أبدى خمسة وستون في المئة من قرَّاء quot;إيلافquot; إنزعاجهممن عمليَّة إستنساخ أفلام وإعلانات أجنبيَّة في الكليبات العربيَّة، فما هو موقف أهل الإعلام من ذلك، وماذا ردَّ المخرجون؟


بيروت:نسخٌ ولصقٌ أسلوب بات يتكرر في العديد من الكليبات العربيَّة، مشاهد من إعلانات وأغانٍ مصوَّرة أجنبيَّة تجدها في كليبات الفنانين العرب، والطامة الكبرى عندما يكون فنَّان من الصَّف الأوَّل، ومخرج معروف تتوفر له كافة عوامل الإبداع.

وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر كليب أغنية quot;أنا ليه مشتاقلكquot; للفنانة نوال الزغبي الذي أخرجه سعيد الماروق مستوحيًا بعض مشاهده من إعلان لغارلين، كليب أغنية quot;بحبك وداريquot; للفنانة مادلين مطر مع المخرجة ليلى كنعان ومستوحى من أغنية Please Stay للفنانة كيلي مينوغ، كليب أغنية quot;لو بس تعرفquot; للفنانة نجوى كرم مع المخرج وليد ناصيف الذي إستعمل فيه إعلان لصابون لوكس، كليب أغنية quot;مجنونquot; لرامي عيَّاش حيث أخذت مشاهد من إعلان لديور، كليب أغنية أواخر الشتا لإليسا يحتوي على مشاهد من فيلم Forces of Nature، وكليب أغنية كبد بد لملحم زين مستوحى من فيلم The day after tomorrow وغيرها العديد... وهذه الأمثلة لا تعني أن هذه الأعمال هي الوحيدة، وإنما مجرد عينة، فالأعمال المنسوخة لا عد لها ولا حصر.

قراء إيلاف أبدوا رأيهم في إستفتاء قسم الفنون الإسبوعي وإستنكر خمسة وستون في المئة منهم هذه الظاهرة، فما هو ردُّ المخرجين وأين يقف الإعلام منه؟
إفلاس من المخرج؟ محاولة لمحاكاة الغرب لإثبات الذَّات؟ أم رضوخ لرغبة الفنان؟ أسئلة تطرح نفسها
وما هو درو الصحافي، وكيف تلعب المصالح الخاصَّة دورها في الإضاءة على عمل ما أو التَّعتيم على آخر؟

وليد ناصيف
يرى المخرج اللبناني، وليد ناصيف، في حديثه لـquot;إيلافquot; أنَّ لكل مخرج مصدره من أعمالٍ أخرى موجودة، إلَّا أنَّه يراها بطريقةٍ مختلفةٍ فينفذها بأسلوبٍ جديدٍ، مشيرًا إلى أنَّ الضجَّة الإعلاميَّة الَّتي ترافق بعض الأعمال تثير الضحك لأنَّنا بتنا في عالمٍ صغيرٍ ويمكننا الوصول إلى أي مصدر بكبسة زر.

وأضاف ناصيف أنَّ هناك نسبة قليلة جدًّا مِن مَن إنتقدوا عمله الأخير مع الفنانة اللبنانيَّة، نجوى كرم، في أغنية quot;لو بس تعرفquot;، حيث إعتمد على مشهدٍ مأخوذ من إعلان لإحدى ماركات الصابون، مؤكِّدًا أنَّه وكرم كانا على علمٍ بذلك وقالا ذلك ولم يخفياه، مشيرًا إلى أنَّ العمل تمَّ تنفيذه بطريقةٍ إحترافيَّةٍ.

وجهات نظر إعلاميَّة
فيما رأت الصحافيَّة، فدوى الرفاعي، أنَّ هذه الظاهرة، أي النَّسخ واللصق، معيبة خصوصًا إنّْ كانت صادرة عن مخرجين لبنانيين، لأنًّهم الأهم في هذا المجال في العالم العربي، مشيرةً إلى أنَّ هناك تآمر بين الفنان والمخرج على وسائل الإعلام، إذ إنَّهما بهذه الطريقة يحدثان بلبلة حول العمل بهدف لفت الأنظار إليه، مؤكِّدةً أنَّ ما يحصل هو دليل فشل وإستغباء للرأي العام والجمهور، لأنَّ السَّرقة هي جرم أكانت ماديَّة أو معنويَّة.

فيما رأى الإعلامي، رجا نصرالدين، أنَّ هذه العمليَّات الإستنساخيَّة ليست بجديدة وموجودة منذ فترةٍ طويلةٍ، مشيرًا إلى بعض الأعمال الَّتي قدَّمها المخرج سعيد الماروق مع كل من الفنانة أصالة نصري، والفنان فضل شاكر.

أمَّا زميله الإعلامي، رودولف هلال، رأى أنَّ هناك إفلاس في التَّعاطي مع الأعمال الفنيَّة لأنَّ المخرجين يرون ما هو ناجح ويقلِّدوه، ما يُعتبر تذاكٍ على الجمهور، أو إنَّهم يجبلون أفكارًا من الخارج وينفذوها على طريقتهم لإثبات قدراتهم الذاتيَّة، مشيرًا إلى أنَّه يجب أنّْ يكون للصحافة دورها في هذا الموضوع وأنّْ تكون كلمتها حاسمة، على الرغم من المصالح الَّتي تربط بعضهم بالفنانين، وتدفعهم للتَّطبيل لهم في وسائل الإعلام مقابل الحصول على مبالغ ماليَّة.

تعدُ واضح على حقوق الملكية الفكرية والإبداع فما هو موقف أصحاب الأعمال الأصليَّة أن إكتشفوا هذه السرقات؟ وهل يمكن أن نشهد مستقبلاً دعاوى قضائية ضد المقلدين؟