أوسلو: يقول محللون ان محادثات المناخ التي تجريها مجموعة العشرين وتحولا مقترحا للتصويت بالاغلبية في قرارات الامم المتحدة قد يحييان العمل من أجل التوصل لاتفاق جديد لمكافحة الاحتباس الحراري بعد قمة كوبنهاغن التي لم تصل لشيء حاسم في هذا الصدد.

وطالبت امانة التغير المناخي بالامم المتحدة جميع الدول بابداء ارائها بحلول 16 فبراير شباط بشأن عدد الاجتماعات المطلوب عقدها في 2010 لمحاولة بناء قوة دافعة للمحادثات الوزارية السنوية المقررة في المكسيك في الفترة من 29 نوفمبر تشرين الثاني الى العاشر من ديسمبر كانون الاول.

ومن غير الواضح ما يتعين على الدول فعله بعدما لم تصل اتفاقية كوبنهاغن الى مستوى المعاهدة الملزمة كما دعت اغلب الدول مما جعل جدول أعمال عام 2010 خاويا تقريبا. والاجتماع الوحيد الذي قررت الامم المتحدة عقده قبل المكسيك هو للموظفين الاداريين وسيعقد في بون من 31 مايو ايار الى 11 يونيو حزيران.

وقال محللون ان مجموعة العشرين ربما تتمكن خلال قمتين في كندا في يونيو وكوريا الجنوبية في نوفمبر من المساعدة بالتركيز بدرجة اكبر على التغير المناخي. ومن شأن المطالبة بتخفيف الحاجة للاجماع على القرارات الرئيسية للامم المتحدة ان يسهل العمل على اتفاق جديد.

وقال يوهان روكستروم رئيس مركز ستوكهولم ريزيليانس بجامعة ستوكهولم quot;نحن بحاجة للعمل على عملية الامم المتحدة.. البند الاول هو السماح باتخاذ القرارات بالاغلبية.quot;

ويتفق الجميع على ان محادثات الامم المتحدة التي تضم 194 دولة ستكون صعبة لدرجة تتطلب تشكيل مجموعات اصغر من الدول. لكن قمة كوبنهاغن اظهرت ان الدول النامية بما فيها الاكثر عرضة للتصحر وارتفاع مناسيب البحار او الفيضانات شعرت بانها مهملة.

وهذا العام ربما يود الرئيس الامريكي باراك اوباما ان يرجئ مناقشة القضية الى قمة مجموعة العشرين بدلا من بحثها في منتدى الاقتصادات الكبرى الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يضم اكبر 17 دولة مسببة للانبعاثات الغازية في العالم. وتضم مجموعة العشرين الارجنتين والسعودية وتركيا اضافة الى اعضاء المنتدى.

وقال ألدن ماير من اتحاد العلماء المعنيين quot;الولايات المتحدة ستكون حريصة للغاية على ألا تنشئ شيئا يبدو كعملية منافسة للامم المتحدةquot; مضيفا ان مجموعة العشرين ستكون المكان المرجح لانعقاد محادثات المناخ لا منتدى الاقتصادات الكبرى.

وشذت واشنطن عن الدول الغنية في عدم انضمامها لبروتوكول كيوتو الحالي للامم المتحدة الخاص بخفض الانبعاثات بحلول 2012. وتوقف تشريع خاص بوضع حد اقصى للانبعاثات الكربونية في مجلس الشيوخ.

كما ذكر روبرت ستافينز مدير برنامج الاقتصاديات البيئية في هارفارد ان واشنطن ربما تكون اكثر رغبة في تشجيع العمل على محادثات المناخ من خلال مجموعة العشرين بدلا من منتدى الاقتصادات الكبرى. وقد يلتقي المنتدى اذا طلبت دول اخرى ربما الاتحاد الاوروبي اجراء محادثات.

وخيبت قمة كوبنهاغن في ديسمبر امل كثير من الدول باتفاق رعته اكبر الدول المسببة للانبعاثات الغازية مثل الصين والولايات المتحدة ينص على تقييد الارتفاعات في درجة حرارة العالم بدرجتين مئويتين كحد أقصى فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية مصحوبا بوعد بتقديم مساعدات سنوية بقيمة 100 مليار دولار اعتبارا من عام 2010.

وقال ستافينز ان ايجاد مسار لاتفاق اكثر قوة هو quot;تحد هائلquot;.

واضاف quot;انه ايضا لعبة 'الدجاجة ام البيضة' بين الولايات المتحدة والصين.. فالصين لن تتخذ قرارا قبل ان تفعل الولايات المتحدة.. والكونجرس الامريكي متحفظ جدا ازاء اتخاذ قرار ما لم تفعل الصين.quot;

ودعا الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون الى مراجعة مبدأ الاجماع من اجل تسهيل اتخاذ القرارات.

وكان اتفاق كوبنهاغن -وهو النتيحة الرئيسية التي تمخضت عنها القمة- مجرد خطة للامم المتحدة جرى quot;تسجيلهاquot; بدلا من quot;تبنيهاquot; بعد معارضة السودان وكوبا ونيكاراجوا وفنزويلا وبوليفيا.

وقال روسكتروم quot;قد يستهوي البعض ان يهاجم الامم المتحدة وعدم قدرتها على التعامل مع (التغير المناخي). رأيي الشخصي في هذا هو ان الامم المتحدة هي الوحيدة القادرة على ان تقودنا الى اتفاق عالمي.quot;

واضاف quot;لقد فعلنا ذلك من قبل في اطار بروتوكول مونتريالquot; في اشارة الى اتفاق عام 1987 لحماية طبقة الاوزون.