إيلاف من الرياض: تشكل الحرب مأساة حقيقة تتجاوز النقاش حول امكانية إقامة مباراة كرة قدم من عدمه على أرض متوترة بفعل الحرب، فالعواقب تتجاوز الرياضة وتؤثر في حياة البشر، وهو مفهوم يفوق في أهميته ما دونه من تفاصيل.

ومع ذلك، من المهم تسليط الضوء على التحديات التي يجلبها الصراع في الشرق الأوسط وتحديداً بين إيران وإسرائيل، على الرياضة وكرة القدم.

التوترات في الشرق الأوسط وصلت إلى نقطة الغليان بعد قصف إيران لإسرائيل، وتهديد الأخيرة بالرد بشدة على الهجوم. مما يدفع الدول لإصدار تعليمات رسمية بعدم السفر إلى الدول التي تشهد هذه التوترات، بل إلى البلدان المجاورة لها في كثير من الأحيان.

وبعيدا عن العواقب العالمية المحتملة للتصعيد العسكري بين الجانبين، هناك حالة كبيرة من عدم اليقين بشأن ما يمكن أن يحدث في عالم الرياضة في الأسابيع المقبلة.

النصر ورونالدو ومباراة طهران
ومن بين الفرق التي تتأثر بالموقف الحالي والتوتر الإيراني الإسرائيلي نادي النصر السعودي ، الذي يلعب له كريستيانو رونالدو ، والذي من المقرر أن يلعب ضد استقلال طهران في 22 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري ضمن الجولة الثالثة من دوري أبطال آسيا، ومن المفترض أن تقام هذه المباراة في العاصمة الإيرانية طهران.

النصر يرفض السفر
وعلمت صحيفة "ماركا" المدريدية أن الفريق السعودي يرفض السفر إلى هناك، ونظراً للتهديدات الإسرائيلية فإن طهران قد تكون واحدة من أخطر المدن في المنطقة، ولا يريد النصر المخاطرة بسلامة لاعبيه.

وفي الوقت نفسه، لا تزال إيران غير منزعجة فيما يتصل بكرة القدم، ولم تتأثر أنديتها بالحرب، وتستمر المباريات على ملاعبها، وتسير المنافسات بشكل طبيعي، حيث أقيمت مؤخرا عدة مباريات.

على سبيل المثال، لعب فريق برسبوليس ، الذي يتخذ من طهران مقراً له أيضاً، يوم الاثنين على أرضه ضد فريق باختاكور من أوزبكستان.

وعلى نحو مماثل، لعب فريق سباهان يوم الثلاثاء في أصفهان. وخلال المباراة، كان من الممكن رؤية الصواريخ التي أطلقت باتجاه إسرائيل في السماء، لكن المباراة استمرت دون انقطاع.

الإيرانيون.. وكأن شيئاً لم يكن
ويحاول الاتحاد الإيراني لكرة القدم الحفاظ على هدوئه ومواصلة اللعب وكأن شيئا لم يحدث. كما يستعد المنتخب الوطني لمباريات مقبلة، من بينها مباراة أمام قطر في 15 تشرين الأول (أكتوبر).

فيما يتعلق بالدوري الإيراني الممتاز تقام المباريات ولم يتم الإعلان عن أي تغييرات أو إلغاءات، لكن مع رد فعل النصر، يبدو أن كرة القدم قد لا تكون قادرة على البقاء بمنأى عن الصراع الدائر.

رونالدو يخشى المغامرة
وقالت تقارير عالمية إن رونالدو لا يريد السفر إلى طهران في ظل التوتر القائم بين تل أبيب وطهران، فالوضع أكثر خطورة من أن يتم التغاضي عنه، كما أنه في مثل هذه الأوضاع يحق لنادي النصر طلب إقامة المباراة على أرض محايدة، وهو الأمر الذي لم يتضح حتى الآن.