دمشق: أريد للمسلسل السوري quot;فوق السقفquot; الذي يعرض على الشاشة السورية، والذي اشتغل على عجل قبيل شهر رمضان بقليل، ولا يزال تصويره مستمرا، أن يحمل رسائل سياسية تدعم ما تعتبره السلطة توجهات للاصلاح، ولعله أول عمل سوري رسمي يتطرق إلى قضايا ساخنة، كقضية الأكراد والتظاهرات، وسواها.

ومع أن المسلسل وهو من إخراج سامر برقاوي وتأليف مجموعة من الكتاب أراد أن يقدم رسالة مفادها أن الحال قد تغير، وأنه قد صار من الممكن الحديث في قضايا كانت من المحرمات كتلك الحلقة التي تتحدث عن عجوز كردي قضى حياته يحلم بأن يكحل عينيه برؤية بطاقة الهوية السورية.

إلا أن المسلسل سرعان ما اصطدم بمحاذير الرقابة، وأقلها لم يستطع الاحتفاظ بالاسم الذي اختير له، وهو quot;الشعب يريدquot;، فتحول إلى مسلسل بعنوان quot;فوق السقفquot;.

ثم راح العمل يتعرض للشطب، وصولا إلى محاولة إيقاف المسلسل برمته، وقد مر يوم رمضاني من دون بث العمل، قيل معها إن الاحتدام مع الرقابة وصل أوجه. هذا بالإضافة عن الامتناع عن بث ثلاث حلقات جرى تصويرها بالفعل.

ولكن هل يمكن لعمل تنتجه جهة رسمية أن يقدم رواية الجانب الآخر؟

العمل يحاول مرة الوقوف هنا، ومرة هناك. فإذا كان يغمز في حلقة اسمها quot;شريك المالquot; (تأليف بسام جنيد) من قناة شهود العيان، حين يظهر رجلا يعتاش على الاحتجاجات، فيبيع للموالين أعلاما، وللمتظاهرين ماء وسندويتشات، ولا يتورع عن تقديم نفسه كشاهد عيان، بشهادة مزورة فيمقابل مبلغ من المال، فإننا نجد في المقابل تناولا جريئا لصورة رجل أمن في حلقة أخرى.

وفي الحلقة يخرج رجل أمن بسيط (يؤديه أندريه سكاف) ليلاقي خطيبته، لكنه لا يلوي على مال يوصله إليها. يفكر أن يورط سائق التاكسي بكلام ضد النظام، كطريقة لابتزازه لغض النظر عن أجرته، لكن سيكتشف أن السائق هو رجل أمن زميل له، وكان يحاول ابتزازه بالطريقة نفسها (وهذه قد أصبحت صورة شائعة لسائق التاكسي(.

كانت هذه توطئة لشرح معاناة رجل الأمن البسيط هذا مع الحياة، إذ ليس بإمكانه، كأي سوري آخر، أن يؤمن متطلبات الحياة والزواج.

وفي مواجهة بين عناصر الأمن والمتظاهرين سيستمع بطل الحلقة إلى مطالب المتظاهرين، ليجد أنها مطالبه هو الآخر، يروح يفكر وهراوته في يده بينما زملاؤه بدأوا عملهم في ضرب المحتجين، يظل هو ممسكا بعصاه، سارحا في التفكير، وصوت وراءه يأمره للتحرك والضرب. لكن الحلقة ستقفل من دون جواب، من دون نهاية صريحة، غير أن مطالب المتظاهرين، وقد جعلت معاشية لا سياسية، تجعل المتفرج يرجح كيف ستنتهي الأمور.

فراس دهني مدير مؤسسة الإنتاج التلفزيوني، الجهة المنتجة للمسلسل، قال لوكالة فرانس برس quot;أردنا أن نصل إلى حالة من الحرية في التعبير، وأنه لا يوجد سقف رقابي، وإن نجحنا في ذلك ستكون خطوة للدراما السورية أن تعبر بكامل الحرية عن هموم الناسquot;.

لكن دهني لم ينف تعرض العمل لمشكلات رقابية إذ قال quot;هل يمكن أن تسقط فجأة كل المعايير الرقابية؟ نحاول أن نكون جريئين لأبعد الحدود، والمسلسل يحمل طموحا لأن يصل فوق السقفquot;.

وردا على سؤال حول ما إذا كان المسلسل، باعتباره من إنتاج جهة رسمية، منحازا قال دهني quot;حجم الضغوط يدل على أننا نسير على خط يحاول أن يلاقي بين وجهتي نظرquot;. وأضاف quot;أهم رسالة في هذا العمل أن هناك ضوءا في نهاية النفقquot;.