نهى احمد من سان خوسيه: تشير معلومات لمنظمة الصحة العالمية الى ان عدد الاطفال والرضع الذي توفوا في اميركا اللاتينية نتيجة امراض مختلفة منها الالتهابات الرئوية زاد عن معدله منذ عام 1990 بسبب سوء التغذية و قلة العناية الصحية وبخاصة في بلدان مثل غواتيمالا وبوليفيا ونيكاراغوا، حيث وصل العدد منذ ذلك الوقت الى 14 مليون طفل لم تتجاوز اعمارهم الخمس سنوات نسبة لا بأس بها توفيت بعد اشهر قليلة من الولادة، وهذا دفع الحكومات في كوستاريكا والارجنتني وتشيلي والاكوادور مثلا الى توسيع دائرة المستوصفات الشعبية التي تقدم الطبابة والنصائح للامهات خاصة الشابات منهن من اجل حماية الاطفال والرضع كي لا يصابوا بهذا المرض او كيفية معالجتهن له عند الاصابة به اضافة الى نصائح يمكن للام ان تتبعها في المنزل.

وبحسب ما ورد في احد المنشورات التي توزع بشكل كبير في الارياف حيث تعيش في الغالبية قبائل الهنود الحمر سكان البلد الاصليين والمدن الصغيرة ويصاب معظم الاطفال فيها بالامراض التنفسية بمعدل 4 ال 6 مرات خلال فصلي الخريف والشتاء وتكثر الاصابة في الاماكن المزدحمة والمساكن سيئة التهوية بسبب انتقال العدوى بالرذاذ عبر الهواء.

وعند الاصابة تظهر على الطفل في البداية اعراض بسيطة كالزكام والم في الحلق وسيلان في الانف، وقد يصاحب ذلك ارتفاع بسيط في درجة الحرارة ، هنا يمكن معالجة الطفل في المنزل، ولكن اذا ساءت الحالة وظهرت عليه اعراض خطيرة مثل سرعة في التنفس وانجذاب الصدر الى الداخل عند التنفس وعدم القدرة على الشرب والم في الاذن ونقص الشهية للطعام فان هذه العلامات تشير الى وجود مرض شديد كالتهاب القصبات الحاد او الالتهاب الرئوي، هنا لابد من الاسراع بمراجعة الطبيب دون تلكؤ والا تعرضت حالة الطفل للخطر.

الا ان المنشور لم يقلل من اهمية العناية المنزلية، فهي لها دور هام في تدبير الحالات التنفسية وشفائها وذلك باتباع الاجراءات التالية
1-الرضاعة الطبيعي، على الام ان تستمر في ارضاع وليدها لان حليبها يساعد على مقاومة الطفل للمرض. وعندما لا يستطيع الرضيع المص بسبب الزكام على الام ان تعصر ثدييها وتفرغ الحليب في فنجان وتعطيه الى ابنها بوساطة الملعقة، ويجب عليها اطعامه الغذاء الغني بالفيتامينات والاملاح لانه يحمي الطفل من الامراض. وتطعيمه ضد امراض الاطفال وبخاصة الخانوق والسعال الديكي وفقا للمواعيد التي يحددها الطبيب، وذلك لتجنب عواقب الالتهابات الرئوية الناتجة عن الاصابة بهذه الامراض.
2-على الام الحرص على تغذية الطفل بشكل جدي، والتأكد انه يتناول اطعمة غنية بفيتامين( أ) و (ج) كالجزر والخضروات والخضر والليمون والفواكهة الطازجة.
وعندما يمرض بالالتهابات الرئوية يجب اعطاء الطفل وجبات صغيرة متكررة دون اجباره على الاكل. والاكثار من اعطائه العصير الطازج والسوائل الدافئة كالشاي الخفيف واعشاب اخرى معروفة في اميركا اللاتينية، ومن اجل التخفيف من السعال يمكن للام اعطاء طفلها او رضيعها مزيجا من عصير الليمون مع العسل، (ملعقة او ملعقة كل ساعتين او ثلاث ساعات).
3-اللباس والتهوئة، على الام عدم المبالغة في لبس الطفل او الرضيع ولا في تدفئة الغرفة التي يرقد فيها، بل المحاولة لابقاء درجة حرارة المنزل والغرفة معتدلة، وتجنب تعريض الطفل للتيارات الهوائية الباردة مع ضرورة تجديد هواء الغرفة بهواء نظيف ومنعش. وعلى الام ترطيب هواء الغرفة با تضع في وسط الغرفة وبعيدا عن يد الاطفال وعاء فيه ماء يغلي كي يستنشق الطفل البخار الصاعد منه، فهذا يلين البلغم ويخفف من حدة السعال ويساعد الطفل على التنفس.
4-معالجة الحرارة نتيجة الالتهاب، يجب قياس درجة حرارة الطفل المريض باستمرار وذلك بترك ميزان الحرارة في الشرج مدة دقيقتين، فاذا كانت الحرارة اعلى من 38.5 درجة مئوية على الام اعطاءه ادوية مخفضة للحرارة يمكن شراؤها من الصيدلية واستمرار اخذ الحرارة كل 6 ساعات والاكثار من اعطاء الطفل سوائل. لكن اذ لم تنخفض الحرارة خلال سبع او ثمان ساعات يجب مراجعة الطبيب فورا.
5-الاستحمام، الكثير من الامهات يمتنعن عن تحميم اطفالهن بسبب الرشح والنزلات التنفسية وهذا وهم شائع اذ يمكن لها ان تحمم الطفل بشرط الحفاظ على حرارة معتدلة داخل الحمام مساوية لحرارة الغرفة وعدم تعريض الطفل للتيارات الهوائية الباردة بعد الاستحمام.
6-تنظيف الانف، وهو من الامور المهمة بالنسبة للطفل المصاب بالتهابات وزكام، اذ يجب ان تنظف الام انفه من الافزارات بمنديل نظيف مبلل على شكل فتيل تدخلها في الانف بحذر.
7-عدم استعمال المضادات الحيوية للاطفال دون استشارة الطبيب او استعمال ادوية السعال او الادوية المزيلة للاحتقان فهي غير فعالة وقد تلحق الضرر بالطفل.
8-وجوب استشارة الطبيب بسرعة عندما يصاب الاطفال بخاصة الذين تقل اعمارهم عن الشهرين بالنزلات التنفسية.
ومن النصائح التي يقدمها المنشور الحرص على عدم التدخين داخل منزل فيه طفل مصاب بالتهاب تنفسي لان الدخان المتصاعد من السيجارة ينتشر بسرعة في كل الرجاء المنزل حتى ولو اغلقت غرفة الطفل، والتدخين يزيد من حالته سوءا، فقد ثبت ان الطفل الذي يعيش وسط ابوين مدخنين او كان احدهما مدخنًا يصبح عرضة للاصابة بذات الرئة اكثر من غيره من الاطفال الذين يعيشون في منزل لا يوجد فيه مدخنون.