إيلاف من بيروت: إشارات غير مطمئة بدأت تظهر في الولايات المتحدة، فسلالة فيروس دلتا الخطير نتتشر بسرعة كبيرة في أميركا، وقد تصبح البلاد تحت وطأة هذه السلالة في غضون أسابيع.

هذه النتائج المقلقة توصل إليها بحث حلل أكثر من 242000 إصابة على مستوى البلاد خلال الأشهر الستة الماضية، بحسب تقرير نشره موقع "الحرة".

متغير دلتا تم تحديده لأول مرة في الهند، هو الأكثر عدوى حتى الآن ، ومن بين أولئك الذين لم يتم تطعيمهم بعد، قد يتسبب لهم بضاعفات صحية خطيرة، مقارنة بما تسببه السلالات الأخرى، كما يقول العلماء الذين يتتبعون انتشار العدوى.

البحث حلل نتائج اختبار PCR ونتائج التسلسل الفيروسي للعينات التي تم جمعها في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وأظهرت النتائج أن السلالات الأولى من فيروس كورونا لم تعد هي المسؤولة عن الحالات الجديدة للإصابة، فقد انخفضت النسبة المئوية للحالات الإيجابية لكوفيد سارس- 2 من 70 في المئة في أبريل 2021 إلى 42 في المئة في ستة أسابيع فقط.

لكن التحليل كشف نموا سريعا للمتغيرات الجديدة أي متحور دلتا، وهو ما يتوافق مع التقارير الواردة من البلدان الأخرى مثل الهند. وشف التحليل أن المتحور دلتا ينمو بشكل أسرع في المقاطعات ذات معدل التطعيم المنخفض.

وفي حين ضرب المتحور الهند بقسوة شديدة، فقد سجلت حالات إصابة به في بريطانيا، كما أن التحذيرات باتت كبيرة من أن المتحور ينتشر في الولايات المتحدة أيضا وقد يصبح السلالة الغالبة من الفيروس في البلاد مالم يوقفه التطعيم الواسع، بحسب موقع NPR الإخباري.

وحتى الآن، بلغت نسبة المصابين بهذا المتحور ما لا يقل عن 14 بالمئة من جميع الإصابات الجديدة، وفقا لتحليل نحو 250 ألف إصابة في جميع أنحاء البلاد خلال الأشهر الماضية، التي شملها البحث التحليلي.

ويقول، ويليام لي، نائب رئيس العلوم في شركة "هيليكس" التي تساعد CDC مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" على تتبع المتغيرات إنه "بالتأكيد أمر مثير للقلق"، مضيفا "مجرد حقيقة أن المتحور قابل للعدوى بهذه السرعة يعني أنه أمر خطير".

ويضيف لي "أعتقد أنك سترى تفشي دلتا في جميع أنحاء البلاد كما سيمرض منه المزيد من الناس."

وأطلقت هيليكس الدراسة عندما رصد الباحثون انخفاضا في انتشار متحور ألفا، وهي سلالة معدية رصدت أول مرة في المملكة المتحدة وسرعان ما أصبحت مهيمنة هناك وفي الولايات المتحدة.

ويرجع الانخفاض إلى زيادة سريعة في اثنين من المتغيرات الأخرى، المتحور غاما، الذي رصد لأول مرة في البرازيل، والمتحور دلتا.

وغاما قد يكون أقل خطورة من السلالة الأصلية للفيروس في مواجهة اللقاحات، بحسب باحثين.

وحتى الآن، جرى تطعيم أكثر من 150 مليون شخص في الولايات المتحدة بالكامل ، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

ومع أن اللقاحات توفر حماية قوية ضد جميع هذه السلالات، لكن الانتشار السريع للمتغيرات لا يزال يثير القلق بسبب العدد الكبير من الناس الذين لا يزالون غير مطعمين.

ويقول الدكتور جيريمي لوبان، عالم الفيروسات في كلية الطب بجامعة ماساتشوستس للموقع "لا تزال هناك أجزاء كبيرة من البلاد حيث معدلات التطعيم منخفضة للغاية".

وبسبب "الجيوب" التي ينتشر فيها غير الملقحين، يمكن أن يؤدي متغير دلتا إلى موجة من العدوى عبر أجزاء كثيرة من الولايات المتحدة.

وتشير التوقعات إلى أن الإصابات يمكن أن تبدأ في الارتفاع مرة أخرى في وقت قريب من يوليو، إذا استمرت معدلات التلقيح على وضعها.

ومع أن اللقاحات لا تقدم وقاية تامة من المرض، إلا أنها تساهم بشكل كبير في تخفيف أعراضه وخطورته، بالإضافة طبعا إلى الوقاية منه.

وأشارت أرقام سجلتها وزارة الصحة الأميركية إلى أن نحو 4 آلاف شخص من ولاية ماساتشوستس الأميركية أصيبوا بالفيروس على الرغم من تلقيهم جرعتي اللقاح.

ويبلغ عدد متلقي اللقاح في الولاية نحو أربعة ملايين، أي أن المرضى تبلغ نسبتهم واحدا بالألف فقط، وهي نسبة منخفضة.

وقبل التلقيح، سجلت الولاية أعداد إصابات تجاوزت خمسة آلاف إصابة في اليوم، لكنها انخفضت الآن لتصل إلى 49 فقط.

ونقلت شبكة FOX الإخبارية الأميركية عن تود إليرين، وهو متخصص في الأمراض المعدية تأكيده على الحاجة إلى تلقيح أكبر عدد ممكن من الناس بسبب المتغير الجديد.

ويقلق مسؤولو الصحة في الولايات وفي الحكومة الفيدرالية من ارتفاع جديد في شدة الإصابات بسبب شدة عدوى المتغير دلتا.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت من سرعة انتشار المتحور دلتا متوقعة أن يصبح المسيطر على حالات الإصابة بكورونا في العالم، ويبدو أن خطورة المتحور تتمثل في سرع انتقاله بين الناس وأعراضه الخطيرة التي تسبب أمراضا تهدد الحياة، لكن الخبراء يؤكدون أن التطعيم يقي إلى درجة كبيرة من المتحور دلتا كما أن الأعراض تكون أقل خطورة بالمقارنة مع من لم يتلقوا اللقاح.