شرم الشيخ (مصر): أكد الرئيس البرازيلي المنتخب لويس إينياسيو لولا دا سيلفا في مصر أن "البرازيل عادت" إلى الساحة الدولية مقترحا أن ينظم مؤتمر الأطراف حول المناخ في 2025 في "الأمازون" الرئة الخضراء الحيوية لتوازن المناخ وللتنوع الحيوي على مستوى العالم.

وأتى هذا الاعلان ليمد مفاوضات مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27) الدائرة في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر والعالقة في خلافات، بزخم جديد على غرار البيان الختامي لقمة قادة مجموعة العشرين في بالي الذي جدد التأكيد على أهداف مناخية طموحة.

وقال لولا الذي يتولى مهامه رسميا في الأول من كانون الثاني/يناير المقبل "سأتحدث إلى الأمين العام للأمم المتحدة (انطونيو غوتيريش) وأطلب منه تنظيم كوب30 في الأمازون".

وأكد لولا في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه نهاية تشرين الأول/أكتوبر "البرازيل يجب ألا تكون معزولة" على الساحة الدولية مشددا على أن بلاده "عادت وستكون قوة إيجابية لرفع التحديات العالمية" على ما جاء في تغريدة له الثلاثاء لدى وصوله إلى مصر.

في عهد الرئيس المنتهية ولايته اليميني المتطرف جايير بولسونارو، أصبحت البرازيل، وهي أكبر دولة في أميركا اللاتينية، معزولة على الساحة الدولية، بسبب سياسات روجت لقطاع الصناعات الغذائية والقطاع المنجمي مع ارتفاع كبير في قطع أشجار الغابات.

قطع الأشجار

في المقابل، وعد لولا بوقف قطع الأشحار تماما. ويلقي الرئيس البرازيلي المنتخب كلمة مرتقبة جدا أمام مؤتمر شرم الشيخ عصر الأربعاء يتوقع أن يعرض خلالها خطته في هذا المجال.

وألتقى لولا مساء الثلاثاء المبعوث الأميركي الخاص حول المناخ جون كيري الذي قال "سنعمل بجهد لتحقيق ذلك الهدف (حفظ الأمازون) مع حلفائنا".

وعقد لقاء أيضا مع المبعوث الصيني شي جينخوا، على ما كتب في تغريدة.

وفي دعم جديد لمفاوضات المناخ برعاية الأمم المتحدة، تضمن بيان ختامي لقادة مجموعة العشرين في بالي وعودا أساسية "بمواصلة الجهود" لحصر الاحترار المناخي في العالم ب1,5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الحقبة الصناعية.

وأكد البيان كذلك الالتزام بالتخلي عن الدعم "غير الفعال" للطاقة الأحفورية على المدى المتوسط. وتصدر عن دول مجموعة العشرين 80 % من انبعاثات غازات الدفيئة على المستوى العالمي.

وشهدت قمة العشرين كذلك لقاء أساسيا بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والصيني شي جينبينغ اللذين قررا معاودة التعاون بين البلدين في مجال المناخ علما أن الصين والولايات المتحدة هما على التوالي أكبر مسبيين للانبعاثات في العالم.

ورحب مراقبون بالبيان معتبرين أنه طريقة لتحفيز المفاوضات التي دخلت أيامها الأخيرة.

وقال أني داسغوبتا مدير مركز الأبحاث "وورلد ريسورسيز إنستيتوت"، "الإشارات الإيجابية من قمة مجموعة العشرين تعطي نفحة جديدة للمفاوضات في مصر".

ورأى هارجيت سينغ من شبكة "كلايمت أكشن نتوورك" التي تضم منظمات غير حكومية أن هذه التعهدات "إيجابية عموما" وتتعارض و"المسودة الضعيفة" للإعلان النهائي لكوب27.

نص اتفاق باريس حول المناخ المبرم العام 2015 على هدف حصر الاحترار دون الدرجتين مئويتين وإن امكن بحدود 1,5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية. وفيما كل عُشر من درجة مئوية يؤدي إلى كوارث مناخية كثيرة، تعهد الموقعون على الاتفاق العام الماضي خلال كوب26 في غلاسغو على إبقاء أكثر أهدافه طموحا "حية".

ويفيد مراقبون أن الصين والمملكة العربية السعودية أبلغتا حتى عن تحفظهما الذي سبق أن عبرتا عنه، على ذكر هدف 1,5 درجة مئوية في الإعلان الختامي، في حين يتوجه العالم إلى احترار كارثي قدره 2,8 درجة مئوية.

تشكّل غابة الأمازون المدارية التي تقع 60% من مساحتها الإجمالية في البرازيل، أكبر بئر للكربون في العالم، ومن هنا أهميتها القصوى لمكافحة الاحترار المناخي.

وبسبب الاحترار وقطع الأشجار، باتت الغابة في وضع هش جدا. وأظهرت دراسة نشرت في آذار/مارس الماضي أن الغابة أصبحت تقترب بسرعة أكبر من المتوقع من "نقطة اللاعودة" التي قد تحولها إلى سافانا (أرض عشبية مع موسم جفاف طويل).

وأكدت وزيرة البيئة البرازيلية السابقة مارينا سيلفا العضو في فريق الرئيس المنتخب والتي قد تتولى هذه الحقيبة مجددا أن حماية الأمازون "ستشكّل أولوية استراتيجية" بعد تولي لولا مهامه في الأول من كانون الثاني/يناير 2023.