تمكن ثلاثة علماء من بريطانيا من اكتشاف ثقب الأوزون قبل 25 عاما، وهو ما دفع العالم لاتخاذ إجراءات وقائية.

يعتبر ثقب الأوزون واحدا من أعظم التهديدات التي عرفتها الحياة على الأرض خلال القرن العشرين. فقبل 25 سنة تم ترصد فجوة في طبقة الأوزون في أعالي الجو فوق منطقة الفضلات المجمدة القائمة في قارة القطب الجنوبي (انتاركتيكا)، وعلى إثر ذلك حذر العلماء من مخاطر انتشار هذه الثقوب في مناطق اخرى من العالم مما سيزيد من نسبة الإصابة بأمراض السرطان بسبب الإشعاعات القادمة من الشمس. وتحمي طبقة الأوزون الحياة من الآثار المدمرة للأشعة فوق البنفسجية مع احتمال اختفائه التدريجي بسبب إطلاق البشر مدمرة له مما يزيد من الإصابة بسرطان الجلد المهلك والعمى.

جاء هذا الاكتشاف على يد ثلاثة علماء بريطانيين في عام 1985 ولم يمض سوى عامين حتى توصل المجتمع الدولي إلى توقيع اتفاقية مونتريال التي حرمت إنتاج مواد كيميائية ذات تأثير مدمر للاوزون مثل كربونات الفلوروكلوريد المستخدم في البرادات وبخاخات الايروسول. ولم تمض سوى فترة قصيرة حتى تم التخلي عن استهلاك هذه المادة الكيميائية حيث كفت بريطانيا عن إنتاجه في عام 1995 وفي البلدان النامية تحقق ذلك بعد 5 سنوات. وفي عام 2009 وقعت كل دول الأمم المتحدة البروتوكول الأولي واعتبر هذا الحدث نجاحا عالميا في مجال الاتفاقيات الخاصة بالبيئة. والآن وبعد مرور 25 سنة على نشر البحث الخاص بثقب الأوزون في عام 1985 قال أحد الثلاثة علماء الذين كتبوا البحث إن الاكتشاف ما كان ممكنا تحققه لو يكن هناك مزيج من دأب عنيد وحظ حسن.

وأضاف جوناثان شانكلين لمراسل صحيفة الاندبندنت اللندنية: quot;في رأيي لعب الحظ دوره مثلما هو الحال مع العديد من الاكتشافات العلميةquot;. وكان شانكلين مع زميليه جو فارمان وبرايان غاردنر في مركز quot;مسح قارة القطب الجنوبي البريطانيquot; التابع لجامعة كمبردج يجمعون بيانات ميدانية عن قارة القطب الجنوبي.

وكانت البحوث العلمية مهددة بالتقلص تحت وطأة حكومة تاتشر آنذاك. وقال شانكلين: quot;كان مركز مسح قارة القطب الجنوبي البريطاني ينظر إلى طرق لتقليص نفقاته وكانت مراقبة الأوزون في مركز هالي من ضمن المجالات الموضوعة ضمن تقليص النفقات لأسباب سياسية على الرغم من تأثيرها على مستقبل كوكبناquot;.ولم يكن مركز الرصد هالي موضوعا لرصد الأوزون بل هو لمساعدة تحسين التنبؤ الجوي. غير أن مستويات الاوزون هناك خلال فصل الخريف الذي يقع في أيلول (سبتمبر) وتشرين الاول(اكتوبر) كانت تهبط بشكل كبير بعد كل شتاء جنوبي ولا يتم استرجاعه بشكل جزئي إلى في كل صيف.

كانت هناك مزاعم أكاديمية قد انتشرت على الكيفية التي قد تتأثر طبقة الأوزون بسبب الملوثات التي يصنعها الانسان كربونات الفلوركلوريد في طبقات الجو التي يوجد الأوزون فيها.وأضاف شانكلين: quot;لم تكن هناك لحظة اكتشاف باهرة بل كان مزيجا من قطع راحت تتجمع لتشكل الصورة الشاملةquot;.وقال الدكتور شانكلين في مقالة نشرتها مجلة quot;نيتشرquot;: quot;ما أقنع فريق البحث هو ذلك المخطط الذي رسم معدل الأوزون خلال 11 يوما ففيه كان من الواضح تقلص الأوزون بشكل منهجي. وكان فارمان قد طور نظرية تربط ما كنا نشاهده مع ارتفاع مادة كربونات الفلوروكلوريد إلى الجو أما غاردنر فقام بالتحكم الأساسي بالبياناتquot;.

وأثارت الدراسة عند صدورها ذعرا عالميا ولم يصدق البعض بها وكان من بينهم علماء في الولايات المتحدة كانوا يرصدون الاوزون بأدوات متطورة جدا. وكانت نتائجهم لا تشير إلى أي نقصان في الأوزون لكنهم حينما أعادوا تحليل بيانات الأقمار الصناعية تمكنوا من تقصي الاستنفاد الجاري للأوزون.