صورة ميكروسكوبية
Getty Images

وافقت السلطات الصحية البريطانية على استخدام عقار جديد، لعلاج المصابين بفيروس كورونا باستخدام، زوجين من الجينات المصنعة معملياً لمهاجمة الفيروس.

وأكدت لندن أن عقار "رونابريف" أظهر قدرات جيدة على منع العدوى، وتقليل الحاجة لدخول المرضى المستشفيات لتلقي العلاج.

وكان العقار ضمن مجموعة من العقاقير التجريبية التي استخدمت لعلاج الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بعد إصابته بالعدوى، العام السابق.

لكن كلفة العقار مرتفعة لذلك من المحتمل قصر استخدامه على الحالات شديدة الخطورة.

وتهاجم الأجسام المضادة في العقار فيروس كورونا بشكل مختلف عن طريقة عمل العقاقير المتاحة حالياً، مثل عقار "ديكساميثازون" الذي يسبط مناعة الجسم، ويمنع الجهاز المناعي من الاستجابة الزائدة عن الحاجة في مقاومة الفيروس.

وكان هناك قلق من فشل العقار بعد محاولات أولية لعلاج مصابين باستخدام أجسام مناعية، جمعت من أجساد آخرين تعافوا من الإصابة.

ورغم ذلك تمكنت شركتا "ريجينيرون" و "وروش" من استنساخ الأجسام المضادة في المعمل، للوصول إلى أفضل صيغة جينية للعمل ضد الفيروس.

وبذلك أصبح العلاج أكثر فاعلية، وأظهر قدرة عالية على مساعدة المصابين، ومواجهة السلالات الجديدة أيضاً.

وتلتصق الأجسام المضادة، بالأطراف الجينية للخلايا التي اعتاد الفيروس استخدامها كمفتاح لدخولها.

ومن شأن ذلك أن يفشل الفيروس في اختراق المزيد من الخلايا السليمة في جسد المصاب، ومنعها من التفاقم، ما يمنح المناعة وقتاً إضافياً وقدرة عالية للقضاء على الفيروس.

الكلفة العالية

من المنتظر أن يستخدم العقار الجديد بأسرع وقت في خدمات الرعاية الصحية البريطانية
Getty Images
من المنتظر أن يستخدم العقار الجديد بأسرع وقت في خدمات الرعاية الصحية البريطانية

وقالت سامانثا واتكنسون، من الهيئة الصحية البريطانية التي صرحت باستخدام العقار "نشعر بالرضى عن درجة الأمان التي يوفرها هذا العقار".

ومن المنتظر أن يستخدم العقار الجديد بأسرع وقت في خدمات الرعاية الصحية البريطانية.

وتتراوح كلفة العقار بين ألف وألفي جنيه استرليني، مقابل برنامج علاجي يكفي مريضاً واحداً فقط، ويعود ذلك، إلى أن العقاقير التي تعتمد على الجينات الدقيقة أكثر تعقيداً من العقاقير الكيميائية المعروفة والتي تتوفر في الصيدليات.

ويعزز ذلك فكرة أن العقار الجديد لن يكون متوفراً للجميع، لكن سيقتصر استخدامه على المرضى الذين يعانون أعراضاً خطيرة في المستشفيات.

وتشير بيني وارد الأستاذة الصيدلانية في جامعة كينغز في لندن، إلى أن استخدام العلاج قد يقتصر على المرضى في المستشفيات، وربما يمنح لاحقاً لمن لا تستجيب أجسادهم للقاحات المضادة للفيروس.

من جانبه قال البروفيسور مارتن لاندري الذي قاد فريق العلاج التجريبي، في جامعة أوكسفورد، "لن يكون واقعياً أبداً مع ارتفاع كلفة العقار تقديمه لكل المرضى، حتى هؤلاء الذين بإمكانهم التعافي من دون الحاجة إليه".

أما شركة أسترازينيكا فأكدت أن عقارها الذي يستخدم الأجسام المضادة، يقلل احتمالات تفاقم الإصابة بالفيروس، بنسبة 77 بالمئة.

وأوضحت الشركة أن العقار يحقن في أجسام المرضى، ويوفر حماية تستمر 12 شهراً.

أما البروفيسور ميرون ليفين الذي قاد فريق العلاج التجريبي في جامعة كولورادو الأمريكية، فقال إن النتائج "رائعة" ويمكن أن يصبح العقار "وسيلة جديدة، في ترسانتنا العلاجية، لمساعدة البشرية، ودعم المرضى الذين يعانون أكثر من غيرهم على العودة إلى ممارسة حياتهم الطبيعية".