طلال سلامة من برن (سويسرا): يتحول وجع الصدر أحيانًا الى وحش ضار. وفي الحقيقة، فان هذا الوجع يصيب 4 من أصل 10 أشخاص، حول العالم، يوماً ما أثناء دورة حياتهم. ويصعب على الأطباء تفسير هذا الوجع لكونه لا يتعلق دوماً بالقلب. ولتحليل هذا الوجع، بصورة سهلة وسريعة، قام الأطباء الألمان، من جامعة ماربورغ، بصوغ فحص مصغر، يعتمد على لائحة مكونة من خمسة أسئلة يطرحها الطبيب وخمسة أجوبة عليها من قبل المريض. هكذا، يتمكن الطبيب من فهم اذا ما كان الوجع سببه مشاكل في الشرايين التاجية أم لا. هذا وتحتوي اللائحة على خمسة مؤشرات يكفي أن يلاقي ثلاثة منها تأكيداً، من قبل المريض، كي ينجح الطبيب بنسبة 90 في المئة أن يستنتج بأن وجع الصدر بداية للسكتة القلبية أم لمرض في الشرايين التاجية.

يذكر أن العديد من ضحايا السكتة القلبية زاروا طبيبهم حتى قبل شهر واحد من وفاتهم. مع ذلك، فانهم لم يخضعوا لأي علاج مناسب. اذ ان تشخيص الذبحة أم السكتة القلبية غير سهل دوماً لا سيما لدى النساء والمسنين ومرضى السكري. فعوارض أمراض الشرايين التاجية لديهم صعبة التقصي وخداعة.

عادة، يبدأ وجع الصدر من وراء القفص الصدري، ويتمحور حول الجزء اليسار من الصدر أم فم المعدة. بعد ذلك، تتفشى quot;عضةquot; الوجع هذه نحو الذراع والكتف والظهر والرقبة والحنك. وفي حال عانى الموجوع من لعيان نفس وتعرق وصعوبة في التنفس فان احتمال بداية السكتة القلبية عال جداً.

وعندما تكون الشرايين التاجية مسدودة من جراء تراكم الصفائح الدموية داخلها فانها لا تنجح في تلبية طلب الأكسجين الذي تحتاجه عضلة القلب. اذن، فان تدفق الدم في بعض مناطق الجسم يتراجع أم يتوقف مؤقتاً. ما يسبب وجعاً يعزى الى الذبحة القلبية التي تحض القلب على العمل أكثر. بيد أن وجع الذبحة القلبية يتلاشى بعد دقائق معدودة. لدى الاصابة بالسكتة، فان هذا الوجع لا يتوقف ويسوء بسرعة.