تحدثت إيلاف إلى إختصاصيين حول إشكالات تربك مرضى الالتهاب الكبدي في الجزائر، وأكدوا جميعًا على ضرورة التنبّه الى نوعية التكفل العلاجي والسيكولوجي للمرضى، علمًا ان بيانات الجمعية الجزائرية للإغاثة من الالتهابات الكبدية تشير الى وجود 1200 شخص مصاب بالالتهاب الكبدي.

الجزائر: يشكو داء الالتهاب الكبدي في الجزائر من إشكاليات التشخيص المبكّر والفحص البيولوجي ومحدودية عمليات تصفية الدم بجانب عدم جهوزية المراكز العلاجية المتخصصة، ما يزيد من حساسية الموقف في بلد يشهد إصابة نحو 1.5 مليون شخص بهذا الفيروس الفتّاك. إيلاف بحثت الموضوع مع أخصائيين.

ويشير البروفيسور سعيد بركان إلى غياب افتقاد الجزائر لتشخيص الالتهابات الكبدية لا سيما لدى فئة النساء الحوامل، إضافة إلى صعوبة العلاج عن طريق البيولوجيا الجزئية، تبعًا لارتفاع كلفة تحاليلها، كما يشير بركان إلى الاعداد القليلة من الدراسات الوبائية المتعلقة بهذا المرض الذي يعد ضمن الأمراض العشرة الأولى المسببة للوفاة في العالم.

كما لاحظ البروفيسور نبيل دبزي عجزًا في المراكز المختصة في الفحص البيولوجي، موضحًا أنّ نسبة الشفاء من الالتهاب الكبدي quot;سquot; عند الأشخاص المصابين به تقدر بأربعين في المئة، علمًا أنّ 70 إلى 90 في المئة من الحالات المسجّلة أتت نتيجة عدوى بهذا المرض اللاعرضي الخطير.

ويؤكد الدكتور رفيق فرزي على الضرورة الملّحة للوقاية من هذا المرض الفيروسي خصوصًا في المناطق الواقعة جنوب البلاد، مشيرًا إلى كون 80 بالمئة من حالات الاصابة بالالتهاب الكبدي من نوع quot;سquot; من الطراز العرقي 1، ويدعو فرزي إلى حتمية تحسين نوعية التكفل العلاجي والسيكولوجي بالأشخاص المصابين بهذا المرض، من خلال تقوية دعامات الوقاية والتشخيص والتكوين والإعلام.

كما أشارت الأستاذة مريم خطّاب على هامش يوم دراسي حول هذا الداء، إلى أنّ 23 في المئة فقط من الأشخاص المصابين بالالتهاب الكبدي quot;سquot; من الطراز العرقي 1، يخضعون إلى عملية تصفية الدم وأنّ 0.44 في المئة هم من المتبرعين بالدم، وتوضح خطّاب أنّ التكفل بالمريض الواحد يكلّف غلافًا ماليًا باهظًا قد يصل الى حدود العشرة آلاف دولار، مع الإشارة إلى أنّ السلطات تضطر لرصد مخصصات تربو عن 3.5 مليار دينار لتوفير العلاج.

وتشير بيانات الجمعية الجزائرية للإغاثة من الالتهابات الكبدية، أنّ 1200 شخص مصاب بالالتهاب الكبدي quot;بquot; وquot;سquot; تمت معالجتهم خلال الشهرين الأخيرين، ويقول رئيس الجمعية عبد الحميد بوعلاق أنّ الالتهاب الكبدي quot;بquot; قد يصيب 2.5 في المئة من السكان، في حين أنّ الالتهاب الكبدي quot;سquot; قد يصيب 2.7 من السكان في مجتمع محلي قوامه 36 مليون نسمة.

بيد أنّ بوعلاق يعتبر المعطيات الآنفة الذكر لا تعكس الوضعية الوبائية الحقيقية، متأسفًا لغياب استراتيجية حقيقية واضحة لمكافحة حجم الالتهابات المتفاقمة التي تمثل مشكلة كبيرة للصحة العامة في الجزائر.

وتنبّه زهية بكة، الأمينة العامة للجمعية الجزائرية لمساعدة المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي، إلى سرعة انتشار هذا المرض، بواقع 30 في المئة خلال الفحوصات العادية، وتعزو اتساع رقعة مرض التهاب الكبد إلى غياب الوقاية، وانعدام أدوات التعقيم على مستوى كبير من المستشفيات، وزاد قلة الإعلام وغياب التكوين من شبح التنامي المخيف لالتهاب الكبد الفيروسي، وينتشر الأخير بصورة خاصة من صنفي (ب) و(س) وهما من الأنواع الحادة، كما لا يقلّ النوعان (أ) و(هـ) شيوعًا هناك، طالما أنهما يصيبان الكبد بالتهاب حاد ومعظم الإصابات تحدث أثناء فترة الطفولة ولكن قد تحدث في أي عمر إذا لم يصب به الإنسان من قبل.

ويركّز مختصون على أنّ داء الالتهاب الكبدي يستشري على نحو ملحوظ في الأماكن التي يتدنى فيها مستوى النظافة البيئية، وعادة ما يكون مرض التهاب الكبد الفيروسي بدون أعراض في فترة الطفولة، وقد تزداد شدة المرض مع تقدم العمر، لكن القاعدة هو الشفاء التام بدون مضاعفات أو انتكاسات، حيث أنّ نسبة الوفاة تعدّ أقل من 1%، وتبقى المناعة ضد الإصابة طوال الحياة، علمًا أنّ فريق علمي أميركي اكتشف قبل فترة إنّ علاجات التهاب الكبد الفيروسي (س) المتوفرة حاليًا ناجعة، تبعًا لفاعليتها في القضاء على الفيروس في الجسم عند 99 في المئة من المرضى وفي فترات علاجية لم تتجاوز مدتها السبع سنوات.