بيروت : حذّر وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن الإثنين من اقتراب لبنان من السيناريو الأوروبي بعدما بلغت نسبة الإصابات بفيروس كورونا المستجد "الذروة" خلال الأيام القليلة الماضية.

وسجّل عداد الإصابات حتى مساء الأحد 44,482 بينها 406 وفيات، فيما فرضت على 111 قرية وبلدة تدابير عزل منذ صباح الأحد لمدة ثمانية أيام، مع تعذّر فرض اغلاق عام في البلاد التي تواجه أسوأ أزماتها الاقتصادية.

وقال وزير الصحة خلال ترؤسه اجتماعاً في الوزارة إن "نسبة الإصابة في لبنان تبلغ 120 على كل مئة ألف نسمة أسبوعياً، وهذه النسبة التي تعتبر الذروة في تسجيل الإصابات تجعلنا نقترب من المشاهد الأوروبية".

الفرصة الأخيرة

ونبّه إلى أنّ نسبة الوفيات "بلغت الذروة في الآونة الأخيرة وسجلت 1,2 في المئة"، داعياً إلى "عدم الاستخفاف بهذه النسبة".

وشدد حسن على أن "النجاح في القرار الجريء في إقفال عدد من البلدات هو الفرصة الأخيرة".

ويتعين على سكان البلدات والقرى المشمولة بالقرار، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية في نهاية الأسبوع، "التزام منازلهم" مع توقف العمل في المؤسسات العامة والخاصة والغاء المناسبات الاجتماعية والدينية، باستثناء المؤسسات الصحية والصيدليات والأفران.

وتعمل وزارة الصحة حالياً على رفع الجهوزية لتأمين 300 سرير في العناية الفائقة، وفق حسن، بعدما حال انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس دول بلوغ هذا الهدف.

وحضّ وزير الصحة القطاع الاستشفائي الخاص على التجاوب بسرعة أكبر، إذ أن 15 مستشفى خاصاً من إجمالي 130 فقط يستقبلون مصابي كوفيد-19، معتبراً ذلك "خللاً وتهرباً من المسؤولية".

وحذّر من أنه "ليس لدينا ترف الوقت والمطلوب مشاركة مسؤولة من قبل كل المستشفيات لنجدة المواطن اللبناني".

وتخشى السلطات من أن الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات قد يربك القطاع الصحي الهش أساساً في البلاد، خصوصاً على وقع الضغط الذي رتبه انفجار بيروت على كبرى مستشفيات العاصمة مع وجود عدد كبير من الضحايا وخروج ثلاث مستشفيات على الأقل من الخدمة.

وسجّلت يوم السبت 1321 حالة في معدل إصابات قياسي.

وغرّد الدكتور فراس أبيض، مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي الذي يقود جهود التصدي للوباء في البلاد الأحد "الكثير من المستشفيات وصلت الى قدرتها الاستيعابية وبعض المرضى احتاجوا الى البقاء في الطوارئ أو الانتقال لمسافات طويلة للحصول على سرير في العناية المركزة".