القاهرة: جاء سقوط نظام حكم الرئيس مبارك ليكشف صدق المعلومات التي نشرتها quot;إيلافquot; حول أسباب توقف قناة أوربت بالقاهرة، بسبب انتقاد عمرو أديب لجمال مبارك نجل الرئيس الذي أطاحت به الثورة المصرية، وأن أسباب الإيقاف لم تكن بسبب تأخر إدارة القناة في سداد مستحقات مدينة الإنتاج الإعلامي، وهو ما إعترف به أديب نفسه عبر قناة quot;أون تي فيquot;.
وقالت مصادر مطلعة لـ quot;إيلافquot; إن مسؤول القناة بالقاهرة اتصل برئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي، وقال له: ألم يحن الأوان لإعادة فتح قناة أوربت؟
فرد رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي quot;ولم لا؟ يمكنكم العودة للعمل، بشرط سداد كافة المستحقات بما فيها القيمة الإيجارية عن الأشهر التي توقفت فيها القناة عن العمل، وشهرين مقدم. ورد مسؤول أوربت بالموافقة، وتمت إعادة فتح الإستديوهات.
وقال الإعلامي جمال عنايت لـ quot;إيلافquot; إن مدينة الإنتاج الإعلامي سلمت أوربت الإستديوهات الخمسة الخاصة بها في صبيحة السبت الماضي، مشيرًا إلى أن برنامجه quot;على الهواءquot; أذيع على الهواء مباشرة في السابعة مساء اليوم نفسه. وأضاف عنايت أن إدارة القناة كانت على أهبة الإستعداد للعودة إلى العمل منذ منتصف شهر ديسمبر الماضي.
وأكد عنايت أن العامل السياسي كان هو السبب الأساسي في إغلاق استديوهات قناة أوربت، لكنه نفى علمه بالأسباب الحقيقية أو الخطوط الحمراء التي أغضبت كبار المسؤولين من القناة. وأبدى عنايت إندهاشه من السماح لعمرو أديب بالعودة إلى العمل في قناة الحياة، وفي الوقت نفسه لا يسمح لقناة أوربت بالعودة إلا بعد سقوط النظام الحاكم؟
لكن مصادر خاصة بقناة الحياة كشفت لـ quot;إيلافquot; أسباب عودة عمرو أديب للعمل بقناة الحياة، وليس أوربت. وقالت المصادر إن النظام المصري السابق استشعر الخطر بعد إندلاع الثورة في الخامس والعشرين من يناير الماضي، وعدم قدرته في السيطرة عليها بشكل كامل، فقرر الإستعانة بكافة الأدوات والأوراق المتاحة في يديه للعمل على إيقاف الزحف الجماهيري.
وأوضحت المصادر أن النظام قرر الإستعانة بكتيبة من الإعلاميين ممن يعتقد أن لهم جماهيرية واسعة للدفاع عنه وتشوية الثورة والشباب المحتجين.
واقترح أنس الفقي وزير الإعلام السابق الإستعانة بعمرو أديب في التليفزيون الرسمي، لكن ذلك الإقتراح قوبل بالرفض من جانب صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني الحاكم الذي كان أحد قيادات غرفة العمليات التي شكلها النظام لإدارة الأزمة، مؤكدًا أن ضم أديب الصغير للتلفزيون ستكون خدعة مكشوفة، ولا سيما أن الغالبية تعلم أن قناة أوربت قد توقفت لأسباب سياسية أو بالأحرى عقابًا له على تجاوزها الخطوط الحمراء وتوجيه إنتقادات حادة لجمال مبارك، وأضافت المصادر أن أحمد عز الأمين السابق للتنظيم في الحزب الوطني، طور الإقتراح بشكل آخر من خلال الإيعاز للمسؤولين بتليفزيون الحياة المملوك لرجل الأعمال السيد البدوي رئيس حزب الوفد المعارض بضرورة الإستفادة من عمرو أديب في الوقت الراهن، حيث أن هناك عقدًا موقّعًا بين الجانبين لتقديم برنامج على شاشة الحياة، لافتًا إلى أن أديب قد استوعب الدرس جيّدًا من الإيقاف وسيعلم السبب الذي من أجله تم السماح له بالعمل في الحياة، بعد أن كان هناك قرار صريح بأن quot;يجلس في منزله بدون عمل إلى أن يرضى عنه الكبار في البلدquot;.
وحول عدم سماح النظام بعودة عمرو أديب للعمل ومساندته في أزمته عبر شاشة أوربت، أوضحت المصادر أن صفوت الشريف رفض هذا الإقتراح، لسببين، الأول يتمثل في أن عودة أوربت للعمل في هذا الظرف سوف يؤكد أن النظام في موضع ضعف شديد، وقد لا تحظى مساندة أديب له بالمصداقية، ولا سيما أن الجميع يعلم أن هناك أسبابًا سياسية وراء التوقف، وسوف ينظر الناس إلى القرار بإعتباره خدعة مكشوفة.
أما السبب الآخر فيتمثل في أن قناة أوربت مشفرة، وليست متاحة للغالبية العظمى من الشعب المصري، ومن الأفضل أن يعمل أديب في قناة الحياة، لأنها غير مشفرة، كما أنها مملوكة لرئيس حزب الوفد المعارض، وليست محسوبة على النظام، مما سيعطي أديب مصداقية أكثر أثناء مساندة النظام، والهجوم على الثورة والشباب الذين دعوا إليها.
وأضافت المصادر أن النظام كان يحتضر ولم تكن تجدي معه أي مسكنات أو محاولة تشوية الطرف الآخر، ألا وهو الثورة، وبدا دفاع أديب عنه مكشوفًا للجميع منذ اللحظة الأولى. ولم يقتنع به الشعب المصري، الذي طرد أديب من ميدان التحرير، نظرًا لدعمه النظام الحاكم في مواجهة الثورة، التي وصفها بأنها quot;ثورة طفوليةquot;.
بينما صرح مصدر آخربقناة الحياة لـquot;إيلافquot; أن عدم استمرار الإعلامي عمرو أديب في قناة الحياة راجع الى خلافات في وجهات النظر بينه وبين إدارة القناة، مؤكدًا أن إدارة القناة وعلى الرغم من تعاقدها السابق معه، إلا انها ترىأنعودته لأوربت كانت أفضل بالنسبة quot;للحياةquot; بسبب quot;مشاكله المتعددةquot;.
وأوضح المصدر أنه على الرغم من تنفيذ ديكور خاص لبرنامجه مباشر مع عمرو أديب خلال 48 ساعة فقط، وبنائه ليظهر عمرو من خلاله، إلا أن المسؤولين كانت لديهم نية في عدم استمرار عمرو طويلاً عبر قنوات الحياة خلال الفترة المقبلة.
من جهته، رفض محمد عبد المتعال رئيس شبكة قنوات الحياة في اتصال مع إيلاف تأكيد او نفي هذه الأخبار التي علمنا بها من العاملين في القناة مؤكدًا أنه ليس لديه أي تأكيد أو نفي لهذه الأخبار.
وحاولنا الإتصال بعمرو أديب لأخذ تعليقه على هذه المعلومات أكثر من مرة، الا أن هاتفه مغلق، وتركنا له رسائل نصية، لكنه لم يعاود الإتصال.
التعليقات