ماجد شاكر من بغداد: ظاهره الزواج من فتيات صغيرات شائعة في العراق وخصوصا في المناطق الريفية.وطوال السنوات الماضية برزت ظاهرة الموافقة الفورية للعوائل على تزويج بناتها الصغيرات.
وترجع quot;أم عليquot; وهي بمثابة quot;مختارquot; محلة ويسمع كلمتها الجميع، الأمر الى الخوف من مستقبل مجهول ينتظر الفتيات. مما يلحق العار بالعائلة. ولهذا يفضل الأهل الإسراع بزواج البنت تخلصا من مسؤوليتها، تجنبا للخطف أوالقتل أو الاغتصاب.

وهذه الظاهرة ليست وليدة اليوم بل تمتد الى عقد السبعينات، وثمة فتيات دون سن الرشد تزوجن برجال كبار طاعنين في السن وكل أمرأة لها أسبابها الخاصة بها.

ملوك كريم تبلغ من العمر (15) سنة قالت لإيلاف: لأني فاشلة دراسيا وأهلي أناس فقراء لا يستطيعون تلبية طلباتي بدأت اخجل من نفسي لاسيما وان أقراني quot;تجاوزوني quot; دراسيا وانا لا أزال في الصف الخامس الابتدائي فقررت أن اجلس في البيت لكني بدأت أشعر اني اصبحت كاهلا على أهلي وصار والدي لا يقوى على طلباتي، لاسيما وان الأسرة تتألف من عشرة أفراد، فكان الحل حين تقدم لي شخص بعمر والدي للزواج فوافقت.
تضيف.. زوجي لم يكن عازبا بل لديه زوجة واطفاله بعمري أو يكبروني في السن.

تضيف ملوك : واجهتني مشكلة كبرى تتمثل في عدم وجود توافق فكري واجتماعي بيني وبينه، وكانت أفكاري هي أفكار سن فتاة في عمر المراهقة وهو رجل عجوز يعاملني بقسوة، لكني كنت أتحمل الأمر من اجل عائلتي..

فاطمة تبلغ من العمر (13) سنة تعترف... كان صديق العائلة رجلا مصريا يقيم في العراق يتردد علينا كثيرا وهو صديق والدي، ووالدتي تهتم به كثيرا لأنه كان يجلب الينا ما نحتاجه من متطلبات البيت، وكانت عائلتي لا تملك السكن الخاص بها وحين طالبنا مالك المسكن بالانتقال الى دار آخر، عرض صديقنا المصري الزواج مني مقابل تسجيل بيته باسمي فوافقت فورا على الزواج منه على رغم انه في العقد الخمسيني. وعلى رغم إدراكي ان هذا الزواج مصيره الفشل لكني وافقت بسبب الحاجة.
وتضيف. خلال فترة زواجي أقمت علاقة عاطفية مع ابن الجيران الذي كان يماثلني سنا من دون علم زوجي.
وإبتسام مثال اخر على الظروف التي تدفع الفتيات الصغيرات الى الزواج المبكر في المجتمع العراقي، فهذه الفتاة الجميلة البالغة من العمر ستة عشر عاما زوجت من رجل بعمر أبيها.
تحكي ابتسام قصتها على النحو التالي.. حين قام أشخاص بتهديد أخي بالقتل بسبب الثأر، وافق خلال (مشية عشائرية) على تزويجي من رجل يكبرني كثيرا في العمر، وهو ما يطلق عليه بالزوجة (الفصلية)، ومازلت أعاني الأمرين الأول أنه يكبرني سنا، والأمر الآخر، المعاملة السيئة وعدم موافقته على رؤية أهلي وعدم تقبله وجودهم في البيت.

أما هديل حسين فهي طالبة ومتزوجة من دكتور جامعي يكبرها بعشرين عاما.
تقول هديل.. أعجبت به كثيرا لأنه كان يساعدنا في دروسنا ويتابع أحوالنا، لكني أدركت متأخرة أن هناك لغزا في الآمر فهذه المساعدة ليست للشفقة والرحمة وتنما الغرض منها الزواج بي، وبعد مصارحتي بالفكرة، وجدت انه الرجل المناسب ولم يجبرني على ذلك أحد.

وتضيف.. على رغم فارق السن الكبير بيني وبينه حيث كان يبلغ الخمسين من العمر لكن كان انسانا عاقلا ومتفهما وعطوفا.

الطفلة (انس) متزوجة من رجل في العقد الخمسيني تعترف أنها كانت ضحية تخبط والدها الذي تراكمت عليه الديون من تاجر في quot; الشورجة quot; مما دفع به لان يعرض على التاجر الزواج مني مقابل سداد الديون.
وتضيف. لهذه الأسباب قبلت بquot; قسمتي quot; من شخص في عمر quot; جدي quot;.
تضيف.. لقد باعني والدي الى تاجر اشتراني، وتضيف.. كان يحتجزني في البيت بسبب خوفه وشكوكه لأني فتاة صغيرة.

الدكتورة آمنة في لقائنا معها، قالت أن الزواج المبكر جيد لأنه ينتج أسرة، لكن هذا السن غير مناسب صحيا لأنه يسبب الكثير من الأمراض التي تصيب المرأة مثل الإسقاط والإجهاض لان الرحم لا يقوى على حمل الجنين وهذا يؤدي إلى موت الفتاة أيضا.

رجل الدين أحمد الحلي قال أن الزواج المبكر مستحب في الدين الإسلامي لان الشاب ببلوغه سن (12-15) سنه والفتاة في سن (11-14) سنة يكونان مؤهلان للزواج.
يضيف.. في زمن الرسول تزوج الفتاة في التاسعة من عمرها.