إيلاف من نيويورك: من انقاص الوزن إلى علاج السكري، وصولاً إلى قائمة طويلة من الأمراض التي يعالجها دواء أوزمبيك، وآخرها التقليل بشكل كبير من آلام الركبة والمفاصل لدى الأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام، بفضل مادة السيماجلوتيد التي تستمر في تحقيق ما يشبه المعجزات العلاجية.
فقد توصلت دراسة جديدة واسعة النطاق إلى أن أدوية مثل أوزمبيك Ozempic يمكن أن تقلل بشكل كبير من آلام الركبة لدى الأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام المتوسطة إلى الشديدة، وفقاً لتقرير نشرته "نيويورك بوست" الخميس.
إن الشكل الأكثر شيوعًا لالتهاب المفاصل، وهو هشاشة العظام، يحدث في المقام الأول بسبب التآكل والتلف في الطبقة الواقية من الغضاريف في نهايات عظامنا.
قال الدكتور فيناي ك. أجراوال ، أخصائي إعادة بناء الورك والركبة في مركز لانجون بجامعة نيويورك، لصحيفة "ذا بوست " مؤخرًا : "تعتبر هشاشة العظام أكثر شيوعًا في مفاصل الورك، مما يسبب الألم في الفخذ وجوانب الوركين، ومفاصل الركبة، مما يؤدي إلى الألم في الجزء الأمامي أو الجانبين أو الجزء الخلفي من الركبتين".
أعرب الباحثون في الدراسة الأخيرة عن أملهم في أن تساعد أدوية السيماجلوتيد، التي تحاكي هرمون GLP-1 الطبيعي في الجسم والتي تم تطويرها في البداية لعلاج مرض السكري، في تخفيف الألم لدى مرضى هشاشة العظام.
الألم ينخفض بنسبة 50%
صرح الدكتور بوب كارتر، نائب مدير المعهد الوطني لالتهاب المفاصل وأمراض الجهاز العضلي الهيكلي والجلد، لصحيفة نيويورك تايمز هذا الأسبوع: "إن حجم التحسن لم نشهده من قبل مع أي عقار، لقد انخفضت آلام الركبة لديهم بنسبة 50% تقريبًا. وهذا أمر هائل".
ونشرت الدراسة التي استمرت 68 أسبوعا وأجرتها شركة ويجوفي وشركة نوفو نورديسك المصنعة لـ أوزمبيك ونشرت الأربعاء في مجلة نيو إنجلاند الطبية، على 407 مريضا يعانون من السمنة المفرطة وهشاشة العظام في الركبة.
لكي يتم إدراج المشاركين في القائمة، كان عليهم استيفاء معايير معينة، مثل تصلب الجسم في الصباح ووجود صوت في الركبتين، وفي بداية الدراسة، استخدم الباحثون مقياسًا للألم مكونًا من 100 نقطة لحساب الأداء الوظيفي والتصلب. وأبلغ المشاركون عن متوسط مستوى للألم بلغ 70.9 نقطة.
وقال الدكتور هينينج بليدال، الباحث الرئيسي في الدراسة وطبيب أمراض الروماتيزم في مستشفى جامعة كوبنهاجن، لصحيفة التايمز: "كانوا يعانون من آلام شديدة. لم يتمكنوا من ممارسة الرياضة. لقد أصبحوا محاصرين بركبتين مثل هذه"، وكان معظم المشاركين من الإناث، ومتوسط أعمارهم 56 عامًا ومتوسط مؤشر كتلة الجسم 40.3.
يُعتبر مؤشر كتلة الجسم الذي يبلغ 30 أو أعلى سمنة ، في حين يُعتبر مؤشر كتلة الجسم الذي يبلغ 40 أو أعلى سمنة مفرطة.
خضع جميع المشاركين لاستشارة التمارين الرياضية وتقييد السعرات الحرارية وتم توزيعهم بشكل عشوائي إما على دواء وهمي أو على دواء ويجوفي، الذي يوصف لفقدان الوزن لدى البالغين.
خسر أفراد المجموعة التي تناولت السيماجلوتيد ما معدله 13.7% من وزنهم الأولي، في حين خسر أفراد المجموعة التي تناولت الدواء الوهمي 3.2%.
وفي حين أن فقدان الوزن في المجموعة التي تناولت السيماجلوتيد يتوافق مع التأثيرات النموذجية لهذه الأدوية، إلا أن مستوى تخفيف الألم فاجأ الباحثين.
وفي ختام الدراسة، أبلغت مجموعة الدواء الوهمي عن انخفاض في الألم بمقدار 27.5 نقطة، في حين أبلغت مجموعة السيماجلوتيد عن انخفاض بمقدار 41.7 نقطة.
أفضل من حقن الستيرويد أو المسكنات
ويشير الخبراء إلى أنه باستثناء جراحة الركبة، فإن هذا الانخفاض المذهل في الألم أفضل من طرق العلاج الأخرى، بما في ذلك حقن الستيرويد أو مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية، والتي يمكن أن تسبب مع مرور الوقت تلفًا للأعضاء الداخلية .
"الخبر السار هو أن الجراحة تنجح مع معظم الناس"، كما يقول كارتر. "الخبر السيئ هو أنها باهظة التكلفة. نحن في حاجة ماسة إلى طريقة فعالة لعلاج آلام الركبة".
هناك بعض العوامل التي تؤدي إلى تسريع الإصابة بهشاشة العظام، مثل العمر والاستعداد الوراثي، وهي خارجة عن سيطرتنا، ولكن عوامل أخرى، مثل السمنة وممارسة التمارين الرياضية، تندرج ضمن هذه السيطرة.
كما أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يركبون الدراجات في كثير من الأحيان يكون لديهم فرصة أقل بكثير للإصابة بهشاشة العظام.
الأصل هو علاج السمنة
تؤدي السمنة بشكل خاص إلى تفاقم هشاشة العظام والألم المرتبط بها. تشير الدراسات إلى أن كل رطل من الوزن الزائد في الجسم يمكن أن يزيد الضغط على مفاصل الركبة، مما يخلق قوة أكبر بأربعة إلى ستة أضعاف على تلك المفاصل.
يمكن أن يكون عقار سيماجلوتيد فعالاً بشكل مضاعف كعلاج لهشاشة العظام. فهو يساعد المرضى على إنقاص الوزن مع تقليل الالتهاب. تعمل هذه الأدوية على تنشيط خلايا T المحددة، وهي خلايا الدم البيضاء الأساسية للجهاز المناعي، والتي يمكن أن يكون لها تأثيرات مضادة للالتهابات.
ويضيف هذا التطور الأخير فائدة محتملة أخرى إلى القائمة المتزايدة من الطرق التي قد يعمل بها السيماجلوتيد على تحسين الصحة العامة.
مكافحة أمراض الكلي
أظهرت دراسات حديثة أن أدوية مثل ويجوفي وأوزمبيك قد تساعد في مكافحة أمراض الكلى وقد تكون مفيدة في الوقاية من تعاطي المخدرات وعلاجها.
في إحدى التجارب السريرية، ارتبط استخدام دواء ويغوفي بتحسن القدرة على ممارسة التمارين الرياضية لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري وقصور القلب.
وفي شهر آذار (مارس)، تمت الموافقة على دواء ويغوفي لتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية وغيرها من مشاكل القلب والأوعية الدموية الخطيرة لدى المرضى الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
وأشارت الأبحاث الأولية أيضًا إلى أن السيماجلوتيد قد يحمي من التنكس العصبي والالتهاب العصبي، مما يعني أن الأدوية مثل أوزمبيك قد تحمي من مرض الزهايمر .
التعليقات