إيلاف من روما: قد تكون هي السيدة الوحيدة في عالمنا التي ولدت في القرن الـ 19 وعاشت حتى عام 2017، حيث تنفرد إيما مورانو المولودة في إيطاليا عام 1899 بوصفها آخر إنسان وُلد في القرن الـ19، ورحلت وعمرها 117 عاماً، أنها عاشت في 3 قرون.
أثمرت بساطة عاداتها عن طول عمرها الذي يمكن تفسيره لعاملينن وهما قرارها البقاء عازبة، ونظامها الغذائي الفريد. واللافت أن الأخير تضمن تناول الطعام نفسه يومياً، بجانب ملاعق كبيرة من مشروب خاص لتوليد الطاقة.
نظامها الغذائي كان يتكون من 3 بيضات يومياً، اثنتان نيئتان والأخيرة مطبوخة على شكل "عجة". وقد بدأت هذه العادة في سن الـ20 بعد تشخيص إصابتها بفقر الدم في أعقاب الحرب العالمية الأولى.
وكالة الصحافة الفرنسية، قالت إنها كانت حريصة على تناول البيض يومياً لأنه يمدها بالطاقة والعناصر الغذائية اللازمة للحفاظ على صحة مستقرة. كما كانت تستمتع بملعقة من "الجرابا" المصنوع منزلياً، وهو مشروب إيطالي غني بالأعشاب، بجانب بعض العنب.
قد يكون العامل الوراثي هو البطل
أما في سنواتها الأخيرة فقد اقتصر نظامها الغذائي على تناول بيضتين يومياً للحفاظ على مستوى أدنى من الطاقة من دون الاعتماد على الأدوية أو الأنظمة الغذائية المعقدة.
وعلى الرغم من حياة العمل النشطة والإرهاق الطبيعي الذي أصابها مع التقدم في العمر، فاجأت طبيبها كارلو بافا الذي أشرف على علاجها طوال 3 عقود تقريباً، فأكد أنها نادراً ما تناولت الفاكهة أو الخضراوات، وهي الأطعمة التي يُوصى بها عادةً لحياة صحية، مشيراً إلى أن طول عمرها ربما يكون نتاج عوامل وراثية.
اللافت أن والدتها عاشت حتى سن الـ91، في حين بلغت بعض أخواتها سن الـ100 عام أو تجاوزنها.
ورغم أن إيما تزوجت في سن الـ20، فذلك لم يكن اختياراً صدر عنها طواعية، وإنما تم اجبارها على الدخول في هذه العلاقة بعد فقدان الرجل الذي أحبته في أثناء الحرب العالمية الأولى، وانتهى الزواج بالانفصال عام 1938.
قررت العيش بمفردها
وبعد وفاة طفلها الوحيد، قررت العيش بمفردها؛ مما سمح لها بتجنب مزيد من الضغوط العاطفية. وقال أولئك الذين عرفوها عن قرب إن أحد أسرارها يكمن في قدرتها على البقاء غير منزعجة في مواجهة التعقيدات، والثبات، وعدم الانحراف عن خيارات حياتها.
النظام الغذائي للمعمرة الإيطالية
وبالعودة إلى النظام الغذائي للمعمرة الإيطالية، فقد ذكر موقع "هيلث لاين" أن البيض من بين أكثر الأطعمة المغذية على هذا الكوكب، فهو غني بالعناصر الغذائية مثل فيتاميني (د)، و(ب12) والفوسفور، ويحمل فوائد محتملة للكوليسترول.
يعود هذا بشكل أساسي إلى أنه يساعد على تحسين مستويات البروتين الدهني عالي الكثافة، أو الكوليسترول الجيد المرتبط بانخفاض خطر الإصابة بمشكلات صحية، مثل: أمراض القلب والسكتات الدماغية.
من جهتها، قالت اختصاصية التغذية لدى مؤسسة "يو كيه كير غايد"، هيلين بيل، لصحيفة "الميرور"، إن تناول البيض قد يكون مفيداً لفقدان الوزن أيضاً. وتابعت: "وفق تجربتي، فإن تناول البيض وجبةً خفيفة يمكن أن يحمل فوائد كبيرة فيما يخص فقدان الوزن. والبيض غني بالبروتين، مما يساعد على زيادة الشعور بالشبع لفترة أطول".
وأضافت: "يمكن أن يقلل هذا من إجمالي السعرات الحرارية التي يتناولها المرء على مدار اليوم، لكن من المهم مراقبة أحجام حصص الطعام، وإعدادها بطريقة صحية، مثل السلق، لتجنب إضافة الدهون غير الضرورية".
مع ذلك، فإن اتباع نظام غذائي متوازن أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الصحة الجيدة، فيجب أن يتضمن، عموماً، ما لا يقل على 5 حصص من الفاكهة والخضراوات يومياً، بجانب الألياف، ومنتجات الألبان، والبروتين وكثير من السوائل.
التعليقات