إيلاف من لندن: أشارت دراسة بحثية جديدة إلى أن الشعور بالهدف يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض الخرف الذي يدمر الذاكرة، فالتمسك بالحياة، وتجديد الأهداف والدوافع هو العلاج المجاني، والوقاية المضمونة بنسبة كبيرة من الإصابة بالخرف في العمر المتقدم.
وتحديداً أظهرت دراسة جديدة، نشرت في المجلة الأميركية للطب النفسي الشيخوخي، أن أكثر من 13 ألف شخص بالغ تتراوح أعمارهم بين 45 عاماً وأكثر، تابعوا لمدة تصل إلى 15 عاماً.
أجابوا على عبارات مثل "لدي إحساس قوي بوجود أهداف، وأن هناك هدف في الحياة" بستة استجابات محتملة تتراوح من "أوافق بشدة" إلى "أختلف بشدة". وبعد ذلك تم تسجيل إجاباتهم ومتوسطها لإعطاء رقم بين 1 و6، وكلما ارتفعت القيمة زاد شعورهم بالهدف في الحياة.
توصل باحثون أميركيون إلى أن الأشخاص الذين لديهم شعور أكبر بالهدف في الحياة كانوا أقل عرضة للإصابة بضعف الإدراك، بما في ذلك الخرف، بنسبة 28%.
وقد لوحظ هذا التأثير الوقائي حتى عندما تم أخذ عوامل مثل،الأصل العرقي، والتعليم، والجينات، والاكتئاب في الاعتبار.
قالت أليزا وينجو، المؤلفة الرئيسية للدراسة وأستاذة في جامعة كاليفورنيا : "تشير نتائجنا إلى أن الشعور بالهدف يساعد الدماغ على البقاء مرنًا ويقظاً وفعالاً مع التقدم في السن".
"حتى بالنسبة للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض الزهايمر وراثيا، فإن الشعور بالهدف كان مرتبطا بتأخر ظهور المرض وانخفاض احتمالية الإصابة بالخرف."
الوقاية مجانية.. فقط جدد أهدافك
قال نيكولاس سي هوارد، أحد المؤلفين والباحثين في جامعة كاليفورنيا ديفيس: "بينما يمكن للأدوية مثل ليكانيماب ودونانيماب أن تؤخر بشكل متواضع أعراض ضعف الإدراك في مرض الزهايمر، إلا أنها تأتي مع المخاطر والتكاليف".
قال هوارد لـ "نيوز ميديكال لايف ساينسز": "الهدف في الحياة مجاني وآمن وسهل المنال. إنه شيء يمكن للناس الوصول إليه من خلال العلاقات والأهداف والأنشطة الهادفة".
وعلى الرغم من أن الدراسة لم تسأل المشاركين عما يمنحهم غرضًا، فقد اقترحت الأبحاث السابقة أنواعًا من الأنشطة التي يمكنها أن تمنحهم غرضًا وهدفاً في الحياة، وتشمل هذه الأنشطة قضاء الوقت مع العائلة، والتطوع، والممارسات الروحية، والهوايات، وغيرها من الأنشطة الحياتية التي تجعلنا أكثر اقبالاً على الحياة.
وأضاف الباحثون:"الأمر المثير في هذه الدراسة هو أن الناس قد يتمكنون من "التفكير" بأنفسهم من أجل صحة أفضل، الهدف في الحياة أمر نستطيع خلقه ثم تنميته. ليس من المبكر أبدًا - أو المتأخر أبدًا - أن نبدأ بالتفكير فيما يمنح حياتنا معنى".
تشمل أعراض الخرف مشاكل في الذاكرة وسرعة التفكير والحدة العقلية واللغة والفهم والمزاج، لكن التغيرات في البصر والسمع والتذوق واللمس والتوازن هي علامات غير معروفة للخرف والتي يمكن أن تضرب سنوات قبل ظهور العلامات المعروفة.
مشاكل الهضم تقودك للخرف
ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من كشف بحث جديد عن أن المشاكل في الأمعاء قد تساعد في الكشف عن مرض الزهايمر قبل سنوات من ظهور الأعراض.
توصل العلماء إلى أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل هضمية شائعة بما في ذلك التهاب الأمعاء ونقص الفيتامينات هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الذاكرة. وقد حدد الباحثون 155 تشخيصًا مرتبطًا باضطرابات الأمعاء والتمثيل الغذائي، ووجدوا عددًا من المشكلات المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
وشمل ذلك مرض القولون العصبي (IBD)، ومرض كرون، والتهاب القولون التقرحي، والارتجاع الحمضي، والسكري، ومتلازمة القولون العصبي (IBS).
















التعليقات