بين التمثيل والغناء، تشارك الفنانة السوريَّة، ميريام عطالله، بعددٍ من المسلسلات الدراميَّة، أبرزها quot;صبايا 3quot;، وquot;الزعيمquot;، كما إنتهت من تسجيل ألبومها الجديد الذي تتأنى قبل إصداره لحين هدوء الأحوال في العالم العربي.


دمشق: ماذا لو عرض عليك دور بديل لإحدى الفنانات في الجزء الثالث من السلسلة الكوميديَّة quot;صباياquot;؟ سؤال طرحناه على الفنانة والمغنية السورية، ميريام عطالله، فأجابتنا وبكل صراحة بأن حيرةً كبيرةً كانت ستنتابها فيما لو عرض عليها دور بديل لإحداهن، معتبرةً في الوقت نفسه أن طمعها في التواجد في العمل لتحقيق الإنتشار الذي تطمح إليه، كان السبب وراء موافقتها على العمل، على الرغم من أن الشخصيات التي أديت من قبل الفنانات السابقات ذاتهن قد انطبعت في ذاكرة الجمهور، ولفتت في الوقت نفسه إلى أنها ليست مع ظاهرة الأجزاء كونها لا تحب استنفاذ نجاح أي عمل، وأنها كمشاهدة لا تنجذب إلى الأجزاء التالية مهما كان العمل جماهيرياً.

واعتبرت ميريام أن شخصية quot;رانياquot; التي تؤديها في العمل هي شخصية جديدة، ولا تقترب من روحها في الحياة الواقعية، فهي فتاة ساذجة لا طموح لديها كونها محرومة من عائلتها وأخوتها، وتحاول تقليد إحدى صديقاتها في كل فترة، ولكي تخلق لنفسها خصوصية معينة تحاول الاهتمام باليوغا وتظهر إيمانها بالروحانيات ولا تأكل إلا النباتات، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أنها تمارس رياضة quot;اليوغاquot; من الناحية النظرية فقط.

وكشفت الفنانة ميريام عطالله لـquot;إيلافquot; عن دورها في quot;صباياquot; حيث تجسد شخصية quot;رانياquot;، وهي فتاة من أم لبنانية وأب سوري، متفرغة ولديها الكثير من الوقت، جاءت لتبحث عن عائلتها لتجد الدفء بين الصبايا، فتعيش معهم، ولديها اهتمامات غريبة كاليوغا والأمور النسائية، وهي دوماً تشارك في المسيرات، فهي فتاة طيبة وساذجة، وعلى الرغم من ذلك فهي تعتبر نفسها quot;الفيلسوفةquot; بين الصبايا، مشيرة إلى أنها ستطل على جمهورها للمرة الأولى من خلال دور كبير في مسلسل جماهيري تدور أحداثه في مشاهدة أنماط مختلفة من الحياة والمواقف بين بطلات العمل، وتكون على خصام دائم مع quot;هناديquot; التي تجسد شخصيتها الفنانة السورية ديمة قندلفت.

وعند سؤالنا عن غنائها في العمل كونها مغنية بالدرجة الأولى، أجابت عطالله أن خطها يدور في فلك واحد ولن تغني سوى القليل من الدندنة مع شغالة المنزل التي تؤدي دورها الفنانة ميس حمدان، وغيرها من الشخصيات.

وأشارت ميريام إلى أن لهجتها في عمل quot;صباياquot; تتأرجح بين اللهجتين السورية واللبنانية، وأنها لا تمانع العمل باللهجة اللبنانية بدليل دورها في مسلسل quot;في حضرة الغيابquot;، حيث تجسد في العمل دور صحافية لبنانية تتعرف إلى محمود درويش وتغرم به لكنها تتزوج إبن عمه، وهو دور وهمي غير حقيقي لإضفاء الدراما على العمل.

وقالت إنها تعتمد في التمثيل على الحس الفطري، ثم تفكر في إيجاد خصوصية للدور، على الرغم من أنها خريجة معهد تمثيل، إضافة إلى برنامج quot;ستار أكاديميquot;، مشيرةً إلى أنها لم تمتهن التمثيل كثيراً، لذا فهي ضعيفة الاستجابة لتقنيات الكاميرا، وترتبك كثيراً أمامها، وتأتي تجربتها هذه السنة بعد غياب طويل، ولكن استجابتها لقائد العمل وإرشاداته تخفف من الارتباك، مشيرةً إلى أنها تمتلك الكثير من حس الممثل بشهادة القائمين على الفن السوري، ولكنها لا تزال تخجل في تقديم أي اقتراح تود تقديمه للمخرج، معتبرةً تلك الصفة من أكثر الصفات التي لا تكون راضية عن نفسها.

وعن أجمل الأدوار التي أدتها، قالت إن دور الفتاة المجنونة في مسلسل quot;ليل ورجالquot; يعتبر من أفضل الأدوار، وإنها ترغب دوماً في أن تعرض عليها شخصيات من هذه الصيغة التي مثلتها، على الرغم من أن المشاهدين دائماً ما يهتمون بالصورة والشكل أكثر.

واعترفت الفنانة السورية بأنها بعد عمل quot;ليل ورجالquot; توقعت لنفسها أن تحظى بمكان بين الصف الأول من فناني سوريا، وإنها كانت تتمنى بأن يعترف الوسط الفني بوجودها على أقل تقدير بعد خروجها من عباءة الفتاة الجميلة بشكل كلي، وخصوصًا أنها برعت في تجسيد الدور على الرغم من صعوبته وذلك بشهادة وحكم الكثير من النقاد، إلا أنها صدمت بأن الوسط الفني السوري يعترف بالشللية ويولي اهتماماً بالعلاقات الخاصة أكثر من الموهبة، إلا أنها بدأت تستوعب العبرة من الشللية في أن صعوبة المهنة تقود المخرج السوري في أن يرتاح لفريق عمل معين وتطعيم أعماله بالوجوه الجديدة التي تخترق الوسط بهدوء.

وأشارت الفنانة السورية إلى أنها غير اجتماعية بطبعها لكن تجمعها علاقات جيدة بالوسط الفني، وخصوصًا في الوسط الغنائي العربي، مشيرةً إلى أن سعادتها في كون الظروف سمحت لها في بناء علاقات جيدة مع كل من راغب علامة، وإيهاب توفيق، وأدم، وبعض فناني الخليج، وصفاء سلطان من سوريا، وكذلك مواطنتها الفنانة سوسن أرشيد التي تخرجت معها.

وفي سياق آخر، رأت ميريام أنها تلاقي صعوبة كبيرة في مسلسل البيئة الشامية quot;الزعيمquot; الذي تصوره حالياً مع الأخوين مؤمن وبسام الملا، مشيرةً إلى أن الشخصيات الشامية مختلفة بحياتهم وتفاصيلهم ومفردات لهجتهم وحتى حركات أجسادهم، معتبرةً أنها راغبة في قبول التحدي في إتقان الدور على الرغم من أنها لم تعش أو تواكب تفاصيل هذه البيئة التي تحس أنها غريبة عنها على حد تعبيرها.

وعن مفهومها للنجومية عبرت الفنانة السورية بأن النجم لا يصنف في درجات، فإما أن يكون له كاريزما خاصة أو لا، وإما أن تتقبله الناس أو لا.

وأشارت الفنانة السورية إلى أنه وعلى الرغم من تمتعها بكاريزما مقبولة إلا أنها لم ترتقِ إلى فناني الصف الأول، معتبرةً أن السبب يعود دوماً إلى النصيب الذي تؤمن به كثيراً، ولربما سفرها الدائم قد غيب استقرارها، إضافة إلى ضياع الهوية الخاصة بها بين الغناء والتمثيل، وكثرة الإشاعات التي تعرضت لها في أنها تركت الغناء وتتفرغ للتمثيل أو العكس.

واعتبرت وجودها هذا الموسم في أربعة أعمال صدفة غير مسبوقة ونعمة من الله، لافتةً إلى أنها لا تؤمن بأن دوراً معيناً مهما كان مهماً فإنه سيأتي بالنجومية للفنان سواء بالتمثيل أو الغناء، مشيرةً إلى أنه لا يجب على الفنان أن يبني ويخطط على هذا الأساس، فالعمل يلاقي جماهيرية مهما كانت ظروفه سواء كان جيداً أو لا، ولفتت إلى أن الجمهور هو صاحب الكلمة الأخيرة في تقبله للعمل أو عدم تقبله، وكذلك فهو الذي يمنح صفة النجومية لفنان معين دون غيره.

وأعربت مريام عن أنها تحلم بدور تطل من خلاله على الشاشة الكبيرة، على الرغم من عدم وجود تجارب سينمائية لها، مشيرةً إلى أن السينما السورية فقيرة من ناحية الإنتاج ويلزمها اهتمام أكبر من ناحية النصوص، داعيةً شركات الإنتاج إلى المجازفة والدخول إلى عالم السينما القادرة على أن تسوق إلى الخارج مثل ما فعلت صناعة الدراما السورية، معتبرةً أن الحركة البطيئة للسوريين هي العائق الوحيد أمام كثرة الإنتاج سواء في العمل السينمائي أو المسرحي وحتى في مجال الإنتاج الغنائي والبرامج الفنية المنوعة.

وكشفت الفنانة السورية أنها رفضت أحد العروض في مجال التقديم التلفزيوني من قبل الكثير من القنوات المحلية والعربية، كونها لا تحب خوض المغامرة في هكذا تجارب، كما أنها لا ترغب في تشتيت جمهورها أكثر بين التمثيل والغناء.

واختتمت الفنانة السورية حديثها لـquot;إيلافquot; بأنها ستطرح الألبوم الخاص بها والذي أنتجته على حسابها الخاص ولكنها تنتظر أن يطيب الجرح وينشف الدم في الوطن العربي، وبعد أن تهدأ الناس حتى يستطيعوا سماع الأغاني، وأنها في ظل هذه الأوضاع لن تطرح الألبوم كونها لن تكون سعيدة بالغناء والفرح، وفي الوقت نفسه الدم يسيل في الشوارع العربية.