يهدف عدد من كبار علماء المناخ لإنشاء بنك معلومات يعطي تنبؤات جوية بدقة لم يُعهد لها نظير من قبل.

يجتمع في بريطانيا هذا الاسبوع لفيف من كبار علماء المناخ لاقرار خطط مشروع من شأنه تطوير قدرتهم على التنبؤ بالكوارث المناخية. ويهدف المشروع الى إنشاء بنك معلومات يعطي تنبؤات جوية بدقة لم يُعهد لها نظير من قبل.

تتضمن خطط العلماء بناء شبكة عالمية من محطات الارصاد الجوي توفر قراءات يومية لدرجات الحرارة في اي بقعة من الكرة الأرضية. ولا تُقدم في الوقت الحاضر إلا قراءات شهرية لدرجات الحرارة في الولايات المتحدة واوروبا دون ان تغطي هذه القراءات مناطق مهمة مناخيا مثل افريقيا وغابات الأمزون والقطب الجنوبي.

كما يعتزم العلماء رقمنة السجلات البحرية القديمة لبناء مستودع من المعلومات عن الأنماط المناخية التاريخية. ويسعى المشروع ايضا الى اقناع دول عديدة ترفض حاليا تقديم معلومات الارصاد فيها الى بقية العالم بفتح بنك معلوماتها في هذا المجال.

ويتوجه المشروع الى شركات الانترنت مثل غوغل وغالاكسي زو لمساعدة المتطوعين على فك شفرة البيانات. وبهذه الطريقة يطمح خبراء الارصاد الجوية في تحسين تنبؤاتهم.

ونقلت صحيفة الغارديان عن رئيس قسم مراقبة المناخ في مركز الارصاد البريطاني بيتر سكوت قوله ان من الواضح الآن ان البشرية تغير المناخ من خلال غازات الاحتباس الحراري التي تُضخ في الجو quot;ولكننا لا نعرف حتى الآن تأثير هذه التغيرات على منطقة بعينها ولا بد ان نعرف هذا التأثيرquot;.

واضاف سكوت ان على العلماء ان يجيبوا عن اسئلة اساسية منها ما إذا كان موسم الامطار في الهند سيتأخر، ودورة التغيرات التي تحدث في مواسم الجفاف في القرن الأفريقي وما إذا كانت اوروبا ستتعرض الى موجات حرارة شديدة في المستقبل.

وكانت الأشهر الماضية شهدت الضباب المخلوط بالدخان يغلف مدينة موسكو وانفصال جزيرة ضخمة من الجليد عن غرينلاند ومقتل نحو 2000 شخص وتشرد ملايين بسبب الفيضات التي اجتاحت مناطق من باكستان. ويتوقع العلماء حدوث مزيد من هذه الكوارث البيئية مع تفاقم التغير المناخي. وهم يريدون ان يتعلموا كيف يتنبؤون بمثل هذه الحوادث وتنبيه المناطق المهددة بتحذيرات دقيقة عن الكوارث المحتملة.

ولكن قدرة العلماء على تقديم مثل هذه الخدمات يحددها نقص المعلومات التي يتلقونها من محطات الارصاد في انحاء العالم. ورغم وجود اكثر من 600 محطة كهذه توفر معلومات عن درجات الحرارة والريح والترسبات وغيرها من المتغيرات فان هذه المحطات لا تعطي إلا معدلات شهرية عن منطقة محددة.