يقول صمويل هنتنجتون ان بن لادن حدد بدقةquot; الهوية المسيحية لاميركا وانه عدو جديد خطير أكيد ملأ الفراغ الذي أحدثه الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف

لندن:الكاتب الاميركي صمويل هنتنجتون الذي أثار جدلا عالميا حول كتابه الشهير (صدام الحضارات وإعادة تشكيل النظام العالمي الجديد) The Clash of Civilizations and the Remaking of World Order يطل بعد رحيله على قراء العربية بكتاب آخر يعترف فيه بأن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن حدد هوية الولايات المتحدة quot;بأنها أمة مسيحيةquot; منذ هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001.

ويضيف هنتنجتون (1927-2008) في كتابه (من نحن.... المناظرة الكبرى حول أميركا) تحت عنوان (الاسلام المتشدد في مواجهة أميركا) أن أميركا في نظر المتشددين الاسلاميين عدو للاسلام quot;ولا يمكن للامريكيين الا أن يروا في المتشددين الاسلاميين عدواquot; لبلادهم ويعتبر المؤلف هذه العلاقة حربا جديدة لها كثير من سمات الحرب الباردة. ويحدد بعض هذه السمات بشبكة من الخلايا عبر العالم يقول ان الجماعات الاسلامية المتشددة تحتفظ بها مثلما فعل الشيوعيون خلال الحرب الباردة.

ويقول ان وصف الرئيس الاميركي الأسبق رونالد ريجان للاتحاد السوفيتي بأنه امبراطورية الشر quot;يماثلquot; وصف الرئيس الاميركي السابق جورج بوش quot;لدولتين اسلاميتين هما العراق وايران الى جانب كوريا الشمالية بأنها امبراطورية الشرquot; بما يعني تحويل الحرب الايديولوجية مع الشيوعية الى الحرب الدينية والثقافية مع الاسلام المتشدد. وبما يشبه الاتفاق في الرأي يسجل هنتنجتون التساؤل الذي طرحه الكاتب الاميركي جون أبدايك.. بدون الحرب الباردة ما جدوى أن تكون أميركا.

ويقول هنتنجتون ان النظرية الاجتماعية والشواهد التاريخية تدل على أن عدم وجود عدو خارجي أو quot;آخرquot; يشجع على عدم الوحدة الداخلية فغياب التهديد الخارجي في رأيه يقلل من الاحتياج لحكومة قوية وأمة متماسكة. وكتاب (من نحن.... المناظرة الكبرى حول أميركا) الذي ترجمه الى العربية أستاذ اللغة الانجليزية بجامعة القاهرة أحمد مختار الجمال يقع في 526 صفحة كبيرة القطع وصدر عن المركز القومي للترجمة في القاهرة وراجعه وقدم له السفير المصري السابق السيد أمين شلبي الذي يقول ان كتاب هنتنجتون الجديد quot;امتداد وتوسيعquot; لكتابه (صدام الحضارات).

ويضيف أن المؤلف quot;يحذر من تاكل الهوية الاميركية وأساسها الانجلو- بروتستانتي وما يتهددها من انقسام لغوي وثقافي... يضع أميركا في مواجهة الاسلام.quot; ويقول هنتنجتون ان أحد أسباب quot;عداءquot; المسلمين لأميركا هو quot; التأييد الأميركي لاسرائيلquot; ولا يستبعد أن تنخرط أميركا في السنوات القادمة quot;في أنواع مختلفة من الصراعات العسكرية مع الدول والجماعات الاسلاميةquot; الا أنه يتساءل.. هل ستوحد هذه الحروب أمركا أم أنها ستؤدي الى انقسامها؟.

ويقارن بين موقف أوروبا وأميركا من الدين مسجلا أن التدين يميز الاميركيين عن معظم الشعوب الاوروبية اذ ان quot;الاميركيين مسيحيون بشكل طاغ... تدين الاميركيين يقودهم الى أن يروا العالم على أساس الخير والشرquot; بدرجة تفوق رؤية الآخرين لهذه الثنائية. ويتابع قائلا ان زعماء المجتمعات الأخرى يرون quot;هذا التدين ليس فقط فوق العادة بل انه أيضا مُزعج بالنسبة للقيم الاخلاقية العميقة التي يولدها هذا التدينquot; عند بحث قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية من خلال منظور ديني. ولا يرى هنتنجتون غرابة في هذا اذ quot;سار الدين مع القومية متعانقين في تاريخ الغرب.quot;

ويقول ان عقد التسعينيات شهد تحولا كبيرا نحو الدين اذ quot;أيد الامريكيون بشكل ساحقquot; أن يكون للدين دور أكبر في الحياة العامة وأيد 78 بالمئة عام 1991 أن يسمح للتلاميذ بأداء الصلاة داخل المدارس بعد أن كانت المحكمة العليا عام 1962 quot;حظرت الصلوات الاجبارية في المدارس.quot; ويسجل أن الدين لعب دورا بارزا في الانتخابات الرئاسية عام 2000 اذ أنشأ الرئيس السابق بوش في البيت الابيض بعد عشرة أيام من توليه السلطة مكتبا للمبادرات القائمة على الدين ذات الطابع الخيري وخصص له مراكز في خمس وزارات لتسهيل تنفيذ برنامجه وهو quot;اجراء غير مسبوق لم تفكر فيه الادارات السابقة وأصبح الدين عنصرا شرعيا في أداء الحكومة الفيدرالية لوظائفها بطريقة لم تحدث من قبل.quot;

ويقول ان القرن الحادي والعشرين هو بداية quot;عصر الدين فالنماذج العلمانية الغربية للدولة تواجه تحديا ويتم استبدالهاquot; في أكثر من دولة ومنها الجمهورية الاسلامية في ايران وروسيا التي quot;اعتبرت الارثوذكسية أمرا جوهرياquot; وتركيا والهند. وفي الولايات المتحدة عام 2002 quot;امن 59 بالمئة بأن التنبؤات الغيبية في سفر الرؤيا ستتحقق.quot;