طلال سلامة من برن (سويسرا): انها تقنية كندية جديدة تسترعي انتباه الأوساط الطبية، الأوروبية والسويسرية. وهي ترمي الى شفط خثرة الدم العالقة بالدماغ! في الحقيقة، يتمكن الطبيب من التدخل، لدى المصاب بالجلطة الدماغية، في الساعات الأربعة الأولى على هذه الحادثة. والا، فان الأضرار العصبية غير قابلة للانعكاس. اذ لدى انسداد احدى الأوعية الدموية، التي تنقل الدم الى الدماغ، فان الأعصاب الدماغية تصاب بأذى يؤدي الى شلل الوظائف العصبية.
في الوقت الحاضر، نجد مجموعة من التقنيات الاختبارية التي تسمح اعادة فتح هذه الأوعية حتى عندما يكون استعمال الأدوية المذيبة للخثرة الدموية، وهي تحقن بالوريد، كما دواء (TPA )، غير فاعل. في الحقيقة، تعتمد هذه التقنيات الحديثة على آليات ميكانيكية تعمل على تفتيت خثر الدم بواسطة الموجات فوق الصوتية. بعد ذلك، يتم سحب أجزاء هذه الخثر بواسطة آلة، مصنوعة من النيكل والتيتانيوم. كما نجد طريقة ثانية تعمل على شفط هذه الأجزاء بواسطة أنبوبة(قسطرة) ابتكرتها شركة (Penumbra) الكاليفورنية بالتعاون مع الباحثين في جامعة كالغاري الكندية. وعدا عن انقاذ حياة المصابين بالجلطة الدماغية نجحت آلة الشفط في المحافظة على سلامة معظم الوظائف العصبية بالدماغ وفق نتائج دراسات شملت مجموعة من المصابين بالجلطة، كانوا معرضين اما للموت أم لاعاقة جسدية شبه دائمة.
على غرار ما يحصل في عملية تمييل القلب، يستعمل الطبيب قسطرة يتم ادخالها من شريان الفخذ. يقود الطبيب هذه القسطرة لغاية أوعية الدم بالرأس حيث توجد خثرة الدم. ولا تتطلب هذه العملية البنج العام، وتستغرق 60 الى 90 دقيقة تحت مراقبة راديولوجية مكثفة. وتسجل التقنية الكندية منافع استثنائية لدى انسداد الأوعية الدموية الكبرى بالدماغ، أم الشريان القاعدي، الذي يغذي مناطق حيوية بالدماغ ويؤول انسداده الى الوفاة في 90 في المئة من الحالات.
التعليقات