دعت منظمات المناخ والحركات الشعبيَّة الدول الغنيَّة الى خفض انبعاثاتها الغازيَّة بنسبة 50 في المئة وتشكيل محكمة دوليَّة لمعاقبة الجرائم المناخيَّة.

لندن: اختتم منتدى عالمي لمنظمات المناخ والحركات الشعبية اعماله في مدينة كوتشابامبا وسط بوليفيا يوم الجمعة بدعوة الدول الغنية الى خفض انبعاثاتها الغازية بنسبة 50 في المئة وتشكيل محكمة دولية لمعاقبة الجرائم المناخية.

كما اعلن الرئيس البوليفي ايفو موراليس الذي عُقد المنتدى بمبادرة منه ، إعداد خطط لإجراء استفتاء في غضون عام يستطلع آراء ملياري شخص في انحاء العالم حول سبل حل الأزمة المناخية. وقال موراليس في كلمة القاها في الجلسة الختامية للمؤتمر الشعبي العالمي حول التغير المناخي وحقوق أمنا الأرض ، ان على الأمم المتحدة ان تستمع الى صوت الفقراء. وأكد quot;ان التزاما يقع على عاتق الأمم المتحدة بالاستماع الى شعوبها وقواها الاجتماعية.

وإذا كانت الأمم المتحدة لا تريد ان تفقد هيبتها فينبغي ان تنفذ نتائج هذا المؤتمر.وإذا لم تنفذها فأنا على اقتناع بأن الشعوب ستطبق حكمتها وتوصياتها ووثائقهاquot;.ونقلت صحيفة الغارديان عن الكاتبة والناشطة الكندية نعومي كلاين ان هذا المنتدى يجب ان ينجح quot;لأن البديل عن كوتشابامبا هو كوبنهاغن ومؤتمر كوبنهاغن طلع بما يُسمى حلا للتغير المناخي لا يرتقي بأي حال الى المستوى الذي تقتضيه حدة الأزمةquot;.

شارك في مؤتمر كوتشابامبا ، بحسب منظميه ، نحو 30 الف مندوب بينهم ممثلو منظمات غير حكومية وعلماء ونقابيون ووفود حكومية. وقرر المؤتمر المطالبة بإعداد مشاريع تهدف الى إبقاء المحروقات الاحفورية في باطن الأرض وحماية حقوق السكان الأصليين ورفض الخطط الرامية الى دفع مبالغ مالية للدول كي تمتنع عن تقطيع اشجار الغابات.

ويقضي مشروع خفض الانبعاثات الغازية من تعرية الغابات واهترائها بمنح البلدان quot;ارصدة كاربونيةquot; مقابل الحفاظ على الغابات. وتقول صحيفة الغارديان ان المعارضة الموحدة ضد هذا المشروع ستثير قلق البلدان الغنية التي تراهن عليه لكنها يجب ان تُقنع السكان المحليين بجدواه وقيمته.

وقال المستشار القانوني لمجلس المعاهدة الدولية للهنود الحمر البرتو سالدامانتو ان المشروع يعتبر برنامجا صديقا لحفظ الغابات quot;لكنه يحظى بدعم أكبر الدول المسببة للتلوث واكبر المتربحين من التغير المناخيquot;. واضاف ان ازمة المناخ لا تُحل من دون معالجة سببها الأساسي المتمثل بـquot;اقتصاد الوقود الاحفوري الذي يتجاهل حقوق أمنا الأرضquot;.

وفود عديدة اعربت عن شكها في ان يلتفت زعماء العالم الى اعمال المؤتمر. وقال نيمو باسي رئيس أممية اصدقاء الأرض ان زعماء العالم quot;قد يتمنون ان ينكروا ان شعوب العالم تنادت في كوتشابامبا وقدمت حلولا حقيقية لمشاكل العالم ولكن الواقع ان لا احد سيتجاهل المقترحات التي خرجت من هناquot;.

ليس لمبادرة كوتشابامبا تأثير مباشر على محادثات المناخ التي تجري في اطار الأمم المتحدة ولكنها أُطلقت لتكون منبرا تمارس الحركات الاجتماعية الأهلية من خلاله ضغوطا على الحكومات للتحرك بشأن التغير المناخي.وقال رئيس مركز الديمقراطية الذي يتخذ من كوتشابامبا مقرا له quot;ان شعوب الجنوب إذا كانت جادة في المطالبة بتغيير سياسي من الشمال فعليها ان تسارع في اكتساب معرفة أعمق بالطريقة التي يحدث بها التغيير في الشمالquot;.