وضعت صيغة الاتفاق النهائي لمؤتمر كوبنهاغن على يد الصين بدعم بعض الدول الأفريقية والهند والبرازيل، في حين وجهت بعض الوفود انتقادات لبكين لمواقفها المتصلبة.

لندن: اندلعت موجة انتقادات حادة بين السياسيين والوفود بعد طرح اتفاق كوبنهاغن الخاص بمواجهة التغيرات المناخية. وتم التوصل إلى الصيغة النهائية للاتفاق في ساعات مبكرة من صباح أمس لتقليص كمية غازات الكربون المنبعثة إلى الجو. وكانت صيغته النهائية تتماشى مع ما ظلت الصين تقاوم بقوة ضده والمتمثل بالضغط الأميركي القوي للالتزام بنظام مراقبة دولي.

وكان رئيس الوزراء الصيني ون جيابو خرج من قاعة المؤتمر في احد منعطفاته باعثا مسؤولا بمستوى وظيفي واطئ كي يتفاوض مع باراك أوباما. وفي نهاية المطاف تم وضع الصياغة النهائية للاتفاق على يد الصين وبدعم من البرازيل والهند والدول الأفريقية وفيه التزام عالمي بمنع ارتفاع درجة الحرارة على سطح الأرض لأكثر من درجتين مئويتين من دون تحديد الكيفية التي سيتم فيها تحقيق هذا الهدف من قبل كل دولة. وقال اكزي زينهورا رئيس الوفد الصيني معلقا إن الاتفاق قد يضمن سيادة ومصالح بلده.

ووجهت ليلة أمس العديد من الوفود انتقادات مفتوحة للصين لمواقفها المتصلبة. وحينما سأل مراسل صحيفة الاوبزرفر على من يجب توجيه اللوم تجاه منع تقديم إجراءات تقيس مقدار انبعاث الغازات قال لارس اريك ليليوند المدير العام لوكالة حماية البيئة السويدية إنها الصين quot;فالصين لا تحب الأرقامquot;. في الوقت نفسه انتقد آخرون الولايات المتحدة لقيامها بالضغط على الصين أكثر مما ينبغي. فقد قال جون بريسكوت نائب رئيس الوزراء البريطاني السابق في مقال نشره اليوم على صفحات الأوبزرفر إن quot;خطاب الرئيس أوباما اللائم للصين لم يكن مساعداquot;.

وكاد التوقيع على الاتفاق ان يفشل بعد جلسة ليلة أمس وخلالها تمت تنحية رئيس المؤتمر الدانماركي ولم يتحقق التوقيع عليه إلا بفضل أد ميليباند الذي تمكن من إنقاذه من الانهيار في آخر الجلسة الطويلة. وجاءت الأحداث الدرامية الأخيرة للمؤتمر بعد أن ظلت الصين تبذل قصارى جهدها خلال الأسبوعين اللذين استغرقهما المؤتمر لعقد تحالفات quot;ميكافيلةquot; (حسب تعبير صحيفة الأوبزرفر) مع الهند والبرازيل والدول الأفريقية لعرقلة جهود البلدان الغنية الهادفة إلى وضع اتفاقية ملزمة تتماشى مع مصالحهم.

وعلى الرغم من ثناء أوباما للاتفاق فإن الكثير من الناشطين في المنظمات غير الحكومية أدانوه بشدة في حين أقر خوزيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية بأنه يشعر بخيبة الأمل بعد الجهود التي بذلها الاتحاد الأوروي لتقديم أهداف ذات مدى بعيد لتقليص كمية ما ينبعث من غازات إلى الجو على المستوى العالمي وذلك من خلال تحقيق التقليص بنسبة 50% عند حلول عام 2050 لكن هذا الاقتراح رفض من قبل الصين وحليفاتها.

ونقلت الصحيفة المواجهة التي وقعت بين ميليباند وزير التغيرات المناخية البريطاني وعضو وفد السودان لومومبا دي أيبنغ حيث أن الوزير البريطاني عاد إلى قاعة الاجتماعات في الساعة الرابعة صباحا ليستمع إلى إيبنغ الذي قارن التوقيع على الاتفاق بالهولوكوست. معتبرا أن quot;مطالبة أفريقيا بالتوقيع على اتفاق بالانتحار، فهو حلف يهدف إلى حرقها من أجل الحفاظ على مصالح وهيمنة عدة دولquot;. وهذا ما دفع ميليباند الى التدخل ليرفض ما جاء به دي- أيبنغ واصفا إياه بـ quot;المثير للقرفquot;.

وتحدث ميليباند للوفود قائلا: quot;هذه لحظة أزمة عميقةquot;. وإذا كان الاتفاق بأي شكل من الأشكال غير مثالي وفيه الكثير من المشاكل quot;لكنها وثيقة ستجعل حياة البشر على كوكب الأرض أفضل لأنها توظف بشكل فاعل وسريع مبلغ 30 مليار دولار ومبلغ 100 مليار دولار على المدى البعيد لتمويل مشاريع خاصة وعامةquot;. بعد ذلك وافقت الوفود على الاتفاقية.