عبَّر الفنان المصري، حسن حسني، عن سعادته بالمشاركة في عملٍ سوريٍّ، مشيرًا إلى أنَّ الأدوار المطلقة لا عطى لرجل كبير في السن، مشدَّدًا على أنَّ خفَّة الظل لا تكتست ولا تعلَّم وإنَّما تأني بالفطرة.


دمشق: أكَّد الفنان المصري، حسن حسني،أنَّه على الرغم من كثرة أفلامه الَّتي لا يحصى عددها، إلاَّ أنَّه لم يقدِّم سوى فلمين من سينما العمالقة وهما quot;الباب المفتوحquot; في العام 1963 للمخرج هنري بركات، وquot;بنت الحتةquot; في العام 1964 لحسن الصيفي، معتبرًا أياهما الفلمين الوحيدين اللذين سيؤرخان اسمه.

وقال الفنان حسن حسني لـquot;إيلافquot; إنَّ السينما المصرية تعتمد على البطل الواحد على عكس السينما في العالم العربي، وأضاف إنَّ البطولة المطلقة لا تعطى لرجل كبير في السن مثله، معتبرًا أنَّ الفنان الراحل، فريد شوقي، هوالإستثناء الوحيد الذي قدَّم نفسه كبطل لأفلامه حتَّى عندما تقدم به السن، خصوصًا وأنَّه كان ينتج لنفسه، وكان يستثمر جهود الشباب في كتابة سيناريوهات أفلامه بورشات يقيمها في بيته، منتقدًا في الوقت نفسه كتَّاب السيناريو الذين يكتبون معظم أدوار البطولة الَّتي تكون في أقصى احتمالاتها لشاب وفتاة مبررين ذلك بشغف الجمهور العربيلقصص الحب.

وأشار الفنان المصري، حسن حسني، إلى أنَّه إنسان غير معقد وليس أنانيًا، ويحب أنّْ يعود بالنفع على الأخرين أكثر من النفع لشخصه، معتبرًا في الوقت نفسه جيل الفنانين الشباب يعد بمثابة أولاده، خصوصًا من شاركوه في عروضه المسرحيَّة قبل السينمائيَّة، على الرغم من أنَّه لا يفضِّل أحدًا منهم على غيره، ولا يتدخل في اختيار الممثلين بأعماله، مشيرًا إلى أنَّه طالما وافق على العمل فهو يحاول أنّْ يمهِّد الطريق لزملائه، وأنَّه يتمنى لهم السمو والإرتقاء في حياتهم المهنيَّة، ويعتبر ذلك السر والسبب في أنّْ كل الفنانين الشباب يحبون التعاون معه.

وكشف حسني إنَّ الكثير من الفنانيين الشباب ينادونه بـquot;الخالquot; أو quot;العمquot; أو quot;الأبquot;، معتبرًا اسم الأب من أجمل الكلمات الَّتي يسمعها منهم، وقال إنَّ أشرف عبد الباقي هو الوحيد الذي يناديه بالخال كونه جسَّد دور خاله في عمل مسرحي مشترك جمعاهما.

وأكَّد الفنان حسني أنَّه رفض أدوارًا كثيرةً بعدد يضاهي ما وافق عليها قائلاً: quot;عندما يأتيني نص رديء فأنا أرفضه، وأنتظر ليقدم لي بعدها سيناريو يكون رديئًا أكثر من سابقه فأرفضه مرَّةً آخرى،ثم يأتيني بعد ذلك فيلمًا سيئًا جدًّا أكثر من سابقيه فأجد نفسي مضطرًا للقيام بعمله لأنَّ هناك ظروف حياتيَّة تجبر الفنان أنّْ يعمل كي يعيش ويضطر بقبوله مع أنَّه الأسوءquot;.

وعن الشائعات الكثيرة الَّتي تطاله وآخرها خبر وفاته، قال حسني أنَّه علم من أصدقائه بتلك الشائعة الَّتي نشرت في جريدةٍ أردنيَّةٍ، وأنَّه غير متأكِّد من الصحيفة الَّتي نشرت الخبر لعدم اهتمامه أصلاً بهذه الشائعات الَّتي لا تدفعه سوى إلى الإستغراب من الذين يطلقونها معلقاً: quot;كلنا سنموت بالنهاية، ومن الممكن أن يتوفى من يطلق الشائعات قبليquot;.

وعن تعاونه الأخير وقبوله بالعمل في سوريا قال الفنان حسني: quot;أنا سعيد جدًّا بالعمل في سوريا والمحبة الَّتي أتلقاها من الشعب السوري المحب للفنانيين، وصراحةً أقول بيني وبين نفسي أنني لا أريد العودة إلى مصر مرَّةً آخرى لعدم احساسي بالغربة نهائيًا، وبالنسبة للأعمال السوريَّة فهي أعمال خفيفة الدم، وأنا شاهدت بعض الأعمال مثل quot;باب الحارةquot; وأعمال ياسر العظمة الكوميديَّة، وأنا أحترم الممثلين السوريين مثل بسام كوسا، وتيم الحسن، وكنت أتمنى مشاركتهم والتعاون معهم، ولكنني أجدها مفتقرة للكوميديا، وأتمنى من الله نجاح العمل الذي نقوم به حاليًاquot;.

وأضاف حسني إنَّ أهمَّ عناصر نجاح العمل الكوميدي يبدأ من الورق، وعلى كاتب الكوميديا أنّْ يعرف تمامًا كيف يكتب المواقف، وأنّْ تكون لديه نظرةً خاصَّةً إلى الحياة، وأنّْ يتمتع بروح النكتة، أما الممثل الكوميدي فيجب عليه أنّْ يكون خفيف الدم والظل وهذه صفةلا تكتسب بالخبرة، ولا تأتي بالدراسة، وليس لها أيَّة شروط وقواعد، وإنَّما هي نعمة من الله تخلق مع الإنسان، مشيرًا إلى أنَّ الكثير من الفنانين السوريين يتمتعون بهذه الصفة خصوصًا الشباب أيمن رضا، وعبد المنعم عمايري.

وعن أليات وفروقات العمل بين سوريا ومصر، أشار حسني أنَّه لم يلاحظ فرقًا كبيرًا بالعمل سوى إنَّه يصوَّر في سوريا وفي أغلبه يصوَّر خارجيًا، وعبَّر عن تفاجأه من ردّة فعل النَّاس في سوريا بإحترامهم لعمل الممثل، فلا يضايقونه أبداً أثناء التصوير، أما العمل في مصر فيكون التصوير في البلاتوهات الَّتي تبنى خصيصًا لكل عمل على حدا، وعندما يكون خارجيًا تتم الاستعانة بمدينة الإنتاج الإعلامي هربًا من الجمهور المصري.

وأشار حسني إلى أنَّه عمل بالخليج منذ زمن، ولكن بدورٍ مصريٍّ لصعوبة اللهجة الخليجيَّة عليه، على عكس اللهجة السورية الَّتي ينطق بها في مرَّات كثيرة، ويتلقى المساعدة من الفنانيين أيمن وعمايري لتصحيح عدد من الكلمات، وقال إنَّ اللهجة السوريَّة مفهومة من قبل كل الشعب المصري الذي يحبَّها جدًّا.