أثارت محاولة عمر الفاروق عبد المطلب تفجير طائرة متجهة من أمستردام إلى ديترويت علامات استفهام حول تشدد المسلمين في نيجيريا.
لاغوس: بعبارة quot;وجه البراءةquot;، وصفت صحيفة محلية الشاب النيجيري quot;من عائلة محترمةquot; الذي حاول تفجير طائرة اميركية يوم الميلاد، في مؤشر على ترسخ الاصولية الاسلامية في نيجيريا، واحيانا في الخفاء. ولا يتمتع عمر الفاروق عبد المطلب، نجل المصرفي الثري الذي يبلغ من العمر 23 عاما، اي من صفات الاسلامي المتشدد. فهو امضى دراسته الجامعية بلا اي مشاكل وسافر...الى ان اختفى. ويمكن القول ان تحوله الى الاسلام المتشدد، بحسب عبارة خبير، quot;تعذر رصده على غرار المتفجرات التي اخفاهاquot; من اجل تفجير الرحلة 253 بين امستردام وديترويت.
وبغض النظر عن ادانة الحكومة والسلطات الاسلامية في نيجيريا العملية التي وصفتها بانها quot;عمل منفردquot;، فان التيارات الاسلامية المتشددة اندمجت منذ عقود في المجتمع في شمال البلاد برمته، حيث اعادت 12 ولاية تطبيق الشريعة الاسلامية. وشهدت نيجيريا احداثا دامية بسبب خلافات اتنية دينية، اسفرت احيانا عن مقتل الالاف.
فبالاضافة الى المعارك بين المسلمين السنة والشيعة، ومواجهات المسيحين والمسلمين، جرت عدة ثورات ارتدت في السنوات المنصرمة طابع مناهضة الغرب. ففي تموز/يوليو الفائت شن ناشطو طائفة بوكو حرام الاصولية التي تسعى الى الخلافة الاسلامية هجمات في الوقت نفسه في اربع ولايات شمالية.
وجاء رد السلطات العنيف انعكاسا للمخاوف الذي تثيرها تلك الحركات السرية، حيث قتل 800 شخص في خمسة ايام، وربما 1700 بحسب مصادر في اجهزة استخبارات غربية. وفي لغة الهاوسا، تعني عبارة بوكو حرام quot;التعليم الغربي حرامquot;، وعلى خلفية تفاقم الفقر لا سيما في الشمال يكون quot;اغراء التشدد الاسلاميquot; كبيرا.
وبالنسبة الى السلطات الفدرالية التي تواجه تمردا في الجنوب الغني بالنفط منذ سنوات، تشكل هذه الظاهرة مبعث قلق متواصل، بسبب استمرار الخصومة والحذر بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي باغلبيته، بالرغم من النفي الرسمي المتكرر لذلك. وفي الجنوب، احتفظ الكثير من النيجيريين بذكريات حرب بيافرا الاهلية (1967 - 1970) التي سبقتها مجازر كبرى للمسيحيين في الشمال.
واغتنمت حركة التمرد الاساسي في الجنوب quot;ميندquot; فرصة محاولة تفجير الطائرة الاميركية لصب الزيت على النار مصرحة quot;على العالم توجيه الانتباه اكثر الى شمال نيجيريا الذي يشكل تهديدا فعليا للسلام العالميquot;. ومع ان الاسلام في نيجيريا معتدل باغلبيته، يبقى التهديد الاسلامي تحديا لوحدة هذا البلد الاتحادي الضخم الذي يضم 150 مليون نسمة.
وما يزيد الوضع تعقيدا، مجاورة شمال نيجيريا للنيجر ومالي، وهما بلدان كبيران صحراويان تصعب السيطرة عليهما، تحولا في السنوات الاخيرة الى ساحة حرب للقاعدة في المغرب الاسلامي. وعمدت الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا التي اندمجت في شبكة القاعدة الى خطف دبلوماسيين كنديين وموظفين انسانيين اوروبيين في تلك المنطقة.
وتتمتع هذه المنطقة الشاسعة باهمية استراتيجية، ففي الشمال والجنوب ثروات هائلة من النفط والغاز (جنوب نيجيريا، ليبيا، الجزائر). لذلك، فان زعزعة استقرار المنطقة حيث يتم درس مشاريع انابيب غاز حيوية لاوروبا، ستكون كارثة. وهذا التهديد الاسلامي شكل حافزا لواشنطن لانشاء القيادة العسكرية الاميركية في افريقيا عام 2007.
التعليقات