اكتشف العلماء أنه ليس للتلعثم في الكلام علاقة مع الانفعال أكثر مما هي مع الجينات، وجاء هذا الكشف الخارق ليقود إلى علاجات جديدة ليست ذات صلة بما كان سائدًاطوالسنوات مضتمثل اللجوء إلى تقليصحالات القلق وتنظيم عملية التنفس.

لؤي محمد: هناك نحو 1% من السكان يعانون من التلعثم خلال فترة من حياتهم وكان ينظر إليها باعتبارها ناجمة عن قلق شديد. لكن البحوث الجديدة كشفت عن أن هناك ثلاثة جينات (مورثات) ذات صلة ببعضها البعض يجعلها مسؤولة عن التلعثم.

وقام بالدراسة فريق من الباحثين من معهد الصمم واختلالات التواصل الأخرى في أميركا وفيها تم تشخيص 3 جينات باعتبارها مصدرا للتلعثم لدى عدد من المتطوعين في باكستان والولايات المتحدة وإنكلترا.

وقال الدكتور جيمس باتي مدير معهد quot;الصمم واختلالات التواصل الأخرىquot; لمراسل صحيفة الديلي تلغراف إنه quot;لمئات السنوات ظل سبب التلعثم غامضُا للباحثين والعاملين في مجال العناية الصحية على السواء ناهيك عن الأشخاص المصابين وأسرهمquot;.

وهذه هي الدراسة الأولى من نوعها التي تشير إلى تحولات جينية باعتبارها السبب الكامن وراء التلعثم التي تؤثر في 3 ملايين أميركي ولعل ذلك quot;سيؤول إلى توسيع خيارات العلاج لهذا الاختلالquot;.

وتركز العلاجات الحالية على تقليص حالات القلق وتنظيم عملية التنفس ومعدل الكلام واستخدام أجهزة الكترونية للمساعدة على الطلاقة. لكن التلعثم يميل لأن يكون وراثيا وينتقل بين أفراد العائلة من جيل إلى جيل مما جعل الباحثين في هذا الفريق ينظرون إلى العامل الجيني.

ولذلك فهم حللوا 123 حالات 123 شخصا من باكستان يعانون من التلعثم، و96 لا يتأتئون في حين أخذوا 270 شخصا له الأعراض نفسها من الولايات المتحدة و إنكلترا و276 لا يتأتئون من كلا البلدين. وتمكن الباحثون من تشخيص تحورات في ثلاث جينات لدى الأشخاص المصابين بالتلعثم بينما لم تكن موجودة لدى الأشخاص الذين يتحدثون بطلاقة.

كذلك فإن الجينات المتحورة التي تم تشخيصها لها علاقة بأمراض خاصة بالأيض والعلاجات لها متوفرة حاليا. ولعل العلماء يستطيعون أن يكيفوا هذه العقاقير لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من التلعثم، وصدرت الدراسة في المجلة الطبية الأميركية quot;نيو إنكلاند جورنال أوف مديسينquot;.