على طول المحيط الأطلسي، تقع مدينة الجديدة المغربية، عاصمة محافظة دكالة، وهي تقريبا شبه جزيرة. وتتميز هذه المدينة بشواطئها الجميلة، كسيدي بوزيد، وشاطئ الحوزية، وشاطئ دوفيل، كما توجد في المحافظة أيضًا شواطئ أخرى شهيرة مثل شاطئ الوالدية، ومدن صغيرة مجاورة أخذت حظها من المعمار الاسباني والبرتغالي.
سيدي بوزيد: تعتبر قرية سيدي بوزيد، الذي يحلو للبعض أن يصفه بـ quot;هاوايquot; المغرب، قرية سياحية، تجلب سنويًا آلاف الزائرين، من مغاربة مقيمين في الخارج، وسياح عرب وأجانب. وتحولت هذه القرية إلى متنفس الهاربين من حرارة العاصمة الحمراء مراكش، وأيضًا الباحثين عن تغيير الأجواء من سكان العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، ما جعلها تشكو ممّا يشبه حالة اختناق، سواء في ما يخص حركة السير، أو تأجير منازل لقضاء عطل قصيرة، ما جعل الجانب الأمني يشكو من ارتباك واضح.
يقول سعيد بن إدريس، موظف بمدينة مراكش، quot;مع تواصل ارتفاع درجات الحرارة، فكرت في قضاء عطلة نهاية الأسبوع في سيدي بوزيد، لكنني فوجئت بلائحة الأثمان الخيالية للإيجار، إذ فاقت 2000 درهم (حوالى 210 دولارات) لليلة الواحدة، وهذا مبلغ كثير جدًا، في حين أن المنازل غير المفروشة بشكل جيد، وبعيدة شيئًا ما من البحر وصلت فيها الأثمان إلى 800 درهم (حوالى 90 دولارًا) لليلة الواحدةquot;.
وأكد سعيد، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أنه quot;رغم هذا الارتفاع المهول للأثمان، إلا أن مختلف quot;الشاليهاتquot;، والفيلات الصغيرة، والمنزل القريب من البحر محجوزة، ما اضطرني إلى قضاء يوم واحد في الشاطئ، والعودة ليلا إلى مراكش، لكون هذه الأسعار تفوق طاقتيquot;.
وتتمتع القرية بمؤهلات سياحية عالمية، إذ أنها باتت من الفضاءات السياحية التي تعد حكرًا على الطبقة الميسورة، كما أنها تعد مقصد كبار المسؤولين المحليين في المغرب. وتتميز سيدي بوزيد بكورنيش جميل جدًا، كما أن زرقة مياهه تغري مختلف الزوار بالسباحة، بينما لا يتوانى هواة الرياضات المائية في ممارسة quot;الجيت سكيquot;.
يقول رشيد البخاري، موظف في القطاع الخاص في مدينة الدار البيضاء، quot;القرية جميلة، وتحفل الفضاءات الترفيهية، وهذا يجعلها القبلة المفضلة للشباب، وأيضا من يعشق السياحة الراقيةquot;. وأوضح رشيد، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن quot;هذه القرية يجب استغلالها بشكل أكبر، لكونها أضحت القبلة السياحية الأولى لمجموعة من السياح المحليين ذوي الدخل العاليquot;.
يشار إلى أن مدينة الجديدة تتمتع بمآثر عمرانية تاريخية تعود إلى القرن السادس عشر، أبرزها quot;المدينة البرتغاليةquot; والميناء. وتنعقد فيها مواسم متعدّدة أشهرها موسم quot;مولاي عبد الله أمغارquot;، الذي يتضمن أنشطة متنوعة، منها الرقصات الفلكلورية، ولعبة الصقور، وبالخصوص لعبة quot;التبوريداquot; (لعبة الخيالة التي تنتهي بإطلاق النار/البارود من البنادق) التي تحظى بشعبية كبيرة وتكون مناسبة فريدة بالنسبة إلى الفرسان لإبراز مهاراتهم في ركوب الخيل وفي استعمال البنادق النارية.
وحملت هذه المدينة العريقة أسماء متعدّدة، فالرومان أطلقوا عليها اسم quot;روزيبيسquot;، حسب ما حكاه quot;بتوليميوسquot; عن رحلته لغرب إفريقيا. وفي القرن السادس عشر، احتل البرتغاليون المنطقة لأهمية موقعها الاستراتيجي على الساحل الغربي وشيدوا بها، سنة 1506 قلعة ومدينة سموها quot;مازكانquot;.
ولم يتمكن السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله من تحريرها إلا سنة 1769 بعد حصار طويل، لكن البرتغاليين قاموا بتفجير عدة قنابل مع مغادرتها فتهدمت معظم بناياتها. وظلت مهجورة وتدعى quot;المهدومةquot; إلى أن أمر السلطان مولاي عبد الرحمن بترميمها، وإعادة بنائها سنة 1832 وأطلق عليها بعد ذلك اسم quot;الجديدةquot;.
وبعد فرض quot;الحمايةquot; الفرنسية على المغرب سنة 1912، حملت المدينة من جديد اسم quot;مازكانquot;، ووصفها الجنرال quot;ليوطيquot; (أول حاكم فرنسي على المغرب) بـquot;دوفيل المغربquot;. واستعادت المدينة اسم quot;الجديدةquot;، إثر استقلال البلاد.
التعليقات