يطالب خبراء بيئيون في الاردن الحكومة بضرورة اخضاع جميع المشاريع والبرامج بما في ذلك السياسات والاستراتيجيات لعملية تقييم الأثر البيئي لها، وإيجاد استراتيجية وطنية لرصد ظاهرة وأعراض التغيّر المناخي ووضع الاليات المناسبة للتخفيف من الظاهرة والتكيف مع الاثار المتوقعة لتغيّر المناخ في بلد كالأردن يعاني من شحة المياه وانحسار المناطق الخضراء. وقد تسبب الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة في الاردن باطلاق تحذيرات من قبل خبراء ببث برامج توعية بيئية واستحداث خطط لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري.

الإمارات تحاول صدّ البحر قبل أن يبتلعها

قاضي قضاة فلسطين: نهاية الكون لا يعلمها الا الله

رانيا تادرس من عمان: الحرارة غير المسبوقة التي عانى منها ولمّا يزل الاردن سببها، وفق الخبراء، كظاهرة الاحتباس الحراري التي تعاني منه الكرة الارضية واتساع ثقب الاوزون، هي حالة طبيعيةومن أعراض التغير المناخي.

وقد بدأ الخبراء يطلقون تحذيرات ويطالبون الحكومة الاردنية ببرامج توعية وخطط لمواجهة اثار التغير المناخي الذي تتجلى اثارها بارتفاعات كبيرة على درجات الحرارة لان اثارها متعددة سواء على الانتاج الغذائي في البلد، واثارها الصحية التي تنجم عنها امراض كثيرة ووفيات وفق منظمة الصحة العالمية بأن التغير المناخي قد اسهم بوفاة اكثر من 150 الف شخص سنويًّا.

في وقت تحذر فيه دراسات لخبراء بيئيين من تدهور كبير في مناخ الأرض، تواصل قمم الدول الكبرى، والصناعية خاصة،احراز الفشل في التوصل لاتفاق خاص بتقليص الانبعاثات الحرارية التي تتسبب بالاحتباس الحراري والتغييرات المناخية الكبيرة كارتفاع وانخاض درجة حرارة الأرض، واندلاع الحرائق في الغابات والتسبب في الفيضانات التي ربط الخبراء فيما بينها خصوصًا التي اندلعت أخيرًا في كل من روسيا وباكستان.

من جانب آخر هناك من يربط بين التغييرات المناخية والبعد الديني معتبرا انها عبارة عن غضب الهي يكون مقدمة لحلول يوم القيامة. وقد يربطه البعض مع ما تتوقعه حضارة المايا من أن عام 2012 سيشهد يوم نهاية الارض أو يوم القيامة.

إيلاف تفتح هذا الملف البيئي لتوضيح صورة هذه الكارثة من خلال تقارير ولقاءات مع خبراء ورجال دين عبر مراسليها من عدة عواصم.

والخبراء يؤكدون ان ارتفاع درجة حرارة الارض سيؤدي الى فيضانات وعواصف وجفاف، وكذلك من المتوقع تضاعف الوفيات جراء ارتفاع الحرارة عن المعدل الحالي بحلول 202، وستزيد من مخاطر العدوى التي ينقلها البعوض، اضافة الى تناقص انتاج المحاصيل والطعام.

علميًا، يربط العلماء ارتفاع درجات الحرارة بما يسمى بظاهرة الاحتباس الحراري والتفاعلات التي تحدث في الشمس بحكم التغيرات على الارض سواء كان بتأثير مباشر من الانسان بفعل المفاعلات والعولمة والتقدم الصناعي كما يقول الاستاذ خبير التراب الطبيعي وهندسة البيئة في الجامعة الهاشمية الدكتور محمد ملاعبة ويعّرف الدكتور الاحتباس الحراري الارتفاع التدريجي في درجة حرارة الطبقة السفلى القريبة من سطح الأرض من الغلاف الجوي المحيط بالأرض. وسبب هذا الارتفاع هو زيادة انبعاث الغازات الدفيئة أو غازات الصوبة الخضراء.

فيما يتفق رئيس الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة الدكتور عودة الجيوسي بما ذهب اليه الدكتور الملاعبة ان ما يحدث تغيرات في الارض بفعل التقدم الصناعي واثر التنمية الاقتصادية والعولمة احدث مشاكل التغير المناخي التي تظهر جليًا بارتفاع درجات الحرارة على الارض.

وفي ظل الحديث عن تغير شكل الارض في المفهوم العلمي عبر الالاف السنين فالتساؤل الذي يطرح كم بقي من عمر الارض؟ يؤكد الدكتو ر الجيوسي انه من الصعوبة التنبؤ بمسألة عمر الارض.

لكن بخصوص عمر الارض يقول الدكتور الملاعبة إن عمر الارض متذبذب بسبب عوامل التبريد والتسخين التي تتحكم بحركة الارض، فإذا كانت حركتها بطئية تستغرق عقودًا طويلة.

والاردن كبلد فقير في المساحة الخضراء وشح الموراد المائية، تنحصر المخاوف لديه ليس في الحرائق بحكم ان مساحتها هي صحارى قاحلة حيث انها ليست عرضة للفيضانات والسبب وفق الدكتور الملاعبة والجيوسي يعود الى ان الاردن فقير مائيا ويعاني من شح في الموارد المائية.

التهديد الحقيقي للاردن يكمن في مسألة الجفاف وكذلك انحصار الرقعة الخضراء التي هي اساسًا قليلة ولاتذكر بحسب الدكتور ملاعبة.

ولكن الجانب الاخر سريع التأثر بمسألة ارتفاع درجات الحرارة هو جسم الانسان وصحته خصوصًا ان قدرة جسم عن اخر تختلف في تحمل ارتفاعات درجات الحرارة فمسألة التأقلم تعتمد على مرتكزات اساسية وفق عميد كلية الطب في الجامعة الهاشمية الدكتور ماضي الجغبير ان ارتفاع درجة الحرارة بصورة اعلى من درجة الجسم الطبيعية يصبح هناك صعوبة في تأقلم جسم الانسان على درجة الحرارة خصوصًا اذا جاءت فجأة.

مضيفًا ان العمر يؤدي دورًا في حجم تأثير درجات الحرارة على صحة الانسان، حيث ان الفئات الاشد تضررًا بارتفاع درجات كما يقول الدكتور غبير هي فئات صغار السن خصوصًا الرضع، وكذلك كبار السن، اضافة الى الفئات التي تعاني من سمنة زائدة، أضف إلى المصابين بأمراض الكلي والقلبquot;، مستدركًا quot;ومن الفئات المتضررة هي تلك التي تتعاطى الكحولquot;.

ولكن آثارالحرارة ومضاعفاتها تظهر من خلال أعراض غير مباشرة، ولعل ابرزها كما يشير الدكتور الجغبير العصبية الزائدة، وزيادة ارتكاب الحوادث.
اما الامراض الناجمة عن استمرار ارتفاع درجات الحرارة تغير لون الجلد واحمرار قد يصل الى الحرق خصوصًا ان درجات الحرارة المعلنة تعطي في الظل فمثلاً عند الاعلان ان درجة الحرارة 45 تكون فعليًا بين 50الى 52.

وكذلك من الاثار الشعور بالارهاق نتيجة لفقدان الاملاح وكذلك الم ومغص في العضلات خصوصا البطن والظهر.

من جانبه، يقول رئيس جمعية الارض والانسان لدعم التنمية زياد العلاونة ان صانع القرار في الحكومة الاردنية لا اهتمام لديه بأهم مسألة تشغل العالم وهو التغير المناخي الذي باتت اثاره واضحة خصوصًا مسألة ارتفاع قياسي في درجات الحرارة في الاردن. مؤكدًا أن quot;على الحكومة دق جرس الخطر والاهتمام بملف التغيّر المناخي لمواجهة اي تطورات قد تحدث.

مقترحًا quot;اجراءات متعددة للحماية من اثار التغير المناخي والمساهمة في تغيير انماط استهلاك الطاقة على غرار ترشيد استخدام الكهرباء في المنازل، واستعمال الاجهزة الموفرة للكهرباء، واستخدام استخدم السخان الشمسي لتسخين المياه وكذلك استخدم المواد العازلة ان كنت عازمًا على بناء بيت جديد فهي تقلل من استهلاك الطاقة صيفا وشتاءً، وكذلك زراعة الاشجار التي تمتص ثاني اوكسيد الكربون المسؤول عن ارتفاع درجة حرارة الارض.

ويقترح العلاونة بدوره مجموعة من السياسات والاستراتيجيات على الحكومة الاردنية القيام بها لمواجهة اخطار التغير المناخي منها مثلا اخضاع جميع المشاريع والبرامج بما في ذلك السياسات والاستراتيجيات لعملية تقييم الاثر البيئي لها، وكذلك ايجاد استراتيجية وطنية لرصد ظاهرة واعراض التغير المناخي ووضع الاليات المناسبة للتخفيف من الظاهرة والتكيف مع الاثار المتوقعة لتغير المناخ. اضافة الى تعزيز القدرات الوطنية في مجال التوعية بخطورة ظاهرة التغير المناخي، الى جانب ادماج السياسات المتعلقة بالتغير المناخي في السياسات الخاصة بالقطاعات الاخرى.

ويعتقد العلاونة انه يجب عمل دراسات وابحاث طويلة الامد لتقييم اثر التغير المناخي على الموارد الطبيعية وعلى وجه الخصوص التنوع الحيوي و الغطاء النباتي والمياه والغابات والحرائق والجفاف وانعكاساتها على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية.

غير ان الدكتور الملاعبة يري انه quot;على الادارة الحكومية عمل برامج لضمان المحافظة على الامن المائي والغذائي، وكذلك البدء ببرامج التوعية، وعمل مشاريع دولية للتقليل من اثار التغير المناخي.

اما الدكتور الجيوسي يؤكد على ان الحكومة عليها وضع خطط طوارئ حقيقة لمواجهة الازمات التي بدأت تظهر ويجب ان يكون هناك تنسيق وتعاون عربي قبل تفاقم المشكلة.

فيما يرى الشرع في موضوع التعليق على الظاهرة الطبيعية وكأنها مقدمة على علامات القيامة والساعة وغضب الهي يقول عميد كلية الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتورالشيخ محمد المجالي ان ساعة القيامة لايعلم بها غير الله وحده quot;.مضيفا لـquot; ايلاف quot; ان ما يحدث من ارتفاع درجات الحرارة على الارض هي حالة طبيعة وعلميا يرجعها العلماء انها تعود الى ظاهر الاحتباس الحراري واتساع ثقب طبقة الاوزون quot;.

مؤكدًا ان القران الكريم لا يتضمن نصًّا صريحًا يتحدث عن ارتفاع درجة الحرارة كعلامة من علامات القيامة. ويعدد الدكتور الشيخ المجالي علامات الساعة قائلاً انها ثلاث علامات صغرى تتضمن ثلاثة اقسام بعضها حدث وانتهى كقضية البعث وبعضها يحدث حاليًا، والقسم الثالث لم يحدث على سبيل المثال كما يذكر الدكتور المجالي انحسار الفرات عن جبل من ذهب، وقتال المسلمين مع اليهود، وخروج المهدي.

ويتابع حديثة عن الشق الثاني من علامات يوم القيامة وهي الكبري وتتضمن عشر علامات لعل ابرزها طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابه التي تتكلم للناس، وخروج الدّجال، وخروج النار من عدن، ونزول عيسي عليه السلام ويقتل الدّجال، وحدوث ثلاثة خسوف المشرق والمغرب وجزيرة العرب.

ويرفض الشيخ الدكتور المجالي مقولات ان العالم ينتهي العام 2012وان علامات بدأت تظهر لان اللهقد يعاقب شعوبًا واممًا في الفيضانات والمجاعات، خصوصًا ان هناك في الدين ما يسمي بالابتلاء.

ويؤكد على مسألة مهمّة وهي ان تحديد ساعة القيامة امر لا يجوز لأن زمانها ومن يعلم بها هو الله وحده.