شرم الشيخ (مصر): يستقبل مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27) الرئيس البرازيلي المنتخب لويس إينياسيو لولا دا سيلفا مع ترقب خطته لحماية الأمازون بعد قطع كثيف لأشجار هذه الغابة المطيرة التي تعتبر "رئة العالم"، خلال عهد جايير بولسونارو.

وكتب اليساري لولا الذي تولى رئاسة البرازيل سابقاً بين العامين 2003 و2010، في تغربدة من شرم الشيخ في مصر حيث يعقد مؤتمر المناخ السنوي الذي تنظمه الأمم المتحدة "ستعود البرازيل مرجعاً على صعيد المناخ العالمي".

في عهد اليميني المتطرف بولسونارو، أصبحت البرازيل، وهي أكبر دولة في أميركا اللاتينية، معزولة على الساحة الدولية، بسبب سياسات تفاقم قطع أشجار الأمازون في غابة حيوية دمرت الحرائق جزءا كبيرا منها.

وكان الرئيس المنتهية ولايته يتخّذ قرارات تصبّ في مصلحة الصناعات الغذائية المكثفة والقطاع المنجمي ويقتطع في ميزانيات حماية البيئة.

في المقابل، وعد لولا بالعمل على وقف التام لقطع أشجار الغابات.

كلمة مرتقبة

وسيلقي كلمة مرتقبة جداً أمام مؤتمر شرم الشيخ عصر الأربعاء. وقد يعلن بحسب صحيفة "أوغلوبو" البرازيلية، أن بلاده مرشحة لاستضافة مؤتمر كوب30 في 2025.

ولم يجر الرئيس البرازيلي المنتخب أي لقاءات رسمية الثلاثاء، لكن يفترض أنه التقى المبعوث الأميركي الخاص حول المناخ جون كيري مساء الثلاثاء.

وذكرت الصحيفة نفسها أنه تعذّر عليه تلبية أكثر من عشرة طلبات للقاءات ثنائية على هامش كوب27 خلال زيارته الرسمية يومي الأربعاء والخميس.

ويشهد ذلك على الهالة التي يتمتع بها النقابي السابق الذي ينُظر إليه على أنه المنقذ المحتمل للأمازون والأكثر تعاطفا مع السكان الأصليين الذين يسكنون أراضيها.

وسيلتقي في كوب27 وفوداً من زعماء شعوب أصلية فضلا عن حكام ولايات برازيلية عدة موجودين في المؤتمر.

وتشكّل غابة الأمازون المدارية التي تقع 60% من مساحتها الإجمالية في البرازيل، أكبر بئر للكربون في العالم، وهي حيوية لمكافحة الاحترار المناخي.

وبسبب الاحترار وقطع الأشجار، باتت الغابة في وضع هش جداً. وأظهرت دراسة نشرت في آذار/مارس الماضي أن الغابة أصبحت تقترب بسرعة أكبر من المتوقع من "نقطة اللاعودة" التي قد تحولها إلى سافانا (أرض عشبية مع موسم جفاف طويل).

أولوية استراتيجية

وأكدت وزيرة البيئة البرازيلية السابقة مارينا سيلفا العضو في فريق الرئيس المنتخب والتي قد تتولى هذه الحقيبة مجدداً أن حماية الأمازون "ستشكّل أولوية استراتيجية" بعد تولي لولا مهامه في الأول من كانون الثاني/يناير 2023.

وأكدت أن بلادها ستتحرك "بوسائلها الخاصة" من دون أن تربط جهودها هذه باستئناف المساعدة الدولية التي علقتها دول عدة بسبب سياسات بولسونارو التي أعطت امتيازات للصناعات الغذائية على حساب غابة الأمازون.

إلا أن سيلفا رحبّت بإعلان النروج وألمانيا إثر فوز لولا استعدادهما لمعاودة الدعم المالي الذي توقف في 2019 بعيد وصول بولسونارو إلى السلطة. ودعت الولايات المتحدة إلى الانضمام لهذا الصندوق.

وقال دانييلا كوستا الناطقة باسم منظمة "غرينبيس" في البرازيل للشؤون البيئية "مع نفوذ لولا وسمعته على الساحة الدولية، وإزاء قلق العالم بأسره بشأن الأمازون، من الممكن جداً أن تبرم اتفاقات ثنائية" خلال المؤتمر.