم صحياً، وذهنياً ويضعهم تحت ضغوط مستمرة، فضلاً عن أن انهم يتعرضون لتراجع المستوى تحت ضغط الارهاق البدني والذهني والنفسي.

رودري لاعب وسط سيتي بدوره لوح بالاضراب ردا على روزنامة مزدحمة بالمباريات، وحذر الإسباني نجم وسط مانشستر سيتي، بطل الدوري الإنكليزي في المواسم الأربعة الماضية، من أن لاعبي كرة القدم قد يلجأون إلى الإضراب إذا استمرت الأندية في مواجهة روزنامة مباريات مكثفة جدا.

النظام الجديد لدوري الأبطال "ارهاق اضافي"
الموسم الحالي من دوري الأبطال على موعد مع تغيير جذري حيث توسعت المشاركة من 32 فريقا إلى 36، بنظام مجموعة واحدة يخوض فيها كل فريق ثماني مباريات مع ثماني فرق مختلفة، بواقع أربع على أرضه ومثلها خارج الديار.

وتتأهل أفضل ثمانية فرق في الترتيب النهائي إلى الدور ثمن النهائي، في حين ستتقدم الفرق الـ16 التالية إلى جولة فاصلة وستخرج الفرق الباقية من دون الانتقال إلى مسابقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ"، خلافا لما كان يحصل سابقا.

ويشارك سيتي، متصدر الدوري هذا الموسم، أيضا في كأس العالم للأندية الموسعة في نهاية الموسم.

رودري: نقترب من الإضراب
قال رودري عندما سُئل الثلاثاء عما إذا كان هناك احتمال لإضراب اللاعبين "أعتقد أننا اقتربنا من ذلك. أعتقد أنه إذا سألت أي لاعب ستحدث عن الأمر ذاته، هذا ليس رأي رودري فقط أو أي شيء آخر. أعتقد أنه الرأي العام للاعبين".

وأضاف "إذا استمر الأمر على هذا النحو، فستكون هناك لحظة حيث لا يكون لدينا خيار آخر، أعتقد ذلك، لكن دعونا نرى. لا أعرف ماذا سيحدث، لكنه أمر يقلقنا لأننا نحن من يعاني".

الحفاظ على المستوى "مستحيل"
ومن المتوقع أن يخوض سيتي قرابة 75 مباراة هذا الموسم، مع وجود عبء أكبر على اللاعبين الدوليين بسبب ارتباطهم بمنتخبات بلادهم.

قال رودري الذي شارك للمرة الأولى بقميص سيتي هذا الموسم في الفوز على برنتفورد 2-1 ضمن المرحلة الرابعة السبت "من تجربتي، بين 40 و50 مباراة هو عدد المباريات التي يمكن للاعب أن يؤدي فيها على أعلى مستوى".

وأستطرد قائلا "بعد ذلك يتراجع مستواه لأنه من المستحيل الحفاظ على المستوى البدني... يجب على شخص ما أن يعتني بنا لأننا الشخصيات الرئيسة في هذه الرياضة...".

ورغم انتقادات روردي لزيادة عدد المباريات، كان مدربه الإسباني بيب غوارديولا أكثر تحفظا، إذ قال "نحن في مستهل مبارياتنا وسنرى ما سيحدث في المباريات الأخيرة".

وتابع "ليس من الضروري أن نقيّم الوضع الآن. بل مستقبلا. سنرى".

وكانت تعليقات رودري صدى لما صرّح به البرازيلي أليسون حارس مرمى ليفربول الذي اعتبر أن رؤساء كرة القدم يتجاهلون اللاعبين عندما يتعلق الأمر بقضية ازدحام المباريات.

قال أليسون الاثنين "أحيانا لا يسأل أحد اللاعبين عما يفكرون فيه بشأن إضافة المزيد من المباريات. ربما لا يهم رأينا، لكن الجميع يعرف ما نفكر فيه بشأن زيادة المباريات. الجميع سئم من ذلك".

صداع الروزنامة مستمر
وتشارك رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين في إنكلترا في تحديين قانونيين منفصلين للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بشأن الروزنامة المزدحمة بالمباريات والنسخة الجديدة من كأس العالم للأندية المكونة من 32 فريقا.

قال الرئيس التنفيذي لرابطة اللاعبين المحترفين ماهيتا مولانغو ردا على تعليقات رودري "هذا هو العام الذي يمكننا فيه النظر إلى الروزنامة والقول بوضوح +هذا لا يفيد+".

وتابع "اللاعبون يرون ذلك ويختبرونه الآن. يتعيّن على أولئك الذين يديرون اللعبة أن ينتبهوا ويلاحظوا".

ولم يصدر أي رد من "فيفا" على تصريحات رودري، لكنه انتقد في السابق الدوريات الأوروبية بسبب "نفاقها التجاري"، وقال في تموز (يوليو) "يبدو أن هذه الدوريات تفضل روزنامة مليئة بالمباريات الودية والجولات الصيفية، والتي غالبا ما تنطوي على السفر".